23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

بنو أمية ليسوا من قريش.. وإنّما من عبيدهم

بنو أمية ليسوا من قريش.. وإنّما من عبيدهم

أن تَّبَنِّي العبيد كان معمولاً به في الجاهلية والإسلام، يُتوارث به ويتناصر، إلى أن نسخ الله ذلك بقوله تعالى:
{ ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ }.
فرفع الله حكم التَّبَنِّي وأرشد بقوله إلى أن الأوْلى والأعدل أن يُنسب الرجل إلى أبيه نَسَباً
وكان الرجل في الجاهلية إذا أعجبه غلام ضمه إلى نفسه، وجعل له نصيب الذكر من أولاده من ميراثه، وكان يُنْسب إليه فيقال فلان ابن فلان
وتذكر لنا كتب التاريخ العديد من الشخصيات المرموقه في المجتمع والذين كانوا عبيدا تبناهم اسيادهم
ولنأخذ مثالا واحدا من هؤلاء وهو زيد بن حارثه
‌قال ابن عمر:
(أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد. حتى نزل القرآن)
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
(ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ) الاحزاب 5
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت زيد بن حارثة بن شراحيل ( 1)
وكان زيد ابن حارثه عند اخواله من طي فأسر واقتيد ليباع في سوق العبيد في مكه وكان حكيم بن حزام في سوق عكاظ يتسوق فابصر بالغلام وكانت عمته خديجه بنت خويلد قد اوصته ان يبتاع لها عبدا عربيا فاشتراه حكيم وقاده الى عمته وبقى عندها حتى تزوجها رسول الله (ص) فوهبته له
ثم إنه خرج في إبل طالب إلى الشام، فمر بأرض قومه. فعرفه عمه، فقام إليه
فقال: من أنت يا غلام ؟
قال: غلام من أهل مكة.
قال : فحر أنت أم مملوك ؟
قال: بل مملوك
قال: لمن؟
قال: لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب
قال: ممن أهلك؟
قال: من كلب
قال :ابن من أنت؟
قال: ابن حارثة بن شراحيل
فالتزمه وقال ابن حارثة: ودعا أباه وقال: يا حارثة هذا ابنك. فأتاه حارثة، فلما نظر إليه عرفه
قال: كيف صنع مولاك إليك؟
قال: يؤثرني على أهله وولده، ورزقت منه حباً، فلا أصنع إلا ما شئت
فركب معه أبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة، فلقوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
فقال له حارثة: يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه، وعند بيته. تفكون العاني، وتطعمون الأسير. ابني عبدك، فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه، فإنك ابن سيد قومه فإنا سنرفع لك في الفداء ما أحببت.
فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
أعطيكم خيراً من ذلك
قالوا: وما هو؟
قال: أخيره فإن اختاركم فخذوه بغير فداء، وإن اختارني فكفوا عنه
قالوا: جزاك الله خيراً فقد أحسنت، فدعاه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
فقال: يا زيد اتعرف هؤلاء؟
قال: نعم. هذا أبي وعمي وأخي
فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: فأنا من قد عرفته، فإن اخترتهم فأذهب معهم، وإن اخترتني فأنا من تعلم
فقال زيد: ما أنا بمختار عليك أحداً أبداً، أنت مني بمكان الوالد والعم
قال له أبوه وعمه: يا زيد تختار العبودية على الربوبية؟
قال: ما أنا بمفارق هذا الرجل
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حرصه عليه
قال: اشهدوا أنه حر، وإنه ابني يرثني وأرثه، فطابت نفس أبيه وعمه، لما رأوا من كرامته عليه، فلم يزل زيد في الجاهلية يدعى: زيد بن محمد حتى نزل القرآن { ادعوهم لآبائهم } فدعي زيد بن حارثة
بنو اميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم
كان اميه عبدا لعبد شمس تبناه وجعل له ما لابنائه واليك بعضا من الادله التي تثبت ان اميه ليس من صلب عبد شمس
اولا – الدليل الاول
يقول ابو القاسم الكوفي في كتابه الاستغاثه ج1ص 76
كان عبد شمس بن عبد مناف أخا هاشم بن عبد مناف قد تبنى عبدا له روميا يقال له أمية فنسبه عبد شمس إلى نفسه .
