تتسارع الاحداث وتنهار الاوضاع وتتكشف الاهداف بسرعة البرق في الشرق الاوسط،وتتسابق الدول العظمى لأخذ موطئ قدم لها في المنطقة،لمصالح بعيدة المدى وهيمنة ابدية عليها،مع اضعاف وإنهاك دول ألمنطقة في حرب اهلية طائفية وعنصرية وقومية واثنيه ،بعيدة المدى وإنشاء دويلات ودكاكين وأمراء حرب على انقاضها ،هذا هو احدث السيناريوهات التي تقوم بتنفيذها امريكا وروسيا ،وتحالفاتهما الجانبية ،ليشكلا قطبين متصارعين في عودة سريعة للحرب الباردة التي انتهت بتفكيك الاتحاد السوفيتي ،المشهد الحربي الذي تعيشه المنطقة ينتظر الانفجار بأية لحظة ،فإدارة اوباما تتسابق لتسجيل حضور عسكري في العراق ،والدفاع عن عملائها في سوريا ممن دربتهم وسلحتهم وتسميهم ب (معارضة معتدلة)او (معارضة اسلامية غير متطرفة)، ومنها الجيش الحر وأحرار الشام والنصرة وغيرها ،عدا داعش التي تدعى قتالها وقصفها في العراق والشام وتعتبرها (عدوها الاوحد) في المنطقة ،اما في العراق فهي تشجع وتدعم صحوات العشائر ألسنية والحشد الشعبي بميليشياته (مؤخرا اوقفت التعامل معه) ،بسبب انتهاكاته وإجرامه في المدن التي يدخلها(محررة)،مما حدا بقادة الحشد ايجاد حليف اخر له ينفذ له اجندته الايرانية في القتل والتهجير والاغتيال والخطف وغيرها من الجرائم التي وثقتها منظمة هيومان رايتس ووج لحقوق الانسان والمنظمات الدولية الاخرى ،كجرائم ابادة جماعية ،مقابل (وهذا المهم هنا) ،اطلاق يد روسيا في ألعراق والتحالف معها لتنفيذ اجندة بوتين ،وهي اعادة الهيمنة على العراق وسوريا الاستيراتيجيتين له واللتان تمثلان ينبوع الموارد الطبيعية والموقع الاكثر خطورة وأهمية في العالم فمن سيطر على سوريا والعراق سيطر على العالم كله لامتلاكهما احتياطي العالم من النفط والموارد الاخرى اضافة لتامين امن ومستقبل اسرائيل مدى ألحياة وسحب البساط من ادارة اوباما لفشلها في القضاء على الارهاب او لأنها كانت ظهوره وفي مقدمة الارهاب تنظيم الدولة الاسلامية داعش، اذن ادارة اوباما وإدارة بوتين يستخدمان نفس العدو لتنفيذ اهدافهما وهو (محاربة داعش)، ولكنهما يختلفان في الطريقة ،فبوتين يريد ان يقضي على كل الفصائل المعارضة لنظام الاسد للحفاظ عليه وإبقائه في السلطة ،ومن ضمنها الجيش الحر وأحرار الشام وجيش الفتح وداعش دفعة واحدة ،فيما ترى امريكا ان هذا سيوحد المعارضة والارهابين ضد التحالف ألدولي ويجب فصل محاربة المعارضة عن داعش وكسبها الى التحالف لمحاربة داعش،اذن هناك تباين واختلاف في الرؤيتين الامريكية والروسية ،في تصنيف الارهاب وكيفية محاربته والقضاء عليه، وهذه اولى بوادر هزيمة التحالف الروسي والأمريكي،لأنهما سيؤججان الشعب في العراق وسوريا ضدهما،كونهما لا يفرقان بين المعارضة السلمية والإرهاب ، وهذا يصب بالتأكيد في صالح تنظيم الدولة داعش، وهو ما يحصل الان على الارض في سوريا والعراق ،مما يؤكد خطأ وفشل الرؤية الامريكية ،وتقوية داعش على حساب بقية الفصائل ،التي تحاور الاسد في جنيف 1 وجنيف 2 وغيرها،اما داعش فهي ترفض اي حوار مع الانظمة ولديها مشروع الخلافة العالمي ،ما العمل اذن ،بوتين يوسع من تحالفاته الاقليمية والدولية فبعد ان كان التحالف رباعيا،اصبح سداسيا بعد التحاق ايطاليا ومصر الى تحالف بوتين وقبلها ابدت الصين وكوريا الشمالية استعدادها للانضمام ،وهذا تحول خطير جدا باتجاه ادخال المنطقة في اجواء الحرب العالمية بكل