اذا ارتكب الخصم خطأ فليس من اللياقة إعاقته.
المقولة الشهيرة لنابليون، قد تصبح عنوانا لسياسة الكرملين مع الغريم الامريكي، المستنفر اليوم، وربما غدا، ضد ايران.
فعلى مدى عقود من الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، والتي انتهت اواخر ثمانينات القرن الماضي بهيمنة القطب الامريكي،استخدم استراتيجيو البيت الابيض،وفي المقدمة الراحل عن تسعين حولا زبيغنيف برجينيسكي، المقولة بمهارة، وعمل علىدفع الاتحاد السوفيتي لمزيد من التورط في متاهات افغانستان.
كان ستالين، استفاد من الوصفة البونابرتية في حشر الأمريكان بالحرب الكورية، لكن وريثه خروتشوف، الاقل خبثا في السياسية،والاكثر تعلقا، بالمشاريع العملاقة، من قبيل اغراق الاراضي الزراعية الروسية بمحصول الذرة لم ” يتطوع” لمساعدة الخصمعلى ارتكاب المزيد من الاخطاء.
ولو ان نيكيتا خروتشوف، امتلك قدرا اكبر من ” اللياقة” ، لمكن الأمريكان من الغوص اعمق في البحار الصفراء، حتى نفاد المزيدمن الطاقة والجهد والاموال.
يعتقد باحثون ومحللون روس مرموقون، ان ” عرنوس الذرة” اللقب الذي اطلقه الظرفاء الروس على نيكيتا خروتشوف، لو ” ساعد” سادة البيت على اطالة امد حروبهم في الهند الصينية، وارتكاب المزيد من الاخطاء ، لما تنمر الثور الامريكي، وهاج فيالعالم، ليناطح الاتحاد السوفيتي، حتى صرعه.
ويرى فريق من الباحثين الروس، المعروفين بميولهم القومية، ان المغامرة الامريكية المحتملة مع ايران، قد تسدد ضربةقاضية للهيمنة الاميركية، او في الاقل، تؤدي الى تشقق كبير في جدار الامبراطورية الامريكية التي يقودها ترامب نحو الهلاك كمايعتقدون.
بيد ان الورطة الامريكية المنتظرة، لن تتحقق الا اذا “ساعد بوتين“، غريمه ترامب على ارتكاب الخطأ ليخوض مغامرة الحربضد ايران وزعانفها في المنطقة، فيغرق في رمال الشرق الاوسط، ويضيع في شعابه.
وينوه هؤلاء بان تصريح بوتين، تعليقا على تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران ” لا نعتزم القيام بدور فرقة اطفاء في الخلافاتالدولية” يعني ان موسكو لن تتدخل في النزاع الامريكي الايراني، رغم انها تقف مع طهران برفضها الانصياع للإملاءات الامريكية.
ويفسر الموقف الروسي على انه تشجيع من طرف خفي لترامب لارتكاب حماقة، ستكلف الخصم الامريكي الكثير. حماقة ربماتنتظرها شعوب كثيرة في العالم، تضيق ذرعا بالصلف والعنت الامريكي.
لعل سفيرة الولايات المتحدة، في بغداد إبريل غلاسبي، استرشدت بنصيحة نابليون، حين لم تمنع الرئيس العراقي صدام حسينمن خوض مغامرة عسكرية ضد الكويت، واكتفت بالتلميح الى ان واشنطن” قلقة” وتراقب الوضع عن” كثب“!
والنتيجة ما حصل للعراق بعد عام 1991!