20 أبريل، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

بناء السيسي الطموح

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعيدا عن اختلافات كثيرة وجوهرية ومبدئية تفصلنا عن هذا الرجل ،وتناولناها كثيرا ودائما ، لكن المقال هنا يلقي الضوء على جانب مختلف بعيد عن الوطنية والقومية والموقف من الاسلام والديموقراطية. انه البناء .
مصر بلا موارد تذكر الا البشرية منها ، حسني مبارك لاكثر من عقدين لم يكن يفعل شيئا مطلقا الا الكلام والزيارات والوساطات وبعض السياسة الدولية ومزاورة الفنانين . قبلها حكام حروب وسلام ، ناصر والسادات ،قبلها كان هناك مصر المعمورة الجميلة الانيقة المتحضرة المزدهرة بشوراعها ومبانيها وبناها التحتية التي لايزال كثير منها شاخصا الى اليوم ، بل ان الحكومات المتعاقبة كانت تعتاش عليها.
باستثناء شبكة المترو البسيطة التي انشئت في الثمانينات وجسر اكتوبر في الستينات من القرن الماضي (اي قبل انتصار اكتوبر) .وانما بدل اسمه من رمسيس.
اذن مايقرب من 40 عاما لم يبن في مصر شيء تقريبا ، حتى الفنادق الكبرى والاستثمارات السياحية كانت قبل ذلك. نمت مصر سكانيا باضعاف ولم يتغير في بنيتها شيء حتى تسلم السيسي حكمها بظروف الانقلاب المعروفة ،والتي كان بصيغة تعديل مسار الثورة كما يرى البعض .
مايعنينا ان هذا الرجل مع امكانيات ضئيلة من عائدات السياحة ، احدث نقلة بل قغزة في بنية مصر التحتية واخص بالذكر القاهرة والمدن التي كانت مهملة لحقبة طويلة.
اذا زرت مصر اليوم وقبل ثلاث سنوات فقط ستجد فرقا ملحوظا بل مفرحا ان كنت من المتابعين .
جسور انيقة وحقيقية في كل التقاطعات المزدحمة تقريبا ،(بالعشرات) ، عاصمة ادارية متكاملة شارفت على الانتهاء خففت من زحمة القاهرة ودخانها ، مترو جديد ، قطار مونوريل الكهربائي المعلق الذي بربط العاصمة الادارية الاول من نوعه في الوطن العربي .
الماء والكهرباء الذي كان معضلة مصر لعقود والان كلاهما لايعرفان الانقطاع ،شركات التنظيف التي جعلت مناطق مهمة من القاهرة تبدو متحضرة بعد ان كانت قبل بضع سنوات لاتحتمل ، وشوارع واسعة وانيقة. واستثمارات وعقارات ، ولازالت المشاريع في كل مكان.
يعاب على ذلك فقط ، زيادة الضرائب والرسوم على الناس وكذلك كثرة القروض..ولكن!
من من البلدان (غير النفطية) طورت عمرانها وبنيانها دون ضرائب ! كما ان التخطيط الستراتيجي لاشك فيه خلل او خطأ وهذا وارد لشدة الطموح وعدم الخبرة ومحاولة الاعتماد على الذات (حيث يقوم قطاع الجيش) -الذي يسيطر على الحباة المصرية منذ مايقرب من قرن- بكل ذلك ، وتحت قيادة طموحة جدا ومستعجلة جدا لتحقيق انجاز ، سواء اختلفنا او انفقنا ، رضينا ام نقمنا ، فمصر تبنى وتتطور .
ندعو الله لهم الرشاد وتوسيع الموارد الصناعية والزراعية الذاتية ، والتصدير ،لتتحسن الحالة المعيشية الضيقة بجانب تحسن الاعمار العام .
ملحوظة: العراق اغنى بلاد العرب والشرق وافضلها موقعا ومواردا، لم يبلط شارع واحد (في بغداد) منذ عشرين سنة ولاكهرباء ولاماء، رغم ان الحكومة مدنية ديموقراطية ساقطة اخلاقيا وشرفيا ودينيا وحسبا ونسبا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب