23 ديسمبر، 2024 3:18 ص

بوتين يرد بمناورات قوات الردع الاستراتيجي

بوتين يرد بمناورات قوات الردع الاستراتيجي

أعلان وزارة الخارجية الروسية أن الأقمار الاصطناعية الأمريكية يمكن أن تصبح أهدافا في حال استخدامها في مكونات البنية التحتية المدنية في الفضاء بما في ذلك المكونات التجارية، في النزاعات المسلحة وفي الأزمة الأوكرانية ، جاء متزامنا مع أشراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تدريبات لقوات الردع الاستراتيجي ، والتي شملت ضربات نووية مكثفة ردا على استهداف نووي محتمل من قبل العدو ، وكما أوضح الكريملين ، فإن المهام التي تم تصورها أثناء تدريب قوات الردع الاستراتيجي اكتملت بالكامل ، ووصلت جميع الصواريخ إلى أهدافها ، مما يؤكد الخصائص المحددة ، وبمشاركة الطائرات البعيدة المدى من طراز Tu-95MS ، والتي أطلقت صواريخ كروز جوًا.
وتم تحت قيادة بوتين ، تدريب قوات الردع الإستراتيجي البرية والبحرية والجوية ، كجزء من التفتيش ، تم خلالها إطلاق صاروخ يارس الباليستي العابر للقارات وصاروخ سينيفا الباليستي ، وبحسب وزير الدفاع سيرغي شويغو ، فإنه تم تنفيذ مهام توجيه ضربة نووية ضخمة من قبل القوات الهجومية الاستراتيجية ردًا على ضربة نووية للعدو ، واعتبر المراقبون هذه التدريبات بمثابة الرد المباشر ، لتدريبات الردع النووي “الظهيرة الثابتة” التي يجريها حلف شمال الاطلسي ، بمشاركة 14 دولة وما يصل إلى 60 طائرة عسكرية على حدود ، وتستمر حتى 30 أكتوبر في المجال الجوي لبلجيكا وبريطانيا، وكذلك فوق بحر الشمال ، بوجود رؤوس حربية نووية أمريكية هناك، فيما لا تؤكد السلطات الرسمية هذه المعلومات.
الرئيس الروسي وفي اجتماع مجلس رؤساء الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات لرابطة الدول المستقلة ، ذكر العالم مرة أخرى عن خطط القيادة الأوكرانية ، وأن أوكرانيا أصبحت ساحة تجارب للتجارب البيولوجية العسكرية، “مليئة بالأسلحة ، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة ” ، وإنهم يتجاهلون تصريحات نظام كييف حول الرغبة في الحصول على أسلحة نووية ، وبعد كل مقالته سلطات كييف علنًا عن هذا ، الا ان الجميع صامت ، ولم يبدي رأيا حول هذه المخاطر، بالإضافة الى ان هناك أيضا خطط لاستخدام ما يسمى بالقنبلة “القذرة”.
لقد فقدت أوكرانيا سيادتها بالفعل وهي خاضعة مباشرة لسيطرة الولايات المتحدة ، وأن واشنطن تستخدم كييف كمضرب ضد روسيا ، ودولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروسيا ، وكذلك ضد منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة ككل ، لذلك وبرأي الرئيس بوتين ، فأن احتمال اندلاع النزاعات في العالم لا يزال مرتفعا للغاية ، وتظهر هناك أخطار وتحديات جديدة للأمن الجماعي وذلك نتيجة للتوتر الحاد للمواجهة الجيوسياسية العالمية ، بسبب أستخدام بعض الدول أساليب الابتزاز والتخويف المباشر في أراضي رابطة الدول المستقلة، موضحا: “إن أساليب الابتزاز والضغط والتخويف تستخدم من قبل بعض البلدان منذ وقت بعيد في جميع أنحاء الرابطة تقريبا ، لذلك فان المحاولات لتنفيذ سيناريوهات “الثورات الملونة” لا تتوقف ، ويتم الاستخدام النشط للقومية والتطرف، وإشعال النزاعات المسلحة التي تهدد بشكل مباشر أمن جميع أعضاء رابطة الدول المستقلة.