فنسب أمية بن عبد شمس فدرج نسبه كذلك إلى هذه الغاية. فأصل بني أمية من الروم ونسبهم في قريش
ثانيا – الدليل الثاني
يصرح ابو طالب بان بنو عبد شمس ليسوا من قريش
قال أبو طالب حین تظاھر علیه وعلى رسول االله صلى االله علیه وآله بنو عبد شمس ونوفل
توالى علینا مولیانا كلاھما
إذا سئلا قالا إلى غیرنا الأمر
بلى لھما أمر ولكن تراجماً
كما ارتجمت من رأس ذي القلع الصخر
أخص خصوصاً عبد شمس ونوفلاً
ھما نبذانا مثل ما نبذ الخمر
قدیماً أبوھم كان عبداً لجدنا
بني أمیة شھلاء جاش بھا البحر
فھنا صرّح أبو طالب بان أمیة وامه جاريه قذف بهما البحر إلى الحجاز بواسطة التجارة أو غیرھا ضمن تجارة الرقیق والإماء
وكلمة شھلاء تخص الروم فالشھل زرقة یشاب بھا سواد العین، وھي صفة عرفت بھا العین الرومیة
ويقول المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم
ان اميه ابن جاريه روميه وصلت الى الحجازمع ركب سفينه جنحت الى الشاطئ وقد تبناه عبد شمس( 2)
ثالثا -الدليل الثالث
الرسول (ص) لم يعط بني عبد شمس وبني نوفل من الخمس لانهم ليسوا من ذوي القربى
قال الله تعالى في سوره الانفال ايه 41
وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ
حرم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بني عبد شمس وبني نوفل من الخمس لانهم ليسوا من ابناء بني عبد شمس بل من ادعيائهم الذين تبنوهم وتسموا باسماءهم
وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري( حديث رقم 2971 ) يقول
(حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل )
علما بان ابناء عبد مناف اربعه هم عبد شمس والمطلب وهاشم ونوفل
وحاشا رسول الله ان يخالف امر الله ويفرق بين الاخوه من ابناء عبد مناف فيعطي اثنين ويحرم اثنين من دون سبب شرعي
ودخل بنو هاشم وبنو المطلب شعب ابي طالب مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين حاصرتهم قريش، مؤمنهم وكافرهم، فالمؤمن دينا والكافر حمية،
من هذا يتبين ان من دخل مع بني هاشم في الشعب هم من تربطهم صله دم كبني المطلب لا من تربطهم صله تبني واستلحاق
رابعا –الدليل الرابع
يعلن علي بن ابي طالب (ع) صراحه بانهم ليسوا من بني عبد مناف
لم یكن عثمان ومعاویة ویزید ومروان وعبد الملك بن مروان أبناء عمومة النبي صلى االله علیه وآله
واثناء خلاف معاويه مع علي (ع) قال معاويه لعلي في احد كتبه:
(انا ابناء عبد مناف واحد)
وكان جواب علي (ع) لمعاويه
وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ فَكَذَلِكَ نَحْنُ وَ لَكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمٍ وَ لاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ لاَ أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ وَ لاَ اَلْمُهَاجِرُ كَالطَّلِيقِ وَ لاَ اَلصَّرِيحُ كَاللَّصِيقِ وَ لاَ اَلْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ وَ لاَ اَلْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ وَ لَبِئْسَ اَلْخَلْفُ خَلْفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَ فِي أَيْدِينَا بَعْدُ فَضْلُ اَلنُّبُوَّةِ اَلَّتِي أَذْلَلْنَا بِهَا اَلْعَزِيزَ وَ نَعَشْنَا بِهَا اَلذَّلِيلَ وَ لَمَّا أَدْخَلَ اَللَّهُ اَلْعَرَبَ فِي دِينِهِ أَفْوَاجاً وَ أَسْلَمَتْ لَهُ هَذِهِ اَلْأُمَّةُ طَوْعاً وَ كَرْهاً كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي اَلدِّينِ إِمَّا رَغْبَةً وَ إِمَّا رَهْبَةً عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ اَلسَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ وَ ذَهَبَ اَلْمُهَاجِرُونَ اَلْأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيباً وَ لاَ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً وَ اَلسَّلاَمُ ( نھج البلاغة، الرساله رقم 17)
ويقول ابن ابي الحديد في شرح المهاجر والطليق والصريح واللصيق
المهاجر : الذي ترك وطنه و لحق برسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله
و الطليق : الأسير اذا أطلق سبيله بعد فتح مكه
و الإمام عليه السلام يشير الى فتح مكة ، فقد كان المنتظر ان يقتص الرسول صلى اللَّه عليه و آله منهم ، و لكنه عفى عنهم تكرّما ،
و قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ، و ابو سفيان و معاوية منهم
وفي شرح معنى اللصيق والطليق يقول
الصريح.. الصحيح النسب
و اللصيق .. الدعي الملصق بغير أبيه ،(كما ورد في كل معاجم اللغه ومنها معجم المعاني الجامع)
ويذهب المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم الى نفس هذا المذهب
خامسا- الدليل الخامس
و روى صاحب كتاب الواقدي أن يزيد بن معاويه فاخر عبد الله بن جعفربن ابي طالب بأبائه بين يدي معاويه بن ابي سفيان
فقال له عبد الله بن جعفربن ابي طالب:
بأي آبائك تفاخرني أبحرب الذي أجرناه.. أم بأمية الذي ملكناه ..أم بعبد شمس الذي كفلناه.
