23 ديسمبر، 2024 12:31 م

بوتين و سوريّون والتسرّع في الإعلام !

بوتين و سوريّون والتسرّع في الإعلام !

من الطبيعي أنْ يكون ردّ الفعل السيكولوجي والسياسي كبيراً للغاية لدى الرئيس ” بوتين ” جرّاء إسقاط المقاتلات التركية للسوخوي 24 الروسية مؤخّرا , وإذ نتحدّث هنا عن ردّ الفعل هذا , فأنه على صعيد أولى كلمات الرئيس الروسي فحسب , ولابدّ أن تغدو ترجمةً عملية روسية مرتقبة كردود افعالٍ لذلك الموقف التركي , فقد تناقلت وسائل الإعلام الدولية تصريح ” بوتين ” بقوله : – أنّ تصرّف تركيا كانَ < طعنة في الظَهَر > .! وهذا التعبير قد يبدو مبتعداً عن الحقائق بمسافةٍ طوال , فالطعنةُ كانت من الأمام وفي الصدر تحديداً , فمن زواياً ومواقف متعددة , فلم تكن تركيا حليفةً للروس , ثمّ انها تتقاطع معهم في توجّهاتٍ كثار , والتقاطع الأوضح للنظر والأقرب للعين المجردة هو موقف كلا الدولتين من الرئيس الأسد .! وتركيا هي تتصدّر محور المعارضة للتدخل الروسي في سوريا , وهذه ليست المرّة الأولى التي يحدث فيها خرقٌ لقواعد الإشتباك الجوي لكلا الطرفين , وما وقعَ مؤخرا كان متوقعاً , ويبدو أنّ القادة الروس لم يستفيدوا من دروس الفترة القصيرة الماضية في التوتّر الذي احدثته مقاتلاتهم على الحدود السورية – التركية , بل ليست هنالك مبالغةٌ في القول أنّ القادة الأتراك يتمنّون اقتراب الطائرات الروسية من حدودهم واجوائهم الإقليمية , فذلك ” على الأقل ” يقرّبهم خطوةً اضافية الى دول الأتحاد الأوربي والى دولٍ اخرى كالسعودية ودعم الأمريكان لهم في ملاحقتهم لحزب العمال التركي – الكردستاني , والى ذلك ايضاً , فمن الصعب التصوّر أنّ الرئيس بوتين وجنرالاته لايدركون أنّ الأمريكان يضعون ثقلهم العسكري والتقني والمخابراتي ككمائن مسبقة ومتهيّئة للمقاتلات والدوريات الروسية القريبة من الحدود , واكثر ما يلوح في الأفق أنّ الروس مندفعين اكثر مما مطلوب في هذه الأزمة الدولية , كما يبدو انّ هنالك افتقاد للتكافؤ بين الدبلوماسية الروسية ووزارة الدفاع .! , أمّا عن حديث ” الطعنات ” وسواءً من الخلف او من الأمام , فهو حديثٌ أكلَ وشربَ عليه الدهر , وليس له من مكانٍ في العصر الحديث …
    من خلال التداخل في الحالة السورية – الروسية وتشعباتها وافرازاتها , تدّعي احدى فصائل المعارضة السورية أنها قتلت كلا الطيارَين الروسيين اللذين قفزا بالمظلات إثر إسقاط السوخوي , وانّ قتلهم تمّ وهما لا يزالان في الجو .! , وبغضّ النظر عن الحرب النفسية القائمة بين اطراف الصراع , وعدا أنّ هذا الفصيل من المعارضة لمْ يعرض صور جثث الطيارَين المذكورين كي يثبت مصداقيتهم , ثمّ أنّ من المعروف او المتعارف عليه أنّ هنالك اكثر من منفعة في القاء القبض على الطيارين الذين يضطرون للقفز بمظلاتهم من جهة التحقيق واستحصال معلوماتٍ أمنيّة منهم , او مبادلتهم بأسرى من المعارضة ذاتها لدى النظام , وفي اسوأ الأحوال مساومة الروس عليهم .! , الفلم الفيديوي الذي جرى عرضه حول اطلاق النار على الطيارين ” واذا ما كان الفلم سليماً من دونِ تلاعبٍ في تقنياته ! ” , فكلّ ما اظهره من صور ليست سوى افراد يطلقون النار من مسافاتٍ بعيدة ومن اسلحةٍ خفيفة من المشكوك جدا أن تصل مدياتها اليهم .!
التسرّع في الإعلام في مثل حالة المعارضة التي قتلت الطيارين .! لا يؤدي الاّ الى الأكاذيب العارية .!

