23 ديسمبر، 2024 8:41 م

بوتين و”صولة الفرسان”

بوتين و”صولة الفرسان”

التسميات لنا. نحن بارعون بها. من “ام المعارك” الى “ام الحواسم” التي صارت عنوانا لكل ماهو سئ ومشين وحتى “صولة الفرسان” و”بشائر الخير”. ولا اعرف مالذي تخبئه لنا الايام في قابلها بعد ان اختلطت علينا المفاهيم اختلاط الحابل بالنابل بعد ان اكتشفنا ان لدينا ثلاث تسميات لارض واحدة في بلد هم  قرعوا رؤوسنا صلعانا ومشعرين بانه فيدرالي اتحادي مرة او اتحادي فيدرالي مرة اخرى. فطوال السنوات العشر الماضيات من بعد “السقوط” حينا و”التحرير” حينا اخر و”الاحتلال” حينا ثالثا كنا نفطر وتغدى ونتعشى وربما حتى “نتعصرن” .. (ديروا بالكم واحذروا التقليد ولا ارجو ان يفهمني احد خطأ او غلطا فانا لا اقصد العنصرية بل .. العصرونية!!).. اقول واكرر نفطر ونتغدى ونتعشى ونتعصرن “المناطق المتنازع عليها” طبقا للدستور كما يقول الاخوة الاعداء انفسهم.
لكننا الان وبقدرة قادر اصبحنا نفطر “مناطق متنازع عليها” ونتغدى “مناطق مختلطة” ونتعشى “مناطق مستقطعة”. كل هذا يحصل في بلد واحد مساحته وقضه وقضيضه بقدر مساحة وقض  وقضيض ولاية فلوريدا الاميركية. من يدري ربما سياتل او تكساس او نيويورك من تلك الولايات المتحدة التي تراهن فيها على الفوز برئاسة الدولة الاعظم في العالم اثنان من ابناء الاقليات. 
قد اكون ابتعدت عن العنوان .. فاين العلاقة بين ما ذكرت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصولة الفرسان؟ تلك الصولة التي قام بها رئيس وزرائنا قبل سنوات في البصرة لمحاربة المليشيات وقد استحق عليها الشكر والتقدير. وفعل مثلها في ديالى والموصل واستحق عليها الشكر والتقدير لاسباب لاتخفى على لبيب ولا على ..  غيره. 
وجه العلاقة يكمن في السلاح المشترى  والمستورد او الذي لايزال في طور التعاقد. هذا السلاح الذي اختلف القوم القيدراليون المتفدرلون الاتحاديون والمتستدردون ممن قروعوا رؤوسنا صلعانا ومشعرين بانهم يلتزمون بهذا الدستور. واذا بهذا الدستور “لايكش ولاينش” امام قعقعة السلاح بحيث بات الاعلام عندنا لايتداول من الاسماء هذه الايام سوى اللواء جبار ياور كبير الياوران في البيشمركة الكردية والجنرال عبد الامير الزيدي قائد عمليات دجلة في البيشمركة العربية وكانهما رومل هنا ومونتغمري هناك.
وفي موسكو لا سلاح ولا “بطيخ”. فبعد ان اشتم الرئيس بوتين رائحة الفساد حتى اقال وزير الدفاع الروسي. وما ادراكم ما وزير الدفاع الروسي الذي لايحمل على اكتافه نجوما ونياشين بقدر ما يحمل رؤوسا نووية عابرة للقارات وصواريخ بالستية قادرة على تدمير الارض ومن عليها بضغطة زر. كما اقال رئيس الاركان الروسي وما ادراكم ما رئيس الاركان الروسي. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد حيث واصل بوتين “صولة الفرسان” في روسيا بحيث اقال قبل يومين نائبي وزير الدفاع؟
يحصل هذا في روسيا بينما نحن في العراق .. وزير الدفاع يقول ماكو فساد بالصفقة.. رئيس الوزراء يقول اكو فساد. النواب يقولون قيمة الرشاوى بالصفقة بلغت 200 مليون دولار. الصفقة الغيت, الصفقة لم تلغ. الشعب يصفق على خانك يادهر. بينما لم يقل لاحد من المتورطين “على عينك حاجب”.. بينما ياور والزيدي يتقعقان بالسلاح الروسي الصدئ القديم من اجل مناطق .. مدري متنازع عليها.. مدري مختلطة .. مدري مستقطعة .. مدري  طركاعة سودة.