23 ديسمبر، 2024 12:06 م

بورما : دماء رمضان …على صفحات القران!!!

بورما : دماء رمضان …على صفحات القران!!!

 كثيره هي الشعوب التي تعرضت في تاريخنا المعاصر لعمليات الاباده العرقية ومحاولات طمس هويتها  تارة باسم الايديولوجيه وأحيانا باسم التطرف الديني وأخرى باسم القومية والتي أشعلت جذوه الأحقاد العرقية والطائفية وكان الهدف منها دوما خدمه مصالح الشركات والإمبراطوريات البائدة والسائدة  التي قطعت الخرائط بساطور بعد تقطيع أوصال البشر تبعا لمصالحها.  لقد شملت تلك المذابح شعوبا  غالبيتهم من المسلمين أضافه الى ما شهدته راونده من مذابح مروعه راح ضحيتها 800 إلف شخص وما عاناه  اليهود في اوروبا  من اضطهاد خلال الحرب العالمية الثانية وكذلك الأرمن  والأكراد والكروات وغيرهم.
ولعل احدث حلقه في سلسله المجازر المروعة هذه يحدث اليوم في ميانمار (بورما سابقا ) بحق ملايين المسلمين الذين يسمون هناك( الروهينغا) والتي ترتكبها ميليشيا (الماغ) البوذية المتطرفة بغطاء حكومي باعتبار ان هؤلاء المسلمين هم مجرد مستوطنين وليسوا سكانا أصليين وبالتالي لايحق لهم مجرد العيش كالبشر لأنهم لا ينتمون للاغلبيه البوذيه.
 انها نفس الحكايه رغم اختلاف المكان والزمن فما لذي يختلف فيه تاريخ التطهير العرقي والذبح في بورما عما حصل في الشيشان مثلا ؟ انه فصل من حكاية تطهير وأباده عرقيه باسم الايدولوجيا  والقومية بدأت عام 1792 ومرت بعشر مجازر لم تتوقف أبد. راح ضحيتها اكثر من مليوني شيشاني… في  31 يناير من عام 1944م أصدرت لجنة الدفاع الحكومية برئاسة ستالين المرسوم رقم 5073 الذي نص على نقل الشيشان والأنجوش من مناطقهم إلى جمهوريتي فيرغيريا وكازاخستان.وهي عمليه أباده عرقيه اشرف عليها وزير الداخلية السوفيتي الجنرال بيريا ومساعدوه الجنرالات سيروف ، فابولوف ، ، وتجمع المصادر التي تحدثت عن معاناة الشيشان والأنجوش خلال عملية النفي على الحديث عن حرق 700 شخص في قرية خابياخ بعد إطلاق النار عليهم بتاريخ 27/2/1944م ، وفي منطقة تشيبيرلوييف تم إلقاء الناس أحياء في بحيرة قيزينوي – أم ، وفي منطقة أوروس – مارتان ثم دفن الكثير من الناس في باحة المستشفي المركزي بمن فيهم المرضي من النساء الحوامل وألطفال الرضع ، وفي منطقة أوتوم- كالي تم إلقاء القنابل على المرضي في بيوتهم ، وفي مالخيست جمع العديد من السكان في الكهوف المجاورة وأعدموا بإطلاق النار عليهم ، وأخيرًا في منطقة توجاي – يورث ثم جمع الناس وسكب الوقود عليهم وإحراقهم وهم أحياء.. لقد اعدم وطمر تحت الثلوج في سيبيريا مئات الآلاف من الشيشان.
ربما لا يختلف سفر العذابات التي تعرض لها الشيشان عما حصل في فلسطين وكوسوفو والبوسنة  وكرواتيا وما تعرض له الأرمن على يد الأتراك مطلع القرن الماضي  حيث     تتراوح إعداد الضحايا الارمن ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة. ولقي نفس المصير مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم،و يرى عدد من الباحثين ان هذه الإحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية. الم تقم فرنسا منبع شعارات الديمقراطية بآباده مليوني جزائري… أولم يقتلع الأمريكيون الهنود الحمر من أرضهم؟؟؟
  لا يمكن ان ننسى أبدا ما عاناه الشعب الفلسطيني و الكردي من ويلات وحروب أباده  وما يشهده شعب العراق وليبيا وتشهده سوريا حاليا من مجازر بشعة أشعل فتيلها الحقد والفاشية ومخططات القوى الكبرى وإطماعها التي أخرجت الغول من مخدعه ليستخدم بشرا عصب الغل عيونهم ليقوموا بذبح إخوانهم من المواطنين تنفيذا لأجندات خارجية او طموحات سلطويه  نسفت أسس التعايش في هذه المجتمعات.
