ليس مفاجاة ما يناله الشعب العراقي من ماراثون دموي , او حدث ليس مدبر او مخطط له يمر كما يمر الكرام , مع اننا لم نرى كرام مرو أو حتى القو بتحية سلام على هذا الشعب منذ سنين طوال , باستثناء من ليس لهم حول ولا قوة ولا سيارات مدرعة ولا جرارات مزنجرة , انه العهد الدولي الجديد لقتل الشعب العراقي , او مايسمى بلياقة وادب بالشرق الاوسط الجديد , تحت عباءة مكافحة الارهاب الدولي تارة وتارة اخرى ببكيني الديمقراطية الدولية الخليعة , ومن اجل مسميات حقيقية للأحداث , ارى ان خارطة التنين الامريكي ابتلعت الاخضر واليابس في تاريخ وحضارة هذا البلد المتخم بالارث , ابتدات بتحصين الجبهة الشرقية وحزامها الامني للكونتسية اسرائيل عبر شلل تام للمؤسسة العسكرية العراقية وتفتيت مفاصلها بقرار بريمر بحلها والجلوس على تلتها , بذريعة الاجتثاث والقصاص والامتصاص , واعادة تشكيلها بالدمج والهمج , وسط هالة من التصفيق لسياسيي الكيمونيا والنصف ردن , مرورا بتحطيم معداتها الاستخباراتية , ثم احرافها عن ثوابتها الوطنية الطبيعية , ليكون العراق البلد الوحيد بالعالم الذي تقسم صنوف قواته المسلحة ليس حسب الاختصاص كما هو المعتاد , من مشاة ودروع وبحرية وجوية , الى تصنيفات طائفية , شيعية وسنية ومناطقية بيشمركية وعشائرية ثم حزبية ثم ملائية , وبغياب المهنية والشرفية الوطنية العسكرية , اصبحت حدود العراق مرتعا للجراد والخنافس وديدان الارضة من كل حد وصوب , ومن المخزي منه , ان قياداتنا وهي حليف ستراتيجي للديناصور الامريكي , الا انها لم تسأله يوما كيف يسمح الديناصور لحليفاته من جيران العراق كخائن الحرمين , وامير موزه وصاحب الجلالة سليل الحساب ومتعدد الانساب الملك عدو الله , والاسد قبل ان يستفأر , واصدقاءنا الشرقيين تجار المليشيات البررة , لايواء وتدريب وتربية هذه العناكب لنشر سمومها في قلب العراق , وجميعنا يعلم ان هذه الدول بصغيرها وكبيرها شريفها وسافلها مع شكوكي بقضية الشرف فانها بيادق شطرنجية بليدة بيد الديناصور , فأي حليف هذا ؟ واي متحالفين انتم ؟ , وفي ذات الوقت الذي تتمزق فيه بكارة الوطن , تعمل الماكنة الامريكية بجهد مضاعف والى وقت متأخر من اللواطة السياسية لاحياء مشاريع موت طائفي وعرقي وفكري , لم يتوانى الكثير من شرذمة العقل الاسلاموي المحلي الى استخدام الاسلام وهو براء حتى من عمائمهم , كذريعة قتل وتفخيف وكتم للأنفاس , بسباق مرعب اي منهما يقترب اسرع من تنفيذ المشروع الدولي للقتل الشعبي , ليبقى الشعب العراقي بين مفخخة الحليف وكواتم الشقيق , مع ظهور مميز وتعري مفضوح لمؤخرات سياسيين , لا يفهموا في ابجديات العمل السياسي وستراتيجياته شيئا , والديمقراطية في مفاهيمهم صندوق عليه شعار المفوضية المستغلة للانتحارات , لينتحر الشعب في خطاباتهم الطائفية ونزعتهم الخادعة , وقرارات غلق مقاهي واستبدال الوان جوامع , وموافقات بزيادة اطوال اعضاءهم الذكورية , دون ممارسة رجولة وطنية حقيقية على فراش الشرعية المحلية , وتواجد عرفي فعال في اسرة لبنانية واسطنبولية غير محايدة , وسط كل هذا الهرج والمرج يقف المثقف العراقي بعيدا عن زوايا النظر ينتظر رصاصة قناص يطلقها مفتي يتبول وقوفا , تجربة مريرة وبائسة وشرق اوسط دائم الغروب , واتفاق دولي معلن لقتل هذا الشعب العراقي , واطفاء معلن لبريقه , ومحو ارثه الثقافي والاخلاقي .
[email protected]