23 ديسمبر، 2024 10:32 ص

بنادول سوريا وفلُ آوت العراق

بنادول سوريا وفلُ آوت العراق

رد بشار الجعفري مندوب سوريا في الامم المتحدة على سؤال حول بعض الاصوات المطالبة بانفصال اكراد “كل شخص يفكر بتقسيم سوريا، ومع كل احترامي فليتناول حبة بنادول، وعليه أن يتخلص من هذه الأوهام” ، فهذه الاصوات تعتبر أصوات نشاز ومنبوذة في سوريا لايفكر بها الا من يعيش الوهم , ولكن الصورة مقلوبة على رأسها في العراق فالاكراد هنا لاينفكون يكرروا مقولتهم المشهورة في حق تقرير المصير وها هو مسعود البرزاني يطالب بأجراء استفتاء حول تقرير المصير للكرد وإن كان غير ملزم مع تهديدهم المستمر والمتواصل بالانفصال وحلم دولة كردستان الموعودة ،طبعاً ليس كردستان الكبرى فقد تخلى اكراد العراق عن هذا الحلم وانما الصغرى المقتطعة من العراق المدعومة من تركيا في صفقة كردستان مقابل جزء من الموصل ، وقد نضج هذا الحلم وحان قطافه خاصة بعد أستكشافات النفط في الاقليم وتصديره عبر ميناء جيهان التركي الى تل أبيب ومنها الى سوق العالم ومعه كان يرتفع مستوى التهديد بالانفصال وخاصة بعد أستيلائهم السلمي على كركوك حتى انهم أستغنوا عملياً عن النسبة المفروضة لهم في الموازنة الاتحادية وهي 17% ولكن إنهيار أسعار النفط إنهار معها الحلم الوردي الكردي في الإستقلال أو ربما تأجل قليلاً ونتيجة للظروف الصعبة التي يمر بها الأقليم من عدم قدرة حكومته على الإيفاء بالتزاماتهم المالية سواءاً في الداخل من دفع رواتب الموظفين او خارجية بدفع التزاماتهم للشركات النفطية ، وأمام ضغوط رعاتهم الأوربيين الذين أوفدوا مندوبي بريطانيا وفرنسا للإقليم لدفعهم في تأجيل مشروعهم الانفصالي لم يكن من بد الا التنازل (مؤقتاً) والقدوم الى بغداد من أجل تذويب جبال الجليد بين حكومة الاتحاد و حكومة الاقليم لتعود المياه تجري في الانهر الجافة وعقد الاجتماعات والحوارات لأخذ حصة الاقليم من الموازنة في وقت لايستفيد العراق التزام الطرف الكردي  بتصدير حصته من النفط كون سوق النفط اليوم تعيش التخمة لكثرة المعروض وتدني الاسعار وخاصة بعد رجوع ايران للسوق النفطية فمن المستفيد من هذا الرجوع المؤقت ؟ اما المنافذ الحدودية فهي صندوق مغلق لنيصل اليه احد، لقد أثبت الاكراد براغماتيتهم المفرطة على حساب العراق وهم يعملون على ترسيخ حدود دولتهم بحفر النفق وجدار الفصل  على طول حدود الاقليم ومن ضمنها كركوك وتداعياته الخطيرة وتعاملهم في المحافل الخارجية على أنهم دولة مستقلة وما حادثة الطالب الكردي في مصر ببعيد فقد أعترضت حكومة كردستان بشدة لدى القاهرة على إنزال العلم الكردي من خلف طالب الدراسات وإبداله بالعلم العراقي ، فهل وضع المسؤولون في حكومة المركز حسابات المصلحة في عودة الأكراد المؤقتة الى احضان العراق وبحساب الحقل والبيدر من هو الخاسر والرابح في هذه العودة اتصور اننا نحتاج الى العلاج بـ فلُ أوت لعلاقتنا مع الاكراد ،ودمتم سالمين .