19 ديسمبر، 2024 7:33 ص

بنادق الاسلاموين في مواجهة الاسلام

بنادق الاسلاموين في مواجهة الاسلام

الم يحن الاوان بعد لخروج العرب من قمقم السبات الذي دام طويلا بفعل العوامل الكثيرة والمعروفة التي تعرضوا لها على مر السنين العجاف التي عاشوها وهم يعانون ابشع الامراض المزمنة ( الفرقة ،التمزق ،التناحر ، ،البغضاء ) كما خرجوا من جاهليتهم الاولى ؟ فان كان السبب في خروجهم الاول من دائرة الظلام الى دائرة النور بفعل ظهور سيد الكائنات المصطفى (محمد بن عبد الله ) صلوات الله عليه بينهم  يدعوهم الى دين الحق والى كلمة التوحيد ، فان خروجهم اليوم من جديد اصبح ممكننا بفعل  وجود المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) حيا بيننا حاضرا ومستقبلا وكما يرى المفكرون من غير العرب الذين يؤكدون على ما نود التاكيد عليه .
ففي  كتاب (تاريخ إمبراطورية الشرق ـ لندن  1870، صفحة 54. ) يقول مؤلفه جيبون وكلي: (( ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان. لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله” هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين)) .
وقول الكاتب الروسي الكبير الروائي والفيلسوف تولستوي في مقالة له بعنوان (من هو محمد؟) :  ((إن محمدا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراأنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد ومنعهما من سفك الدماء و تقديم الضحايا البشرية ، وفتح لها طريق الرقي و المدنية ,و هو عمل عظيم لا يقدم عليه الا شخص أوتي قوة ، ورجل مثله جدير بالإحترام والإجلال).
ان سبب نزول القران الكريم على الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم بلغة العرب وفي وقت معلوم يعني إن الله جلت قدرته اختارهم  لتبليغ رسالة الإسلام وذلك بسبب مزايا وفضائل فيهم، وأن زمن نزول الوحي كان يعني ان العرب قد نضجوا وتكاملوا لقبول مثل هذه الرسالة وحملها إلى البشر واليوم وبعد الذي حدث للعرب وللمسلمين وبالشكل المعروف والملموس والذي لامجال للاسهاب في شرحه ، نعتقد ان الاوان قد ان من جديد لينهص العرب براية الاسلام ولانهم وجراء مالم بهم من احداث قد نضجوا من جديد ، فنحن لانرى في هذه الثورة العارمة التي انطلقت على امتداد الارض العربية وعلى شكل تظاهرات للدفاع عن المصطفى صلوات الله عليه الا بداية لنهضة جديدة تذكرنا بانطلاق الاسلام الى العالم برسائل رسولنا الكريم الموجه الى ملك فارس وقيصر الروم وتذكرنا بانطلاقة الجياد العربية الاصيلة وعلى ظهورها القادة الاوائل  لفتح  الامصار ، فالاسلام الذي عزز الفضائل العربية الكامنة والظاهرة وحارب العيوب التي كانت سائدة جدير بان يعزز الفضائل الموجودة اليوم في الامة ويحارب المفاسد ، فاذا كان العربي في الجزيرة هو من حمل راية الاسلام ودافع عن الذي جاء به الحبيب المصطفى فعليه اليوم ان يتطور ويتكامل ويتلاحم من اجل بزوغ راية الاسلام من جديد وبشكلها الناصع وتحت شعار الدفاع عن محمد صلوات الله عليه فرض عين.
ان استهداف اعداء العروبة والاسلام من استعماريين وصهاينة جدد للرسول محمد صلى الله عليه وسلم كرمز للامتين العربية والاسلامية عبر نكرات طامحين في جاه او مال اصبح من الظواهر التي تتكرر دائما في امريكا واوربا وباسم مايسمى حرية التعبير، فهاجم البعض من هؤلاء المهووسين شخص النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فنعته القس جيري فالويل ب”الإرهاب” ، وقال متبجحا “إنه كان رجل عنف، ورجل حرب”، أما القس الأمريكي بات روبرتسون الذي يقود جناحا قويا في الحزب الجمهوري ، حزب الرئيس جورج بوش- إسمه(التحالف النصراني)، فقد وصف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ب”المتعصب”، وقال الشقي “إنه كان لصا وقاطع طريق” ، ووصف القس فرانكلين جراهام الإسلام بأنه”دين شرير”، أما القس النمساوي كورت كرين فقد قال إن الإسلام ـ دين متعصب ـ واستمر هذا الاستهداف عبر وسائل متعددة منها الرسوم والافلام واخرها هذا الفلم الذي نرى فيه انه( القشة التي قصمت ظهر البعير) كما يقولون او كما يقال (عسى ضارة نافعة) ، فاذا كانت التظاهرات والاحتجاجات في السابق كانت عبارة عن ردود افعال او كما يحلو للبعض في تسميتها ( زوبعة في فنجان) ، فنحن نعتقد ان الامة اليوم اكثر تصميما على الدفاع عن معتقداتها. 
فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم  بالنسبة للعرب ليس قائدا تاريخيا فحسب، يتعاملون معه على اساس الزمان والمكان بل هو رمزا يرتبط ارتباطا مباشرا بحياتهم المطلقة، إنه صورة صادقة ورمز كامل خالد لطبيعة نفوسهم الغنية واتجاهاتها الأصيلة ، فمحمد (ص)  هو من حرك كامن القوة فيهم  وجرف سدود التقاليد القديمة البالية وحرم عليهم الفرقة والتناحر وان اسمه الشريف اليوم قادر على تحريكهم من جديد كما نعتقد جازمين وماعلينا اليوم الا ان نتذكر ما قاله الله جل جلاله في كتابه الكريم عن رسولنا الكريم 
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ  سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) ـ محمدـ
و
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) ـ آل عمران.
صدق الله العظيم
  لعل هذه الايات تنفعنا في تفسير مايدور اليوم.
 اننا نريد ان نعرض اليوم مواقفنا من قضية مايتعرض له رسولنا الكريم (ص) بشكل صريح وواضح لا يحتاج الى تأويل ولا الى تفسير فهل تسمح لنا حكومات الدول الاوربية التي نعيش فيها وتدعي حرية التعبير بذلك؟ الجواب كلا ، فماهو المطلوب ؟ نعتقد ان علينا ان نستمر في طرح مواقفنا وبالوسائل المتاحة التي توفرها لنا الظروف الموضوعية التي نعيشها في اوربا ومنها التاكيد على ان الدين الاسلامي الحنيف هو شيء اساسي في حياتنا كما ان الديانات هي شيء اساسي في حياة البشر منذ اقدم العصور وباننا سنعمل على صونه والدفاع عنه بكل السبل والوسائل ومن الاولويات هو الدعوة الى اصدار قانون دولي بمنع بموجبه التعرض الى الدين الاسلامي ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما هو الحال بالنسبة لقانون معادات السامية ، فموضوع الدين هو موضوع جدي ويشكل العصب الرئيسي في هويتنا الثقافية والنفسية ولايمكن ان يعالج التجاوز عليه بطرق سطحية واستخفاف رخيص كما نراه هذه الايام على فضائيات العمالة  التي تقدم ضيوفها (المتثاقفين) والذين ينبذون العنف الذي مورس بحق السفارات الامريكية ويؤمنون بحرية الفكر ، حرية الفكر التي لاوجود لها اذا  تعرض اي انسان الى الصهيونية او ( المحرقةالنازية)ولو بكلمة عابرة .