ثقة، فبوتين اصبح الان في افضل قوته وتحالفاته، من اوباما الذي تتراجع قواته وتحالفاته ،ويخسرها الواحدة تلو الاخرى ومنها دول الخليج التي تعاني ايضا من فقدان الثقة به ،وبطء عمله العسكري ضد داعش ،وسكوته على تمدد ايران وتدخلاتها في المنطقة ،وهذا خلق فراغا امنيا تفردت به ايران وروسيا التي قاد قاسم سليماني بوتين من يده وادخله الى المنطقة كقوة بديلة عن امريكا ،وليس غريبا ان تكون بغداد انطلاق بوتين نحو السيطرة على المنطقة كلها وجعل بغداد مقرا للتحالف الرباعي/السداسي كمركز معلوماتي استخباري يتجسس ليس على داعش كما يزعمون وإنما التجسس على دول الخليج والمنطقة بأسرها ،اضافة والاهم على التحركات الامريكية المستقبلية ، اذن بوتين استقبل وفد التحالف الوطني(الشيعي) ومعه قادة الحشد الشعبي الميليشياوي ،في بادرة غير مسبوقة ان يستقبل رئيس دولة عظمى كروسيا قادة الارهاب في المنطقة والعالم ، وتقارير الامم المتحدة ومنظماتها العالمية تؤكد ذلك، والسبب هو تنفيذ ما يريده ويحلم به بوتين من قبل هذه الميليشيات ،لاسيما وان بوتين هو بالأساس كان رجل الميليشيا الروسية ومديرا للمخابرات الروسية ، لكنها المصالح تتلاقى ، وهكذا تحالف بوتين مع عملاء ايران بتوصية واقتراح وإشراف عراب التحالف الرباعي قاسم سليماني ،وهكذا وبعد زيارة الوفد الشيطاني ( لا اعرف على اي اساس زار الوفد روسيا) هل هي زيارة رسمية حكومية ام زيارة برلمانية ام زيارة مليشياوية، اجزم ان الخيار الثالث هو الاصح هنا ،انطلقت 26 صاروخا الى معاقل داعش والجيش الحر عبر اجواء ايران والعراق وتركيا من بحر قزوين، اذن فتح الاجواء العراقية وإرسال المستشارين الروس وطلب العبادي من بوتين قصف داعش في العراق من قبل الطائرات الروسية مثل سوريا ، وطلب التحالف الوطني الشيعي من روسيا ،ارسال قوات برية وأسلحة وصواريخ ودعم عسكري للعراق ،هو احد الاتفاقات مقابل تسهيلات علنية وسرية لبوتين في مواجهة داعش وغيرها، ويكون العراق حائط الصد والانطلاق لاي خطر يهدد ايران والعراق وروسيا ومصالحها في المنطقة هذا هو جوهر التحالف الرباعي،الذي استكمل توقيع بنوده التحالف الوطني الشيعي في موسكو مؤخرا ،فهل يعلن بوتين انطلاق الحرب العالمية الثالثة من العراق ،بعد ان ضمن تحالفا استراتيجيا واسعا ومؤثرا في العالم ، مناهضا لتحالف امريكا الهش ،لاسيما وان ادارة اوباما تواجه الفشل الذريع في استيراتيجيتها العسكرية في العراق وسوريا تحديدا منذ سنوات ، اعتقد ان ادارة اوباما الان هي الاضعف في موقفها اقناع حلفائها بمواجهة داعش والإرهاب في المنطقة وان حججها اصبحت واهية ، لأدراك الحلفاء ان اوباما اضعف من ان يواجه داعش والعراق مثالا لفشله ،بوتين وموقفه وتحالفه هو الاقوى الان ، وما ارساله للجيش الروسي(150) الف جندي ومئات الطائرات والفرقاطات والدبابات ،وإنشاء قواعد عسكرية كبرى في اللاذقية وطرطوس ،إلا لكي يحقق حلما روسيا بعيد المدى باسم محاربة داعش كحجة جاهزة استخدمتها امريكا وفشلت /وها هي المنطقة تدفع ثمن فشلها وظهور تنظيم داعش كظاهرة عالمية تهدد امن السلام العالمي كله، وهو نتاج طبيعي لإستراتيجية امريكا بعد غزو العراق ، بوتين عائد الى المنطقة بقوته العسكرية ،وآلته الحربية المدمرة،حتى لو قامت الحرب العالمية الثالثة وهو من سيقودها بكل تأكيد كما اكدت فرنسا امس على لسان لوران فابيوس وزير خارجيتها وتخوفه من قيام هذه الحرب….