“بوتين” يقود الصوفية من العاصمة الشيشانية غروزني ، الحوثيون يدافعون عن جناح تابع لبعث العراق ويحاربون جناحا آخر في آن واحد ، صدام مازال على قيد الحياة ولم يمت بعد ! هذه هي خلاصة فوضى الناشطين الإعلامية وبعض وكالات الأنباء الأخبارية خلال الأيام القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي – فيس بوك وتويتر- برغم تناقضاتها الكبيرة وتشوشها وتشويشها الأكبر في جانب ، وجرأتها في جانب آخر .
وأن كنت أعجب وكل ما يجري في العالمين العربي والإسلامي حاليا عجب ، فعجبي الأكبر من ان يقود القطب الرباني والعلم الروحاني ، الشيخ فلاديمير بوتين ” قدس ” أهل السنة والجماعة من غروزني عبر مؤتمر الشيشان !!
الشيشان التي دمرها- بوتين – تدميرا كاملا كما يفعل الان في سورية وذلك في تشرين الاول من عام 1999 ما أسفر عن مقتل وفقدان أكثر من 50 الف شيشاني معظمهم من المدنيين وأعادها قسرا الى أحضان ” الدب الروسي ” الذي سبق له ان فجر مساجدها وحولها الى خمارات وملاه ليلية ونفى شعبها في عهد – مشعول الصفحة – ستالين عليه من الله الذي ألحد ستالين وقومه وحزبه به اللعنات الى سيبيريا وهي أأشد بقاع الأرض إنجمادا ، عام 1945 م وإستمر احتجاز الشعب الشيشاني هناك حتى عام 1957 ما ادى الى وفاة 100الف شخص !!الشيشان التي عقد فيها مؤتمر تعريف – من هم أهل السنة والجماعة – أعيدت الى الحاضنة الروسية عسكريا بعد استقلالها واقعا عام 1996 وإنشاء جمهورية (الشيشان – إشكيريا) والذي خلص الى ان اهل السنة والجماعة هم “الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد ، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه- المالكية والحنفية والشافعية والحنبلية – وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً” على وفق البيان الختامي .
فتنة جديدة تورط بها الأزهر وشيخه ، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ستعيد الى الواجهة مجددا ، أولا صراع ارباب ” علم الكلام ” والفرق والمذاهب فيما بينهم بعد قرون من التناحر الفكري والعقدي الذي تحركه أصابع سياسية بحتة من خلف الكواليس للضحك على ذقون الجميع من دون الوصول الى نتيجة كونها سفسطة لا أكثر – في العراق انتهى الجدل البيزنطي في الذات والصفات باحتلاله عام 2003 فيما كان بعض شباب المساجد بل وشيبها ايضا منشغلين بهبوط الجن بالمظلات في شارع ابو نؤاس- حقيقة ام خيال – ودخول الأنسي بالجني حقيقي ام مجازي لحين هبوط الجن الحقيقي بمدرعاته ودباباته وجنوده في ساحة الفردوس وسط بغداد ، صراع الصوفية والسلفية على الجهر بالصلاة على النبي المختار بعد الآذان ، صح ام خطأ ، تحريك الأصبع في الصلاة التي كانت القضية المركزية آنذاك والشغل الشاغل لبعض العلماء وطلبة العلم والمصلين على حد سواء ، التسابيح الجهرية عقب الصلاة المكتوبة بدعة وضلالة ام سنة حسنة ، زيارة المراقد والمقامات والتبرك بها حلال ام حرام ؟ تقبيل ايادي – الرايح والجاي – بيهه شي لومابيهه ؟ الأستواء على عرش الملك حقيقي أم مجازي بمعنى الأستيلاء ؟ صراع مقيت سبق الاحتلال الأميركي بشأن الذات الإلهية ومنها : ” يد الله حقيقية تليق بجلاله وليس مثلها شيء ام انها مجازية للدلالة على القدرة ؟ تنزل الله في الثلث الأخير من الليل ، تنزل حقيقي بذاته ام انه مجازي كناية عن رحمته ؟ الله موجود في السماء فقط ام انه في كل مكان ؟ يد الله فوق ايديهم تعني اليد حقيقة من غير تشبيه ولا تمثيل تليق بجلاله ام انها مجازية تشير الى الرضا ،عين الله حقيقية وكل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك ، أم انها تدل على العناية الألهية ؟ القرآن قديم منزل جملة واحدة في اللوح المحفوظ ومن ثم بحسب الأحداث منجما – اي على مراحل – ام انه حادث بحسب الوقائع المستجدة ؟ عذاب القبر يشمل الروح فقط في عالم البرزخ ام على الروح والجسد ؟ مرتكب الكبيرة يكفر ام لا ؟ الأنسان مجبر كريشة في مهب الريح ام انه مخير ، ان شر فشر وان خير فخير ؟ واجب الوجود – الله – هل أعلم خلقه إبتداء بما سيواجههم في العالم الأرضي عندما كانوا في عالم الذر قبل ولادتهم ، أم لا على وفق نظرة المعتزلة والجهمية والقدرية والحرورية والأشاعرة والماتريدية والمعطلة والمجسمة ووو…خلاصتها راح نرجع انت جهمي وانت قدري وانت اشعري وانت معطل للصفات وللذات وانت حروري وانت فرفوري – وأكرر أن الصراع بدد الطاقات وأضاع الجهود وأوغر القلوب ونفر الجموع في وقتها وانتهى باحتلال العراق “شلع قلع ” وما اتبعه حتى الان من نسف المساجد وحرق المصاحف واغتيال العلماء والأئمة والخطباء وطلبة العلم الشرعي او اعتقالهم او وفاتهم او هجرتهم او لجوئهم – بإختصار ماكو فايدة .
