23 ديسمبر، 2024 2:11 ص

على مر التأريخ، لم يکن هناك من يعمل لدولة أو لجهة أخرى ضد شعبه وبلاده وحتى ضد بلدان أو جهات أخرى ويجاهر بذلك علنا إلا بعد تأسيس نظام ولاية الفقيه في إيران وتأسيسه لأذرعه في بلدان المنطقة التي هيمن عليها بنفوذه لأسباب وظروف مختلفة، فقد کانت هکذا جماعات وفئات وأحزاب تخفي عمالتها وحتى تنکره وتعمل في سرية بالغة، لکن يبدو إن هذه الحالة السلبية والشاذة التي إبتلت بها بلدان المنطقة قد شذت عن القاعدة العامة لها عبر التأريخ وجسدت واقعا مسخا ومشوها لايمکن أن يصبح أمرا واقعا مهما حاولوا وسعوا.
هذه الاذرع من العراق ومرورا بلبنان وسوريا وصولا الى اليمن، تعلن عن إستعدادها علنا للمحاربة وکالة عن نظام ولاية الفقيه ومع أي کان، وبهذه الحالة فإنهم بندقية تحت طلب النظام الايراني فقط، وبهذا فإنهم يعتبرون إمتدادا لهذا النظام وکيف لا وقد سبق وإن أعلنت المقاومة الايرانية في بدايات هيمنة نفوذ النظام الايراني على العراق، قائمة رواتب للحرس الثوري الايراني بأسماء عدد کبير من الوجوه السياسية العراقية البارزة، أي إنهم بمثابة مقاتلين في الحرس الثوري، وقد حذرت المقاومة الايرانية وقتها لازالت تحذر من دور هذه الاذرع التي تحرص على تنفيذ مخططات النظام الايراني فقط وإنها تشکل خطرا وتهديدا على شعوب وبلدان المنطقة وأمنها وإستقرارها.
خلال مقابلة لعلي شمخاني، سکرتير مجلس الأمن القومي للنظام الايراني، وردا على سؤال، عن مدى استعداد النظام الإيراني للدفاع عن مصالحه؟ فقد لجأ شمخاني إلى التهديد الإرهابي وقال إن (لدى نظامه العديد من الأدوات، بما في ذلك “الحروب بالوكالة”). وأضاف، (سنقول هذا علنا. نواصل سياسة المقاومة النشطة هذه في جميع القطاعات. ليس هناك شك في أننا نتخذ خطوات أكثر حسما). أي إن الرجل يعلنها علنا وبمنتهى الصراحة بأن هذه الاذرع تنتظر فقط صدور الامر من طهران حتى تبادر لخوض حروب الوکالة، ولکن ضد من؟ ضد الولايات المتحدة الامريکية، وکأن خوض حرب ضد هکذا دولة مسألة وأمر عادي ولن تکون لها من آثار وتداعيات على الشعب والبلد، ولاندري ماذنب العراق وشعبه أو غيره من البلدان لکي يعاني من مصائب ومآسي حرب مدمرة أخرى إکراما لنظام يجلس قادته وعوائلهم مرتاحين ومتنعمين فيما تنهمر القنابل والصواريخ على رٶوس العراقيين وغيرهم؟
لسنا نطالب هٶلاء الذين جعلوا من أنفسهم دروع للنظام الايراني ويتهافتون في من أجل الدفاع عنه، أن لايتمادوا فيما ورطوا أنفسهم به، ولکننا نطالبهم بأن يتحملوا وزر ماقد تورطوا به لوحدهم ولايجعلوا من الشعب العراقي”دروعا بشرية” لهم کما يحدث دائما مع الانظمة التي تقاتل الولايات المتحدة ولاريب من إن”بنادق الوکالة” لن تشذ عن هذه الانظمة أبدا!