بعد اتمام تشكيل حكومة الدكتور حيدر العبادي وعندما اعلن صراحة سقوفا زمنيه لحللة الكثير من العقد والاشكاليات والعوائق التي تقف في طريق العملية السياسيه ومن ثم اقرانه للاقوال بالافعال بصدد محاربة الفساد والمفسدين في مختلف مفاصل الدوله وبعد ان اختار قدر الامكان وزراءا مناسبين في كابينته الوزاريه ,, بداْت تلوح في الافق بوادرا مضيئه ونوايا صادقه للوصول بسفينة العملية السياسيه الى ىشاطئ الامان بالرغم من الحرب القائمه وبضراوة ضدالارهاب في عدة محافظات في البلد وبالرغم من الضائقه المالية التي يمر بها البلد وبالرغم من حزم العصي التي توضع في عجلة العملية السياسيه من هنا وهناك وبالرغم من الانخفاض الحاد في اسعار النفط في السوق الدوليه علما بان اقتصادنا اقتصادا ريعيا يعتمد كليا على ما تدره صادراتنا النفطيه ولقلة الاستشمارات الاقتصاديه في البلد وكثرة البطاله في صفوف الشباب من الجنسين وازدياد الحاجات الاستهلاكيه وقلة الموارد الداخليه التي من الممكن ان تساعد القطاع النفطي ولو جزئيا في مواجهة هذه الضائقه الماليه اضافة الى حالات كثيره من الفساد المالي والاقتصادي التي تعرض لها البلد سابقا ولا زالت ,,,, برغم كل هذه العقبات والازمات والحروب الا انه تلوح في الافق بوادر وعلامات للنصر العراقي القريب على الارهاب والارهابيين على الارض وبداْ نفوذ الارهاب يقل تريجيا من جراء الارادة الفولاذيه للشعب العراقي الكريم والذي رفض ويرفض دائما كل انواع الذلة والمهانه الموجهه ضد ارضه وماله وعرضه من قبل الارهاب وشذاذ الافاق ومسوخ الدنيا ….. ولا ننسى ونحن نرى بام اعيننا في مواقع التواصل الاجتماعي حجم الهجمه التي يتعرض له مشروع الدكتور العبادي وفي هذه الظروف الصعبه من عمر العملية السياسيه في العراق في ظل التهاب المنطقه باسرها بنيران الارهاب وحرائقه ودماره ,,,, ان الدكتور العبادي امام مسؤوليه جسيمه وصعبه تتطلب من جميع القوى المشاركه في الحكومه والبرلمان ومن جميع المنظمات المدنيه التي يهمها مستقبل العراق وديمومة بقاءه الوقوف صفا واحدا مع جهود الدكتور حيدر العبادي لترسيخ قواعد النظام الديمقراطي في العراق وبناء مؤسسات الوله التي دمرت وتشريع قوانين لصالح الشعب العراقي تخدم تطلعاته في التطور والتقدم والبناء والتعايش السلمي بين جميع مكوناته الاثنيه والعرقيه والمذهبيه والتقليل من حالات التصعيد والاحتقان الطائفي والعرقي والمذهبي والديني بين اطيافه المتعدده والا من المنطقي جدا وفي خلاف ذلك ان لا نرى عراقا موحدا وقويا ومتماسكا كما عهدناه على امتداد ما يقارب قرن من الزمان……
هذه هي الفرصة الاخيره والذهبيه لمن يريد عراقا موحدا وديمقراطيا يعيش فيه جميع ابنائه بدون استعلاء طائفه على اخرى او فئه على اخرى او مذهب على اخر او قوميه على اخرى وان الخروج من هذا الامتحان العسير بنجاح هو الكفيل الوحيد والاخير لبقاء البلد موحدا مع الحفاظ على حقوق وكرامات الجميع دون غدر ولا مكر ولا استعلاء …
ان المتاجره بالشعارات الوطنيه بعيدا عن المصداقيه ونكران الذات هو الداء الوخيم الذي يهدد كيان البلد ومستقبله في ان يبقى موحدا والا من السهوله بمكان ان تاخذ الاجندات الدوليه الموضوعه طريقها الى التنفيذ ضمن خارطة جديده مغايرة تماما لخارطة سايكس بيكو الانكلو فرنسيه والتي حكمت الوضع السياسي على امتداد اكثر من قرن ,,,, وهذه الخارطه باتت قاب قوسين او ادنى من التطبيق من خلال عمق الهوه التي اختلقت بمجئ داعش الى واجهة الاحداث في العراق وسوريا والمنطقه برمتها بل والعالم اجمع ….
اذن يمكن القول بان بوادر النصر على انفسنا تلوح في الافق فقط في حالة واحده وواحده فقط الا وهي اسناد حكومة الدكتور العبادي وانجاحها حفاظا على وحدة البلد او العكس وهو الرضوخ لخارطة جديده لم تكن في الحسبان ثمنها تمزيق الخارطه السابقه الى ثلاث خرائط لاتربطها ببعضها روابط الوطنيه والعلم والارض الموحده والتاريخ المشترك والتضحيات المشتركه بل ربما ستربطها الاحقاد والثارات والضغائن الى قيام الساعه ويوم الحساب….
احزموا امركم ايها الغيارى على وحدة بلدكم حتى لايكون امركم عليكم غمه (ولات حين مناص)