18 ديسمبر، 2024 9:56 م

بوصلات الإعلام والإنتخابات .!

بوصلات الإعلام والإنتخابات .!

قبلَ استعراض وعرض ما تؤشّره عمليات الرصد في الإعلام حول مجريات ما قبل الإنتخابات وتداعياتها , مع إشارةٍ بأنّ اتجاهات اية بوصلة منها غير دقيقةٍ بشكلٍ مقنعٍ للجميع , و وفق ما يتناسب مع السياسة الإعلامية وهيئات تحرير ايٍّ من وسائل الإعلام ذات العلاقة .

لابدّ من الملاحظة عن كثب لمدى الإهتمامات ال < Extra Ordinary – فوق العادة > لبعض القنوات الفضائية البارزة في الفضاء الإعلامي العربي ” كقناتي العربية والعربية الحدث ” بجانبِ فضائيات محلية تبث من خارج العراق , في تغطيةٍ مختارة ودعايات انتخابية لبعض المرشحين , وبما لم يحدث في تغطياتها المماثلة لأيّ انتخابات تجري في اي من الأقطار العربية الأخرى , ومع اعتبارٍ اكثر خصوصيةٍ بأنّ اهتمامات هذه القنوات يتجاوز جني الأرباح والأموال كثمنِ لبثّ الدعايات الإنتخابية والتي يتراوح سعر البث فيها للدقيقة الواحدة من 500 – 1000 دولار , ودون ان نتطرّق هنا عن كيفية امتلاك هؤلاء المرشحين لتلك الأموال , والتي يجري بث دعاياتهم بنحوٍ يوميّ , ولعدة مراتٍ في اليوم الواحد . ونخرجُ هنا من هذا المدخل .

إذ يحتدم صراع السلطة بشكلٍ لم يعد خفيّاٍ بين الأحزاب الشيعية الفاعلة ” ونأسفُ بخجلٍ لهذا التعبير الطائفي ” , وإنّ ما تلتقطه عدسات الإعلام قد امسى يتجاوز ما ينحصر ويتمحور الحديث عنه ” بشكلٍ او بآخرٍ ” عن التنافس الحادّ والحارّ بين تحالف < الفتح \ العامري , ودولة القانون \ المالكي > من جهةٍ , مقابل كتلة التيار الصدري ” السيد مقتدى ” , فهذا الإجتياز بين هذين الطرفين صارَ يخطف الأنظار مسبقاً وحتى مبكّراً حول ردود الأفعال المحتملة والغامضة اذا ما فشلَ او فازَ أحد هذين الطرفين ضدّ الآخر , وماهية ردّ الفعل المفترض وانعكاساته على الدولة وعلى المجتمع ! ويكادُ يغدو من اقصى درجات اليقين او نحوه , بأن يضحى القبول والإستسلام تجاه فوز وتفوّق ايّ من هاتين الجهتين تجاه الأخرى , وكلّ منهما له ثقله السياسية في ” الساحة الحزبية الحاكمة ” وليس في عموم ساحة المجتمع العراقي .! , لكنّ الأهم والأخطر من كلّ ذلك , والذي سوف يصيب كافة عدسات وبوصلات الإعلام بِ ” عمى الألوان ” , هو الى ايّ مدىً ستستمرّ ردود الأفعال هذه , وما هي آليّاتها وكيف ستنتهي الى ما تنتهي اليه .!؟

ما هو مُرشّحٌ وفق التقديرات الإعلامية , بأنّ الحالة الوسطية لمحاولة فكّ الإشتباك السياسي بينَ الطرفين المتنازعين على السلطة < والذي قد يتصورها البعض بأنها قد تغدو بالمخالب والأسنان ! وهي ليست كذلك >, هو أحدّ حلّين لا ثالث لهما ” الى حدّ الآن ” , فإمّا تمديد ولاية الكاظمي الى أمدٍ آخرٍ , او الى تأجيل الإنتخابات الى فترةٍ محددة ما , وبالنتيجة بقاء والإبقاء على الكاظمي في السلطة , والى أن يحدث ما قد يحدث لاحقاً , من مجرياتٍ وتداعيات .!

ولعلّه من الطريف أن نلحظ في هذه البوصلات والعدسات الإعلامية , وكأنّ كلّ الأحزاب والكتل والتكتلات الحزبية الأخرى , وكأنّ لا وجود ولا حضور لها .!