الصراع الثاني هو صراع الصوفية العلمية والسلفية الفقهية ، الصراع الثالث هو انشطار الوسطية الى صوفية وسلفية ،الصراع الرابع هو صراع الصوفية الطوباوية – الدراويش – والسلفية الفقهية ، الصراع الخامس هو صراع اهل الفرق والمذاهب فيما بينهم واساس الصراع هنا هو علم الكلام ، الذي صنف فيه مانسب الى الأمام الغزالي كتاب بعنوان ” إلجام العوام عن علم الكلام ” والأبشع هو قيادة فلاديمير بوتين لهذه الفتنة عن طريق صبيه الذي نصب على الشيشان رئيسا في شباط 2007 وأعني به رمضان أحمدوفيتش قديروف ، وهو من مواليد 1976وهو ابن الرئيس الشيشاني السابق أحمد قاديروف الذي اغتيل في أيار 2004.، الأزهر دخل على الخط لقيادة المسيرة الصوفية الصاعدة ومن ورائه – سيسي حبيبي الخوفو الأكبر – بتمويل الأمارات العربية المتحدة بحسب المعلن وحضور عدد من علماء الصوفية وفي مقدمتهم ، الشيح اليمني الحبيب بن علي الجفري، ما أثار خلافا سعوديا – إمارتيا حادا على خلفية طموحهما بقيادة السنة في العالمين العربي والإسلامي ، كل ذلك يأتي بالتزامن مع ما بات يعرف محليا بـ” الإسلام المحمدي ” الذي ظهر مؤخرا في بعض المناطق الغربية من العراق ،وبالتزامن مع ما روجت له بعض المواقع الإلكترونية ما لم تتأكد صحته من مصادر محايدة بعد ، تفيد بأن وفد الحوثيين الذي زار بغداد قادما من اليمن طالب الحكومة العراقية بالأفراج عن ، عبد الباقي السعدون ، عضو قيادة قطر العراق في حزب البعث المنحل المحكوم بالإعدام بعد إلقاء القبض عليه وسط كركوك في وقت سابق ، والعفو عن محمد يونس الأحمد ، قائد جناح حزب البعث العراقي في سوريا ، كونهما ممن ساندا الحوثيين وأسهما في دعمهم ، على حد وصفهم وزعمهم !!
يأتي ذلك أيضا في ذات الوقت الذي سربت فيه معلومات عن إبرام إتفاق مع الحوثيين لتسليم خبراء البعث في اليمن الى العراق ما أسفر – بحسب الناشطين – عن نشوب خلاف حاد بين الرئيس اليمني المخلوع ، علي عبد الله صالح ، الذي يرفض تسليمهم من جهة وبين حلفائه الحوثيين من جهة اخرى ، كما يأتي في الوقت الذي أعيدت فيه وبقوة شائعة – صدام مازال حيا – بناء على ماورد في كتاب قديم نشر عام 2007 بعنوان (صدام لم يُعدم وعدي وقصي لم يقتلا.. أكاذيب أمريكا وأسرار لعبة الشبيه) ، لمؤلفه أنيس الدغيدي ، والذي زعم فيه بأن لديه 147 دليلا بين صورة ووثيقة تؤكد أن صدام لم يقبض عليه ولم يعدم وأن ولديه لم يقتلا !! على حد زعمه .
ترى مالذي يريد مروجو تلكم الشائعات والأكاذيب أو الحقائق الوصول إليه ؟ أمزيد من الفتن ماظهر منها ومابطن والتناحر والإحتراب والتجهيل ومحو العقل والتفكير القويم ، أم ماذا تحديدا ؟! .اودعناكم اغاتي