وحذر من خطر وقوع منظومات الدفاع الجوي المتنقلة والأسلحة عالية الدقة المرسلة لأوكرانيا ، ليتم بيعها في “السوق السوداء” ، في أيدي الإرهابيين ، ومثل هذا التهديد لا يزال موجودا ، حيث تثير السوق السوداء للأسلحة العاملة في أوكرانيا ظهور تحديات خطيرة، وتشارك الجماعات الإجرامية العابرة للحدود في تهريبها إلى مناطق أخرى ، ولا يدور الحديث عن الأسلحة الصغيرة ، فحسب بل هناك خطر لوقوع أسلحة أكثر قوة بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة والأسلحة عالية الدقة، في أيدي المجرمين ، كما أن انتشار المرتزقة الأجانب من ذوي الخبرة القتالية يشكل تهديدا لبلدان رابطة الدول المستقلة.

“إن العالم يتغير أمام أعيننا حرفيا”، كما يقول الرئيس الروسي ، ليصبح متعدد الأقطاب ، ومع ذلك، يحاول بعض المشاركين في التواصل الدولي الحفاظ على هيمنتهم المهتزة بأي شكل، باستخدام مجموعة واسعة من الأساليب السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعلوماتية وغيرها وأوضح بوتين ، إن الحديث يدور عن انهيار الآليات القانونية للاستقرار الاستراتيجي، وفرض عقوبات أحادية الجانب ضد من يختلفون مع سياساتهم وغيرها.
ورغم اعلان الناتو على لسان وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن ، أنه لا يشكل تهديدا لروسيا، ولا يسعى إلى مواجهة مع روسيا”، والتشديد على أن “الناتو تحالف دفاعي” ، إلا أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بعث هو الاخر لوزراء دفاع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطاني وتركيا والهندي والصيني ، برسائل خلال مكالماته الهاتفية معهم كل على انفراد ، تؤكد لنظرائه في الدول الكبرى ، أن موسكو لن تستخدم الأسلحة النووية ، لكنه حذر في الوقت نفسه من خطر استخدام كييف المحتمل لـ”قنبلة قذرة”.
ونقلا عن مصادر موثوقة بدول مختلفة بما فيها أوكرانيا، فإن هناك مؤشرات على إعداد نظام كييف استفزازا باستخدام ما يسمى بـ”القنبلة القذرة” أو الأسلحة النووية منخفضة القوة ، ويخطط لتنفيذه داخل أراضي أوكرانيا، بهدف اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل في مسرح العمليات الأوكراني وبالتالي شن حملة قوية على روسيا في العالم بغية تقويض الثقة بموسكو.
ووفقا لمصادر مختلفة، فقد أصبح معروفا أنه تحت إشراف رعاتها الغربيين، شرعت كييف بالفعل في التنفيذ العملي لهذه الخطة، ووفقا للمصادر ذاتها ، فإنه تم تكليف إدارة “المصنع الشرقي للتعدين والمعالجة” الواقع في مدينة جولتيه فودي بمقاطعة دنيبروبيتروفسك، وكذلك معهد كييف للأبحاث النووية، بصنع “قنبلة قذرة”، ووصل العمل على المشروع إلى مرحلته النهائية.
وتقول وزارة الدفاع الروسية ، التي كشفت معلومات تفصيلية عن ” القنبلة القذرة ” ، ان هناك منظمتين أوكرانيتين لديهما تعليمات محددة لإنشاء “قنبلة قذرة”، والعمل عليها يقع في مرحلته النهائية ، وهناك معلومات حول الاتصالات بين مكتب الرئيس الأوكراني وممثلين بريطانيين بشأن إمكانية الحصول على التكنولوجيا لإنتاج الأسلحة النووية ، حيث توجد في أوكرانيا مؤسسات لديها مخزون من المواد المشعة التي يمكن استخدامها في صنع “قنبلة قذرة” وهي 3 محطات نووية عاملة (جنوب أوكرانيا وخميلنيتسكايا وريفنينسكايا) ومحطة تشيرنوبيل النووية غير المستخدمة التي توجد فيها مرافق تخزين النفايات المشعة.
