23 ديسمبر، 2024 11:31 ص

بهم هبطنا !!!

بهم هبطنا !!!

بهم هبطنا ، وهم في صوتنا ارتفعوا

آهاتِ أهلي وما عانينَ ما سمعوا

جاءوا عراةً .. حفاةَ السير ، مخمصةٌ

تنتابهم ، رغم ما نالوه ما شبعوا

ظنّوا بأنَّ طريقَ الزيف يوصلهم

إلى الكراسيِّ ، لكنْ كلُّهم وقعوا

قوائمُ العرش لن تقوى بمهزلة ٍ

يطيحها الناس في المأساة لو جزعوا

الشعبُ يحكي ، ويشكو الشعبُ .. يلعنهم

يسبّهم كلما بالحكم قد طمعوا

باعوا الذمام لأمريكا ؛ أتنفعهم ُ ؟!

كلَّ الذين رأوها النفعَ ما انتفعوا !

ماذا صنعنا ؛ وهم يسقون ظامئنا

هذا الزُّعافَ ، وهم ذا السُّمّ ما جرعوا

ماذا صنعنا ؛ لكي يأتوا بمجزرة ٍ

تلوَ المجازرِ . أهلي اليومَ قد جزعوا

ماذا صنعنا ؛ لكي نسبى بموطننا

كم قد سبينا ، وهم ذا السبي ما منعوا

ماذا صنعنا ؟! (عِرَاقٌ) صار في دَمِنا

يجري بنهريهِ .. شريانَ الهوى قطعوا

أين الشناشيل .. أين الزهو .. دجلتنا

يا دجلة الخير لو تدرين ما صنعوا ؟! ..

تبكين في الليل .. آن الفجر .. باكية ً

تبقين للصبح يا دجلاه ما هجعوا

ويا فرات .. فرات المجد لو عرفتْ

فروعُ سقياكَ ما شانوا وما قطعوا ..

لا تجري في الأرض أمواجٌ مموسقةً

ذاك الخرير .. عويلاً يعزفُ الوَجَعُ

تجري الدماء .. سبايا الشعب سائرةٌ

كما تسير سبايا الطَّفِّ مذ رفعوا ..

رأسَ (الحُسَيْنِ) على المأساة في زمنٍ

ما كان فيهِ كهذا اليوم مُنْتَفَعُ

بيارقُ الغدرِ كم رفّت على وطني

وماتزال ترفُّ الآنَ .. ترتفعُ

من (داعش) الضيم .. للإرهابِ ياوطني

أبكي عليك لأنَّ الناس قد فجعوا

لا الطفلُ يغفو على حضنينِ في رغدٍ

بالوالدانِ .. على النعماءِ ما اجتمعوا

غداً تخافُ بأنْ تمشي وتحملُهُ

كما النساء بذي الدنيا وتبتضعُ

غداً تخاف بأنْ يأتي لمدرسةٍ

أو للرياض ِ ، وهذا الخوف والفزعُ

حَوْبُ الشعوبِ هي اللعناتُ تتبعهم

من حَوْبة ِ اللهِ همْ تاللهِ ما ورعوا

يا ليت كفٌّ من التاريخ تصفعهم

لن يُصْلِحَ الحالَ ما سُبّوا وما صُفِعوا

هم كالمطايا .. حميرُ الأرض تتبعهم

كلُّ الخِرَاف ، وهذا السّادِرُ الضَّبُعُ

الخانعون خنوعَ العبد في رَهَق ٍ

يمضي به القهر ، لم يوقِظْهُ مَنْ هَطَعوا

ساسوا على الجهل آلافاً مؤلفةً

مِنَ العقول ، وما بالوعي قد برعوا

القانعون ؛ أرى يخفونَ غضبتَهم

والغاضبون ؛ أرى بالصمتِ ما اقتنعوا

لأنَّ لاشيءَ أيمُ اللهِ في وطني

في الشرق .. في الغرب مذ جاءوهُ ينقشعُ

لا يشرعون إذا ما الصَّحوُ ناشدهم

باقونَ في التَّلِّ ، ما يسعون .. ما شرعوا

مِنْ آخرَ النأي قد عادوا لموطنهم

يا ليت يا رَبُّ لا عادوا ولا رجعوا

ماذا جنينا من الآتين في زمن ٍ

يُعلا السفيهُ ولم يُعلَ الفتى الوَرِعُ

عمَّ الخرابُ بلادَ العُرْبِ قاطبةً

فلا الربيعُ ربيعُ الخضرةِ المَرِعُ

ولا الحياةُ حياة العزِّ في بلدٍ

كلُّ الذينَ أحاطوهُ لكي يضعوا ..

هذي البلادَ بخطِّ الطولِ مظلمة ً

لا شمسَ فيها ولا نجماً فتلتمعُ

ظلماءُ دنياي ؛ لم تُفرحْ مطالعُها

آفاقُ دنيايَ ظلماءٌ إذا طلعوا ..

في البرلمان ، وفي التلفاز حالهمُ

حال الكسوف ، ألا يا ليت ما سطعوا !

عشنا الظلامَ قرونَ الدهرِ في وطنٍ

من السَّوادِ ، وهذا الثوبَ ما نزعوا ..

أهلي الخِرَافُ ـ أتَوا بالأمسِ ـ غرَّرهمْ

((الإقتراعُ)) ، ألا يا ليت ما اقترعوا !