فقال معاوية:
ألحرب بن أمية يقال هذا ! ما كنت أحسب أن أحدا في عصر حرب يزعم أنه أشرف من حرب
فقال عبد الله بن جعفربن ابي طالب بلى أشرف منه من كفأ عليه إناءه و جلله بردائه .
وفي شرح تلك الكلمات نقول
أما معنى قوله (أ بحرب الذي أجرناه)
فان قريشا كانت إذا سافرت فصارت على العقبة لم يتجاوزها أحد حتى تجوز قريش
وحدث ان خرج حرب ليلة فلما صار على العقبة لقيه رجل من بني حاجب بن زرارة التميمي فتنحنح حرب بن أمية و قال أنا حرب بن أمية فتنحنح التميمي و قال أنا ابن حاجب بن زرارة ثم جاز العقبة فقال حرب لا والله لا تدخل بعدها مكة و أنا حي
فمكث التميمي حينا لا يدخل و كان متجره بمكة فاستشار بها بمن يستجير من حرب فأشير عليه بعبد المطلب أو بابنه الزبير بن عبد المطلب فركب ناقته و صار إلى مكة ليلا فدخلها و أناخ ناقته بباب الزبير بن عبد المطلب فرغت الناقة فخرج إليه الزبير فقال أمستجير فتجار أم طالب قرى فتقرى فقال
لاقيت حربا بالثنية مقبلا
و الليل أبلج نوره للساري
فعلا بصوت و اكتنى ليروعني
و دعا بدعوة معلن و شعار
فتركته خلفي و جزت أمامه
و كذاك كنت أكون في الأسفار
فمضى يهددني و يمنع مكة
فقال الزبير اذهب إلى المنزل فقد أجرتك فلما أصبح نادى الزبير أخاه الغيداق
فخرجا متقلدين سيفيهما و خرج التميمي معهما فقالا له إنا إذا أجرنا رجلا لم نمش أمامه فامش أمامنا ترمقك أبصارنا كي لا تختلس من خلفنا فجعل التميمي يشق مكة حتى دخل المسجد فلما بصر به حرب قال و إنك لهاهنا و سبق إليه فلطمه و صاح الزبير ثكلتك أمك أتلطمه و قد أجرته فثنى عليه حرب فلطمه ثانية فانتضى الزبير سيفه فحمل على حرب و سعى الزبير خلفه فلم يرجع عنه حتى دخل حرب دار عبد المطلب
ما شأنك ؟ فقال له عبد المطلب:
قال : الزبير
قال عبد المطلب : اجلس و كفأ عليه إناء كبير كان هاشم يهشم فيه الثريد و اجتمع الناس و انضم بنو عبد المطلب إلى الزبير و وقفوا على باب أبيهم وسيوفهم بأيديهم فأزر عبد المطلب حربا بإزار كان له و رداه برداء له طرفان و أخرجه إليهم فعلموا أن أباهم قد أجاره فتركوه
و أما معنى قوله ( أم بأمية الذي ملكناه)
كانت لاميه فرسا سريعه لا يلحق بها احد فاراد ان ينتقم من عبد المطلب فالح عليه في السباق وجعل الرهن لمن سبقت فرسه مائة من الإبل و عشرة أعبد و عشر إماء و استعباد سنة و جز الناصية
فسبق فرس عبد المطلب فأخذ الرهان وقسمه في قريش و أراد جز ناصيته فقال أو أفتدي منك باستعباد عشر سنين ففعل فكان أمية في حشم عبد المطلب و عضاريطه عشر سنين
وعليه فان اميه عبدا في اصله واستعبد ثانيه لعبد المطلب عندما خسر الرهان
و أما قوله ( أم بعبد شمس الذي كفلناه )
فإن عبد شمس كان مملقا لا مال له فكان أخوه هاشم يكفله و يمونه إلى أن مات هاشم (3)
سادسا –الدليل السادس
وروى ابن أبي الحدید في شرح النھج ٣/٤٦٦
أن معاویة قال لدغفل النسابة: أرأیت عبد المطلب؟ قال: نعم، قال: كیف رأیته ؟قال: رأیته رجلاً نبیلاً وضیئ كأن على وجهه نور النبوه
قال معاویة: أفرأیت أمیة ؟
قال: نعم،
قال: كیف رأیته؟
قال: رأیته رجلاً ضئیلاً منحنیاً أعمى یقوده عبده ذكوان
فقال معاویة: ذلك ابنه أبو عمرو(ذكوان)
قال دغفل: أنتم تقولون ذلك أما قریش فلم تكن تعرف إلا أنه عبده
وأن أمية كان عقيماً وان اولاده من عبده الرومي ذكوان ( 4)
وهذا دليل اضافي على ان ذكوان عبد اميه ايضا فاميه عبد وذكوان عبد

سابعا – الدليل السابع
الرسول (ص) يصرح بان ذكوان يهودي من اهل صفوريه
ولما كان أبو عمرو ( ذكوان ) لیس بابن اميه فقد تنازل أمیة عن زوجته له وزوّجه إیاھا في حیاته ( 5)
وقال النبي صلى االله علیه وآله لعقبة بن أبي معیط ( إنما أنت یھودي من أھل صفوریة) (6)
وكان ذكوان ( أبو عمرو) یھودیاً من الشام. إذ قال عقیل بن أبي طالب للولید بن عقبة بن أبي معیط بن ذكوان : كأنك لا تدري من أنت، وأنت علج من أھل صفوریة – وھي قریة من أعمال الأردن من بلاد طبریة، كان أبوه ذكوان یھودیاً منھا ( 7)
وقال النبي صلى االله علیه وآله لعقبة بن أبي معیط : إنما أنت یھودي من أھل صفوریة( 8)
ثامنا- الدليل الثامن
إن أشرف خصال قريش في الجاهلية اللواء و الندوة و السقاية و الرفادة و زمزم و الحجابة و هذه الخصال مقسومة في الجاهلية لبني هاشم و عبد الدار و عبد العزى من دون بني عبد شمس
اما في الإسلام فصارت إلى بني هاشم لأن النبي ( ص ) لما ملك مكة صار مفتاح الكعبة بيده فدفعه إلى عثمان بن طلحة فالشرف راجع إلى من ملك المفتاح لا إلى من دفع إليه و كذلك اللواء
ولم يكن لبني عبد شمس شرف لا في الجاهليه ولا في الاسلام
لان بني اميه من سلاله عبد وليسوا من قريش فقد حجب عنهم بنو هاشم شرف الاشتراك باداره الكعبه وشؤون مكه
تاسعا- الدليل التاسع
حين نزلت الايه الكريمه (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ) لم يدع النبي( ص) أحدا من بني عبد شمس و كانت عشيرته الأقربون بني هاشم و بني المطلب
وورد في تفسير الجلالين للايه الكريمه
{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } هم بنو هاشم وبنو المطلب (وقد أنذرهم جهاراً) رواه البخاري ومسلم
وكما مر بنا فان ابناء عبد مناف اربعه هاشم والمطلب ونوفل وعبد شمس ولما حوصر الرسول (ص) في شعب ابي طالب لم يدخل معه الا بنو هاشم وبنو المطلب اما بنو عبد شمس وبنو نوفل فكانوا من جمله من حاصر محمد (ص) في الشعب
وهذا دليل اخر على ان بنو عبد شمس ( بنو اميه) لم يشعروا بقربهم من محمد (ص) لعدم وجود رابطه دم بينهم وان جدهم اميه كان عبدا لعبد شمس تبناه والحقه به ( 9)

( 1 ) البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
( 2 ) النزاع والتخاصم للمقريزي و شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد 15/234
( 3) شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد ج15, المحسن السبط ص 62 للسيد محمد مهدي الخرسان
( 4 ) جواهر التاريخ ج2 ص82
( 5 ) النزاع والتخاصم ٢٢ ،شرح النھج ٣ / ٤٥٦
( 6 ) السیرة الحلبیة ، الحلبيه الشافعي ٢ /١٨٦ ،
( 7) مروج الذھب، المسعودي 1/ 336
( 8) السیرة الحلبیة ، الحلبي الشافعي ٢ /١٨٦
( 9) شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد المعتزلي ج15