سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعبوات لاصقة ، واغتيالات بكواتم الصوت وهجمات على نقاط الجيش والشرطة ، تصعيد اعلامي ما بين الفرقاء السياسيون ، والنتيجة كانت اكثر من الف قتيل وأكثر من ثلاثة الف جريح في شهر !!
وبعدها وبعد ان وصلت دماء العراقيون (فوكـ الركَاب ) كما يحلو لأبناء العراق تسميتها ، بعد كل هذه الدماء (بوس عمك بوس خالك )وكلشي انتهى !!
نعم دماء العراقي اصبحت رخيصة ويا( مرخصها )عند الساسة العراقيون ، خلافات لا نعرف سببها ما بين الخصوم هل هي خلافات بوجهات النظر ؟
ام هي خلافات طائفية ؟
ام هي خلافات مالية ؟
ام هو الصراع المحموم على الكراسي والمناصب ؟
كل هذه الاسئلة واردة في موضوع الصراعات الدائرة في العراق ما بين المكون الشيعي والمكون السني وتناسى جميع الفرقاء انهم يمثلون العراق وما اكبر العراق ، هل بالقبلة ما بين نوري المالكي والسيد اسامة النجيفي تنتهي جميع مشاكل العراق؟
بالطبع الجواب كلا وألف كلا فالعراق فيه من المشاكل ما بين الاطراف السياسية ما يشيب لها الطفل الرضيع ،وأسباب اخرة منها انعدام الثقة ما بين السياسيون بسبب كثرة الاتفاقات وعدم تنفيذها من قبل الاطراف المشاركة في العملية السياسية ، لذلك وفي ظل اي اتفاق جديد سيكون هناك هاجس الخوف من الاخر في عدم تنفيذ بنود اي اتفاقية جديدة ، لذلك اطلق على القاء ما بين القادة السياسيون بإلقاء الرمزي حتى لا تبني عليه الامال من قبل الشارع العراقي في انهاء الصراع الدائر الان في الشارع العراقي وهذا الشحن الزائد لإطراف النزاع وخاصة في ساحات الاعتصامات في الرمادي وسامراء ومنابر هذه الساحات اصبحت ليس من اجل تلبية مطالب المتظاهرين بل من اجل شحن الشارع العراقي من اجل اعادة بناء الدولة الدينية الطائفية من جديد ،ومن اجل اعادة العراق الى دائرة الاضواء من خلال الاقتتال الطائفي المقيت ما بين السنة والشيعة والخاسر الوحيد من كل هذه المعركة هو العراق وشعب العراق ، فلو عدنا الى موضوع سوريا ، سوريا في يوم من الايام كانت مصدر للإرهاب في العراق من خلال ادخالها المقاتلين وتزويد بعض اطراف الصراع في العراق بالمال والسلاح القادمين من بعض دول الخليج وبعض الدول العربية الاخرة اضافة الى تركيا ، ولكن اليوم اصبحت سوريا عدوة الامس صديقة اليوم وتركيا صديقة الامس عدوة اليوم !!
انها معادلة غريبة في الصراع الدائر في العراق اليوم فكل طرف من اطراف النزاع العراقي يميل الى طرف ، وتناسى الجميع انهم عراقيون اولاً وأخيرا ، فما دخل العراقي الشريف بسوريا وبتركيا او البحرين او ايران وما يحدث في هذه البلدان وخاصة ما يحدث في سوريا لماذا لا نقف موقف محايد مع اطراف النزاع في سوريا ولا ندع ما يحدث هناك ان يؤثر على الوضع الامني والاقتصادي على العراق ، لماذا لا نحمي الحدود العراقية من الخارجين على القانون وتجار الموت ؟
لماذا ندع العابثين بأمن واستقرار العراق يعملون ما يحلو لهم والسبب هو الصراع الدائر ما بين السياسيون العراقيون مما اعطى فرصة مواتية للمجرمين من اجل تنفيذ عملياتهم الاجرامية داخل المدن العراقية وقتل الابرياء من المدنين العزل اضافة الى حماة العراق من الاجهزة الامنية البطلة من قوات الجيش والشرطة ، هي فرصة اخيرة للقادة العراقيون والسياسيون الاخرون ورجال الدين بكافة اطياف العراق ان يتم توحيد الخطاب الاعلامي وخاصة الخطاب الخارجي ، وإعادة توحيد الصف العراقي من جديد من خلال الاقوال وليس من خلال (بوس عمك بوس خالك ) بل من خلال اعادة بناء العراق وتوفير فرص العمل للعاطلين وإشاعة روح الوحدة الوطنية ما بين اطياف الشعب العراقي كافة حتى نرضي الله ونرضي الشعب العراقي .