في حروب الاباده الاثنيه في إي بقعه على الأرض تكفي اي شراره صغيره لإشعال كومه الأحقاد المتوارثة كان تكون حادثا عرضيا او مجرد دعاية لان الأجواء مهيئه أصلا للاشتعال السريع وإلغاء العقل لصالح ساديه القتل والتشفي والانتقام …
.من يتصور ان هؤلاء البوذيون بتعاليمهم التي تحرم قتل حتى الذبابه والذين ينكسر القلب شفقه كلما نظر المرء اليهم ضمن ملايين الخدم في الدول النفطية العربية وهم يشقون كالعبيد ليل نهار سينتقمون من مخدوميهم الأغنياء المترفين ولكن من خلال ذبح وحرق المسلمين في بلدهم  ميانمار حيث يشكل المسلمون الفقراء 20%من بلد يتجاوز عدد سكانه 50 مليون نسمه غالبيتهم من البوذيين؟؟؟
القصة بدأت نهاية ايار-مايو الماضي باشا عه مفبركه تتحدث عن اغتصاب ثلاثة “روهينجيا” لفتاة بوذية وقتلها، فقام البوذيون بالانتقام من خلال قتل عشرة مسلمين ليسوا من الروهينجيا وكانوا في زيارة إلى الولاية، مما أدى لاندلاع أحداث شغب متبادلة وحرق منازل  ووصل الأمر الى عمليات ذبح جماعي للمسلمين واغتصاب النساء والتمثيل بجثث الأطفال إمام ذويهم وتحويل الغابات وساحل البحر الى مقابر جماعية للمسلمين..  لم يهتم الرأي العام العالمي والعربي المنشغل بإحداث سوريا وأزمة ديون أوروبا  العجوز وانهيار البورصات وأسعار الذهب وحفلات الليدي غاغا  ومسلسلات رمضان والألعاب الاولمبية بماساه هؤلاء البشر.. ليس فقط لأنهم مسلمين بل لأنهم لا يوثرون على اقتصاد العالم المتحضر او رفاهيته ومتعه.. الم يهب الناتو عام 1999 بقيده الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك لنصره الالبان في كوسوفو ضد  ميلوسوفبتج وجنرالاته الصرب المسيحيين ومن قبله  انتزعوا دوله مسلمه جديدة وسط أوروبا هي البوسنة  وباتوا اليوم أصدقاء وحلفاء للاصوليه  الاسلاميه التي حاربوها بالامس؟؟؟
لم يتحرك الضمير العالمي رغم ان وسائل الإعلام نقلت صور بيوت المسلمين في بورما وقد التهمتها النيران وجثث قتلاهم المشوهة ونسائهم اللاتي تعرضن لمختلف صور التعذيب البربري فضلا عن حكايات الاغتصاب المروعه بحق حتى أطفال المسلمين هناك، وهى الممارسات التى قوبلت بالصمت واللامبالاة من جانب المنظمات الدولية وعواصم الدول الكبرى. وشجع هذا الصمت  غلاة البوذيين على الاعتداء على ممتلكات هؤلاء المسلمين العزل وإحراق بيوتهم ومزارعهم  وممارسة مختلف صور العنف الجسدي بحقهم.
أنها صفحه دمويه أخرى كتبت بدماء مسلمي بورما ضمن سلسله المذابح التي بدأت عام 1938 تحت غطاء من العسكر البريطانيين الذين كانون يحتلون بورما و تم حينذاك قتل 30 إلف منهم وأحرقت اغلب مساجدهم لكنهم رفضوا اعتناق البوذيه او حتى اكل لحم الخنازير لإنقاذ رقابهم من الذبح  واغتصاب نسائهم..  وكرت مسبحة المذابح الوحشية ضد هؤلاء العزل عامي 1942 م1962 وبعد انتخابات عام 1991 حين صوت المسلمون مع المعارضة، وكانوا دائما يحلمون بالعالم العربي بصوت مدو يخرج من مكة او الأزهر يهب لنجدتهم !!!  دائما كانت عمليه نحرهم وطردهم من وطنهم تتم ا بصمت او تجاهل القوى العظمى التي لاتجد لها مصالح في بلد بلا موارد معدنية او موقع استراتيجي في الصراع الدولي من اجل الطاقة والنفوذ.