بوتين و سوريّون والتسرّع في الإعلام !
من الطبيعي أنْ يكون ردّ الفعل السيكولوجي والسياسي كبيراً للغاية لدى الرئيس ” بوتين ” جرّاء إسقاط المقاتلات التركية للسوخوي 24 الروسية مؤخّرا , وإذ نتحدّث هنا عن ردّ الفعل هذا , فأنه على صعيد أولى كلمات الرئيس الروسي فحسب , ولابدّ أن تغدو ترجمةً عملية روسية مرتقبة كردود افعالٍ لذلك الموقف التركي , فقد تناقلت وسائل الإعلام الدولية تصريح ” بوتين ” بقوله : – أنّ تصرّف تركيا كانَ < طعنة في الظَهَر > .! وهذا التعبير قد يبدو مبتعداً عن الحقائق بمسافةٍ طوال , فالطعنةُ كانت من الأمام وفي الصدر تحديداً , فمن زواياً ومواقف متعددة , فلم تكن تركيا حليفةً للروس , ثمّ انها تتقاطع معهم في توجّهاتٍ كثار , والتقاطع الأوضح للنظر والأقرب للعين المجردة هو موقف كلا الدولتين من الرئيس الأسد .! وتركيا هي تتصدّر محور المعارضة للتدخل الروسي في سوريا , وهذه ليست المرّة الأولى التي يحدث فيها خرقٌ لقواعد الإشتباك الجوي لكلا الطرفين , وما وقعَ مؤخرا كان متوقعاً , ويبدو أنّ القادة الروس لم يستفيدوا من دروس الفترة القصيرة الماضية في التوتّر الذي احدثته مقاتلاتهم على الحدود السورية – التركية , بل ليست هنالك مبالغةٌ في القول أنّ القادة الأتراك يتمنّون اقتراب الطائرات الروسية من حدودهم واجوائهم الإقليمية , فذلك ” على الأقل ” يقرّبهم خطوةً اضافية الى دول الأتحاد الأوربي والى دولٍ اخرى كالسعودية ودعم الأمريكان لهم في ملاحقتهم لحزب العمال التركي – الكردستاني , والى ذلك ايضاً , فمن الصعب التصوّر أنّ الرئيس بوتين وجنرالاته لايدركون أنّ الأمريكان يضعون ثقلهم العسكري والتقني والمخابراتي ككمائن مسبقة ومتهيّئة للمقاتلات والدوريات الروسية القريبة من الحدود , واكثر ما يلوح في الأفق أنّ الروس مندفعين اكثر مما مطلوب في هذه الأزمة الدولية , كما يبدو انّ هنالك افتقاد للتكافؤ بين الدبلوماسية الروسية ووزارة الدفاع .! , أمّا عن حديث ” الطعنات ” وسواءً من الخلف او من الأمام , فهو حديثٌ أكلَ وشربَ عليه الدهر , وليس له من مكانٍ في العصر الحديث …
    من خلال التداخل في الحالة السورية – الروسية وتشعباتها وافرازاتها , تدّعي احدى فصائل المعارضة السورية أنها قتلت كلا الطيارَين الروسيين اللذين قفزا بالمظلات إثر إسقاط السوخوي , وانّ قتلهم تمّ وهما لا يزالان في الجو .! , وبغضّ النظر عن الحرب النفسية القائمة بين اطراف الصراع , وعدا أنّ هذا الفصيل من المعارضة لمْ يعرض صور جثث الطيارَين المذكورين كي يثبت مصداقيتهم , ثمّ أنّ من المعروف او المتعارف عليه أنّ هنالك اكثر من منفعة في القاء القبض على الطيارين الذين يضطرون للقفز بمظلاتهم من جهة التحقيق واستحصال معلوماتٍ أمنيّة منهم , او مبادلتهم بأسرى من المعارضة ذاتها لدى النظام , وفي اسوأ الأحوال مساومة الروس عليهم .! , الفلم الفيديوي الذي جرى عرضه حول اطلاق النار على الطيارين ” واذا ما كان الفلم سليماً من دونِ تلاعبٍ في تقنياته ! ” , فكلّ ما اظهره من صور ليست سوى افراد يطلقون النار من مسافاتٍ بعيدة ومن اسلحةٍ خفيفة من المشكوك جدا أن تصل مدياتها اليهم .!
التسرّع في الإعلام في مثل حالة المعارضة التي قتلت الطيارين .! لا يؤدي الاّ الى الأكاذيب العارية .!