وان مصنع “فيكتور” لمعالجة النفايات المشعة والذي تم إنشاؤه مؤخرا ومصنع “بريدنيبروفسكي” الكيميائي ومواقع التخلص من النفايات المشعة “بورياكوفكا” و”بودليسني” وروسوخا” يمكن أن تتسع لأكثر من 50 ألف متر مكعب من النفايات المشعة والتي يمكن استخدامها أيضا في صنع “القنبلة القذرة” ويقوم مصنع “فوستوشني” للتعدين والمعالجة بتعدين خام اليورانيوم ، بالإضافة الى وجود القاعدة العلمية الضرورية في أوكرانيا في معهد خاركوف للفيزياء والتكنولوجيا الذي شارك علماؤه في البرنامج النووي السوفيتي وحيث تعمل المرافق التجريبية، بما في ذلك أجهزة “أوراغان” النووية الحرارية، وكذلك معهد البحوث النووية التابع لأكاديمية العلوم في كييف، حيث يتم البحث مع المواد المشعة.
ووفقا لخطط نظام كييف سيكون من الممكن إخفاء وتمويه مثل هذا النوع من التفجيرات بالادعاء بأنه انفجار مفاجئ لذخيرة نووية روسية منخفضة القوة يستخدم فيها يورانيوم عالي التخصيب، وسيتم تسجيل وجود نظائر مشعة في الهواء بواسطة مجسات نظام المراقبة الدولي في أوروبا، لاتهام روسيا باستخدام أسلحة نووية تكتيكية ، ونتيجة لاستفزاز “القنبلة القذرة” ، تتوقع أوكرانيا تخويف السكان المحليين وزيادة تدفق اللاجئين في أوروبا وإظهار روسيا كإرهابية نووية ، لأن تفجير عبوة ناسفة إشعاعية سيؤدي حتما إلى تلوث إشعاعي للمنطقة على مساحة تصل إلى عدة آلاف من الأمتار المربعة
ما تروم أوكرانيا تنفيذه بأستخدام ” القنبلة القذرة ” ، يدعونا لأستذكار ، تلك التكنولوجيات المماثلة للحرب الإعلامية والتي كانت قد استخدمت من قبل الغرب في سوريا، عندما قامت جماعة “الخوذ البيضاء” في 4 أبريل 2017 في خان شيخون، بتصوير مقاطع فيديو دعائية حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل القوات الحكومية هناك، واستخدم الأمريكيون كريم المظفر هذا الاستفزاز كذريعة وقامت – دون انتظار إجراء تحقيق ولا وجود قرار من مجلس الأمن الدولي – بشن هجوم صاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية، وذلك عن طريق انتهاك صارخ للقانون الدولي ، ومن المحتمل جدا أنه سيتم استخدام سيناريو مماثل في هذه الحالة.
ويراهن القائمون على هذا الاستفزاز على أنه إذا تم تنفيذه بنجاح، فإن معظم الدول سترد بشدة بالغة على “الحادث النووي” في أوكرانيا، ونتيجة ذلك ستفقد موسكو دعم العديد من شركائها الأساسيين، وسيحاول الغرب مرة أخرى إثارة قضية حرمان روسيا من وضع عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وتصعيد الخطاب المعادي لروسيا ، والذي هو أصلا غير قابل للنقاش ، بسبب غياب آليات تحرم الاعضاء الدائمين من وضعهم ( استخدام حق النقض – الفيتو – ) في مجلس الامن .