منذ إعلان استقلال “بورما”، لم يعترف الدستور بأولئك المسلمين الذين يعيشون في إقليم أراكان، وظلوا طوال الوقت عرضة لحملات من الاضطهاد والإقصاء ومهددين بالطرد إلى ما وراء الحدود  وأحيانا في زوارق خشبية لا يستقبلها احد بينما هم يبحثون عن اتجاه ألقبله وسط البحر الهائج !!!، حين استولى العسكر على السلطة عام 1987م أقصي نصف مليون مسلم بورمي خارج الحدود ونحر 40 إلف آخرين ولم تحرك هذه المأساة المروعة الرأي العالمي ولا المسلمين ولا ضمير القادة العرب الأغنياء  الذين  شغلتهم حرب الخليج آنذاك و اخبارالأسطول السادس الأمريكي لكنهم هبوا بعد عام لقتال الجيش الروسي( الكافر) في أفغانستان في حرب رفعت فيها البنادق والمصاحف  تحت إشراف ومباركه البيت الابيض حيث ولد ما يعرف بتنظيم القاعدة  والعرب الأفغان… وقد استولى القلق حينها من ثوره  ايه الله الخميني  في ايران على ليلهم وصباحهم فما الذين يمكن ان تعنيه ماساه هؤلاء الأسيويين الذين توارثوا الإسلام من أجدادهم المنبهرين بصدق وأمانه وإخلاص التجار العرب الذين حملوا القران خلاصا وبشرى لشعوب عاشت كالعبيد ووجدت في الإسلام النور والعتق والحرية .؟؟ وهم مجرد خدم في دول الخليج!!
 لم تنجو حتى أوروبا المسيحية من حروب اختلاف تفسير النص الديني في قرونها الغابرة لكن الفصل الجديد من نحر المسلمين لبعضهم البعض واغتصاب نساءهم والتمثيل بجثثهم تثير الريبة والتساؤل في الغرب… فهؤلاء الذين يشحذون همم العالم الإسلامي اليوم لنصره مسلمي بورما بالصراخ فقط فوق المنابر هم أنفسهم الذين أباحوا ذبح مسلمين وبعض قاده  العالم العربي  والتمثيل بجثثهم بعد إعدامهم ونعتت من لا يثور لخلع رئيس عربي يناصر الفلسطينيين واللبنانين خائنا لمجرد انه من طائفة أخرى !!!
 بعض هؤلاء  المشايخ ورجال الدين في العالم العربي تحول الى مسوغ شرعي بالباطل لعمليات انتهاك القانون الدولي وتبرير الاستعانة بقوات( كافره ) لتغيير الانظمه العربية التي ترفض ركوب القطار اليورواطلسي بالقوة واعتبار من يحمل السلاح ويقوم بذبح من ينتمون الى طوائف أخرى او أديان سماويه مغايره ويفجرون الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وسط الأبرياء  في المدن العربيه (مجاهدين) ينفذون أراده الله ويطبقون القران وهم في حقيقة الأمر لا يختلفون عن البوذيين المتطرفين و مجرمي الصرب والنازيين والصهاينه بل هم اشد قسوة ووحشيه منهم لأنهم يدعون أنهم أصحاب كتاب مقدس وإتباع أخر الانبياء والرسل (ص) في وقت  باتت فيه أكذوبة حقوق الإنسان لا تصلح ألا لرميها في سله القاذورات.
 هل هي المصادفة وحدها ان لا يجد  الدكتاتور العسكري البورمي( تان شو) الذي يعد من اكثر البوذيين حقدا وكرها  لمسلمي بلاده في ميانمار من ملاذ امن سوى أماره دبي التي قصدها بعد الإطاحة به صيف العام الماضي بعد ان رفضته اغلب دول العالم تحت تأثير المؤسسات المدنية في اوروبا وأمريكا  كونه من مجرمي الحرب؟؟؟
 لا أعتقد ان العرب والمسلمين قادرون اليوم حتى على مجرد الضغط على  حكومة ميانمار لوقف عمليات الاباده العرقية ضد المسلمين هناك  او تقديم يد العون الإنساني ومنع اغتصاب إعراض أشقاءهم البورميين لأن مشايخهم منشغلون( بجهاد اكبر)  يقوده عرابو مشروع الربيع العربي  الذي يراوح مكانه في الشام  رغم سيل من الدماء التي أصبحت رافدا يلون نهر الفرات باللون الأحمر القاني حتى مصبه في شط العرب رغم إننا في شهر رمضان ايها المجاهدون من اجل أقامه دوله ألخلافه!!!