4 نوفمبر، 2024 9:29 م
Search
Close this search box.

بوتين .. ورِطَ .. أم تَورَّطَ في مستنقع أوكرانيا !؟

بوتين .. ورِطَ .. أم تَورَّطَ في مستنقع أوكرانيا !؟

اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا يذكرنا بالمثل المصري الشعبي الشهير ( دخول الحمام مش زي خروجه )!, وكما يبدو من خلال تطورات وتسارع الأحداث , وردود الأفعال الدولية على ما قام به ” بوتين ” بفرّضه سياسة الأمر الواقع !, ضنناً منه بأن أوربا والولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيعوا فعل أي شيء كون أوكرانيا ليست عضواً في الإتحاد الأوربي , ولا في حلف الناتو !؟, لكنه وعلى ما يبدو بلعَ الطعم , ووقع في الفخ الذي طال انتظاره منذ هزيمة الإتحاد السوفيتي في أفغانستان عام 1989 على يد ( المجاهدين العرب ) !؟ .. أي ( طالبان + القاعدة ) !, الذين تحولوا فيما بعد إلى عبء ثقيل على أمهم أمريكا … بعد انتفاء الحاجة لخدماتهم الجليلة !, ووحش إرهابي إسلامي , وخطر داهم على الحضارة الغربية !؟, ولكي يضربوا عدة زرازير من بلهاء العالم والعرب شنوا بأسم التخلص منهم أكبر وأطول حرب عالمية على العرب والمسلمين بداءً من الحرب الإيرانية – العراقية , عام 1980 , واستهداف وتدمير العراق منذ عام 1991, مروراً بأحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 , وصولاً لأحتلال أفغانستان والعراق , وحتى يومنا هذا ! , فبالرغم من عدم مقارنة روسيا بالعراق , والرئيس بوتين بالرئيس صدام حسين !, لكن ما أقدم عليه الرفيق فلادمير بوتين قريب ومشابه نوعاً ما , فها هو يرتكب نفس بل أفدح من الخطأ والفخ الذي استدرج إليه النظام العراقي عام 1990 , بعد أن لعبت الكويت في الشرق الأوسط نفس الدور الذي تلعبه أوكرانيا اليوم في قارة أوربا !, وها هي روسيا بوتين تتورط في اندلاع شرارة أكبر وأطول حرب محتملة , حرب لم تشهدها القارة الأوربية منذ 75 عام , ولا محالة ستكون لها عواقب جداً وخيمة على العالم بأسره , وليس فقط على روسيا الاتحادية , بل على المستقبل السياسي للقيادة الروسية , ومستقبل الرئيس بوتين نفسه !؟

الغريب في الأمر في سياسات ومواقف الدول الأوربية , وسيدتهم وحامي حماهم الولايات المتحدة الأمريكية , هي الازدواجية في المعايير , والكيل بمكيالين التي مارسوها ويمارسونها عندما يتعلق الأمر بالعالمين العربي والإسلامي , فيقفون موقف المتفرج , وشهود زور على جرائم الإبادة الجماعية بحق العرب والمسلمين , بما فيهم مسلمي الهند والصين وميانمار , ناهيك عن تشريد وهروب ونزوح ومجاعة عشرات الملايين من شعوب دول الشرق الأوسط , ولم ولن يحركوا ساكناً لوقف هذه الجرائم , وما أرتكبه ويرتكبه جيش بوتين في سوريا منذ عام 2011 , وقبلها في دول البلقان المسلمة , عندما أنقذ جزار ونيرون دمشق من السقوط على يد أبطال الشعب السوري , وساهم ويساهم في تشريد وتهجير أكثر من نصف أبناء الشعب السوري , فهو بالنسبة للغرب في سوريا حمامة سلام , وداعم للشرعية الدولية , ويقاتل الإرهاب والتطرف المتمثل بالجماعات الإسلامية !!!, بينما في أوكرانيا التي اجتاحها قبل أربعة أيام .. فهو وحش ومجرم حرب , وهتلر القرن !, وستالين جديد يريد أن يعيد أمجاد الإتحاد السوفيي !؟

هزيمة بوتين في أوكرانيا التي باتت تلوح في الأفق .. بالرغم من ما يمتلكه من أسلحة فتاكة , ناهيك عن الدعم السري والعلني من قبل أمريكا والغرب للمقاتلين الأوكرانيين الذين يستبسلون دفاعاً عن وطنهم , وعدم هروب رئيسهم الشاب من العاصمة .. كما يفعل بعض القادة الأشاوس عندما تقترب النار من دشاديشهم ( ثيابهم ) !, هذه المعطيات الصادمة على الأرض .. جعلته يعيد النظر في حساباته , وها هو يبتز ويهدد العالم بأسره , ولم يبقى أمامه إلا التلويح بورقة استخدام السلاح النووي !؟, أي .. ( عليَّ وعلى أعدائي ) !,لأن الهزيمة بالنسبة للجيش الروسي في هذه الحرب الاستباقية التي شنها بوتين , تعني انضمام أوكرانيا لحلف الناتو , وللإتحاد الأوربي , وجعل روسيا نمر من ورق , ودب هرم منزوع المخالب والأنياب !؟
من هنا … ألا يجب على من ورط بوتين من قياداته العسكرية في هذه المغامرة الأخطر في تاريخ العالم , وكذلك على قادة وزعماء العالم , وعقلاء الدول العظمى والصغرى على سطح كوكبنا الذي بات على كف عفريت … أن يتخلوا عن عنترياتهم , وعن لغة التهديد والوعيد , وفرض عقوبات قاسية لتوريط بوتين بارتكاب حماقة ما .. ستجلب الخراب والدمار للعالم بأسره , وأن يقنعوا القيادة والشعب الأوكراني بأن تكون دولتهم الفتية دولة محايدة ومنزوعة السلاح !, أفضل من أن تتم … لا قدر الله إبادة أكثر من 7 مليار إنسان على وجه المعمورة خلال دقائق معدودة !؟

أحدث المقالات