23 ديسمبر، 2024 4:52 ص

بوادر انهيار داعش في العراق والشام

بوادر انهيار داعش في العراق والشام

ان الظروف التي ساعدت ظهور داعش على الساحتين العراقيه والسوريه كانت مختلفه تماما عن الظروف الراهنه وان اللاعبين الذين كانوا متواجدين في اللعبه السياسيه والذين كانوا في الواجهه دفعتهم ظروف العمل السياسي بالتدريج الى الاختفاء وراء الكواليس وهم لا زالوا يمسكون بالكثير من الخيوط المهمه التي من خلالها تدار اللعبة السياسيه في البلد ..

ولايمكن لامريكا اللاعبه الاساسيه في هذه اللعبه ولا لحليفتها اسرائيل ان يطيلا بعمر هذه الازمه بحيث ينقلب السحر على الساحر ويفلت الزمام من ايديهما على نحو لايمكن السيطره على زمام الامور ولا سيما وان روسيا احست بخطر اللعبه على مصالحها الاساسيه في المنطقه ولا سيما على حليفتها سوريا الاسد والتي باتت منهكه الى حد الاغماء … مما دفعتها الى زج قواتها بشكل مباشر الى الساحة السوريه … كما ان تدهور الاوضاع السياسيه والعسكريه في تركيا بسبب انهيار الاتفاق السياسي بين ال pkk وحكومة ارودغان والتي تلقت مؤخرا صفعه كبيره في الانتخابات البرلمانيه وعدم حصول حزب اردوغان على الاغلبيه في البرلمان وبروز نجم حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي بقيادة السياسي الشاب صلاح الدين دمرداش وحصوله على مايقارب ال 89 مقعدا والموالي ل pkk اضافة الى ضلوع ارودغان المباشر في صنع داعش ودعمه ماديا ومعنويا ولوجستيا وانكشاف تفاصيل اللعبه على مستوى الراْي العام العالمي والعربي والاسلامي واجبار اردوغان من قبل الولايات المتحده على اعلان تركيا حربها على صنيعتها داعش وبالتزامن مع افشال تركيا للعمليه السلميه مع ال pkk وفتح قاعدة انجرليك التركيه رغما عن انف اروغان امام طائرات الناتو لضرب داعش في العراق وسوريا مما ادى الى تحول الحليفين الى عدويين رغما عنهما كل ذلك ادى الى تشويش الصوره وتعتيمها وخلط الاوراق في المنطقه الى درجه احرجت فيها الولايات المتحده لتعجيل انهاء داعش مما دفعت بها الى انزال قوات بريه امريكيه على الارض في العديد من القواعد العسكريه في العراق والروسيه في سوريا للاجهاز السريع والنهائي على داعش بعدما تم تحقيق الاهداف المرجوه من اللعبه باكملها وبداْت ملامح تقسيم العراق الى 3 دويلات كورديه وشيعيه وسنيه بعدما وقع السيف في النسيج الاجتماعي العراقي وفقدان الثقه تماما بين مكوناته الاساسيه الثلاثه (الكورد والشيعه والسنه) الى الحد الذي لايمكن معه العيش معا في دوله وطنيه تجمعها معا كما كانت في السابق كل تلك الامور ان دلت على شئ فانما تدل على قرب تحقيق الاهداف المرجوه من اللعبه والانتفاء الى وجود داعش في كل من العراق وسوريا وتمهيدا لتحويل مهام داعش الى دول اخرى في المنطقه لغرض تمزيقها وتشكيل كانتونات عرقيه وطائفيه يسهل ادارتها والسيطره عليها عند الحاجه… وربما ستكون المرحله القادمه لمهام داعش في السعوديه ودول الخليج والتي كانت ولا زالت الداعم الاساسي لداعش في العراق وسوريا … ومن ابرز العلامات الداله على قرب انتهاء مهام داعش في العراق هي حالة الهروب الجماعي لقيادات داعش من الحويجه باتجاه الشرقاط والموصل بعدما اقدمت طائرات التحالف مؤخرا على ضرب الجسور في غرب الحوبجه وقطع طرق الامداد يشكل نهائي وقاطع على عصابات داعش فيها وهذه الخطوه التي جاءت مؤخرا

كانت بالامكان اتمامها منذ البدايه وهذا ان دل على شئ فانما يدل على بداية نهاية داعش في العراق على اقل تقدير والاحداث القادمه ستؤكد ذلك لامحال….