اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا يذكرنا بالمثل المصري الشعبي الشهير ( دخول الحمام مش زي خروجه )!, وكما يبدو من خلال تطورات وتسارع الأحداث , وردود الأفعال الدولية على ما قام به ” بوتين ” بفرّضه سياسة الأمر الواقع !, ضنناً منه بأن أوربا والولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيعوا فعل أي شيء كون أوكرانيا ليست عضواً في الإتحاد الأوربي , ولا في حلف الناتو !؟, لكنه وعلى ما يبدو بلعَ الطعم , ووقع في الفخ الذي طال انتظاره منذ هزيمة الإتحاد السوفيتي في أفغانستان عام 1989 على يد ( المجاهدين العرب ) !؟ .. أي ( طالبان + القاعدة ) !, الذين تحولوا فيما بعد إلى عبء ثقيل على أمهم أمريكا … بعد انتفاء الحاجة لخدماتهم الجليلة !, ووحش إرهابي إسلامي , وخطر داهم على الحضارة الغربية !؟, ولكي يضربوا عدة زرازير من بلهاء العالم والعرب شنوا بأسم التخلص منهم أكبر وأطول حرب عالمية على العرب والمسلمين بداءً من الحرب الإيرانية – العراقية , عام 1980 , واستهداف وتدمير العراق منذ عام 1991, مروراً بأحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 , وصولاً لأحتلال أفغانستان والعراق , وحتى يومنا هذا ! , فبالرغم من عدم مقارنة روسيا بالعراق , والرئيس بوتين بالرئيس صدام حسين !, لكن ما أقدم عليه الرفيق فلادمير بوتين قريب ومشابه نوعاً ما , فها هو يرتكب نفس بل أفدح من الخطأ والفخ الذي استدرج إليه النظام العراقي عام 1990 , بعد أن لعبت الكويت في الشرق الأوسط نفس الدور الذي تلعبه أوكرانيا اليوم في قارة أوربا !, وها هي روسيا بوتين تتورط في اندلاع شرارة أكبر وأطول حرب محتملة , حرب لم تشهدها القارة الأوربية منذ 75 عام , ولا محالة ستكون لها عواقب جداً وخيمة على العالم بأسره , وليس فقط على روسيا الاتحادية , بل على المستقبل السياسي للقيادة الروسية , ومستقبل الرئيس بوتين نفسه !؟
الغريب في الأمر في سياسات ومواقف الدول الأوربية , وسيدتهم وحامي حماهم الولايات المتحدة الأمريكية , هي الازدواجية في المعايير , والكيل بمكيالين التي مارسوها ويمارسونها عندما يتعلق الأمر بالعالمين العربي والإسلامي , فيقفون موقف المتفرج , وشهود زور على جرائم الإبادة الجماعية بحق العرب والمسلمين , بما فيهم مسلمي الهند والصين وميانمار , ناهيك عن تشريد وهروب ونزوح ومجاعة عشرات الملايين من شعوب دول الشرق الأوسط , ولم ولن يحركوا ساكناً لوقف هذه الجرائم , وما أرتكبه ويرتكبه جيش بوتين في سوريا منذ عام 2011 , وقبلها في دول البلقان المسلمة , عندما أنقذ جزار ونيرون دمشق من السقوط على يد أبطال الشعب السوري , وساهم ويساهم في تشريد وتهجير أكثر من نصف أبناء الشعب السوري , فهو بالنسبة للغرب في سوريا حمامة سلام , وداعم للشرعية الدولية , ويقاتل الإرهاب والتطرف المتمثل بالجماعات الإسلامية !!!, بينما في أوكرانيا التي اجتاحها قبل أربعة أيام .. فهو وحش ومجرم حرب , وهتلر القرن !, وستالين جديد يريد أن يعيد أمجاد الإتحاد السوفيي !؟
هزيمة بوتين في أوكرانيا التي باتت تلوح في الأفق .. بالرغم من ما يمتلكه من أسلحة فتاكة , ناهيك عن الدعم السري والعلني من قبل أمريكا والغرب للمقاتلين الأوكرانيين الذين يستبسلون دفاعاً عن وطنهم , وعدم هروب رئيسهم الشاب من العاصمة .. كما يفعل بعض القادة الأشاوس عندما تقترب النار من دشاديشهم ( ثيابهم ) !, هذه المعطيات الصادمة على الأرض .. جعلته يعيد النظر في حساباته , وها هو يبتز ويهدد العالم بأسره , ولم يبقى أمامه إلا التلويح بورقة استخدام السلاح النووي !؟, أي .. ( عليَّ وعلى أعدائي ) !,لأن الهزيمة بالنسبة للجيش الروسي في هذه الحرب الاستباقية التي شنها بوتين , تعني انضمام أوكرانيا لحلف الناتو , وللإتحاد الأوربي , وجعل روسيا نمر من ورق , ودب هرم منزوع المخالب والأنياب !؟
من هنا … ألا يجب على من ورط بوتين من قياداته العسكرية في هذه المغامرة الأخطر في تاريخ العالم , وكذلك على قادة وزعماء العالم , وعقلاء الدول العظمى والصغرى على سطح كوكبنا الذي بات على كف عفريت … أن يتخلوا عن عنترياتهم , وعن لغة التهديد والوعيد , وفرض عقوبات قاسية لتوريط بوتين بارتكاب حماقة ما .. ستجلب الخراب والدمار للعالم بأسره , وأن يقنعوا القيادة والشعب الأوكراني بأن تكون دولتهم الفتية دولة محايدة ومنزوعة السلاح !, أفضل من أن تتم … لا قدر الله إبادة أكثر من 7 مليار إنسان على وجه المعمورة خلال دقائق معدودة !؟