 اننا نفرق بين الدين في حقيقته واهدافه وبين الدين كما يتجسد او يظهر في مفاهيم الاسلامويون  الذين تساندهم قوى الاستكبار العالمية والشيطان الاكبر في تسنم مقاليد الامور في البعض من البلدان العربية ونفرق ايضا بين الدين الرسالي المحمدي وبين منظمومة من التقاليد والعادات والمصالح والتي  لبست لباس الدين لتنفيذ غايات شريرة ، فالدين المحمدي لاينسجم مع الفساد والظلم واللعب على الحبال والدين المحمدي مع المظلومين ومع الثائرين على الفساد والتبعية وهو الذي يدعو للمحبة والاخاء وحماية الضعفاء لكنه وللاسف وبفضل الاسلاموين تحول الى حاضنة لكل ماهو ظالم وفاسد وحتى ملحد  وهذا الدين الذي يبشر به هؤلاء هو دين فاسد من اساسه ولا وجوب له ولاخير فيه لانه ينفر ويفرق ، دينهم مبني على التبعية والخنوع ، لذلك على من امن بالاسلام الرسالي المحمدي ان يتخلص من دين هؤلاء الذين يستخدمونه كسلاح بيد الظالمين والمفسدين والسؤال الملح اليوم لهؤلاء هو  :
1 ـ لماذا تعتذر حكومة ليبيا (الاسلاموية ) من امريكا ولماذا تسمح لطائرات التجسس الامريكية في مراقبة الاراضي الليبية؟
2 ـ لماذا تقتل حكومة تونس ( الاسلاموية) شعبها دفاعا عن السفارة الامريكية مثلما فعلت حكومة السودان والتي دهست منتفضا دفاعا عن رسول الامة صلى الله عليه وسلم بسيارة شرطة؟
3ـ لماذا يسمح لقوات المارينزالامريكية في الدفاع عن السفارة الامريكية وقتل ابناء اليمن ولماذا تقتل الطائرات المسيرة الناس العزل من دون وجه حق في هذا البلد؟
4 ـ لماذا لم تغلق الحكومة ( الاسلاموية ) السفارة الامريكية والصهيونية في مصر عبد الناصر ولماذا تقتل ابناء الشعب المصري بدم بارد وتضع الحواجز الكونكريتية حول السفارات كما كان يفعل نظام حسني مبارك ولماذا يختصر (الاخوان) التظاهرات على باحات المساجد كما كان النظام السابق يفعل في باحات الجامعات ، اين شعارهم قبل استلام السلطة ( جيش محمد سوف يعود)؟
5ـ لماذا لم يسمح (الاسلاموين ) في العراق للتظاهرات من الوصول الى السفارة الامريكية او الى المنطقة السوداء ولماذا ولماذا ولماذا؟
6 ـ لماذا يعيش ابناء الشعب العربي والاسلامي في دول الخليج العربي حالة من الصمت المريب على ماتعرضت له مقدساتنا من اهانة ، ولماذا لا تجيش القنوات الفضائية الخليجية الجيوش كما تفعل لاسباب اقل  من هذا السبب  ؟
7 ـ ما الذي فعلته كومة الاردن والمغرب والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي مالذي فعله هؤلاء ؟
ان الحكومات الاسلاموية ملزمة كحد ادنى بالمطالبة بقرار اممي لمنع التعرض للدين الاسلامي الحنيف ورموزنا كما هو الحال بالنسبة لقرار معادات السامية اذا كانوا غير قادرين على غلق السفارات وطرد السفراء اوقطع العلاقات السياسية مع الدول التي تشجع التعرض الى الاسلام ورسولنا صلى الله عليه وسلم باسم حرية الراي ، لانريدهم ان يعيدو السيادة الى سيناء او فتح الحدود مع غزة المحاصرة ولانريدهم ان يسحبوا اموالهم من البنوك الاجنبية او يقاطعوا البضائع الامريكية او يستخدموا سلاح النفط في المعركة لاننا نعرف انهم غير قادرين على ذلك ، نطالبهم بالحد الادنى من المواقف حتى نقول ان لدى هؤلاء نخوة وشهامة ورجولة وان لم يفعلوا شيء  فانهم  قطعا عديمي النخوة والشهامة والرجولة فالذي لاتأخذه الغيرة على رسوله  فهو (ديوث او حيز) كما تقول اللهجات العربية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات