يبدو فكرة بناء الدولة مرتبط لكل من يتعمق في فكر البناء للقادم من الايام والشهور والسنوات ..وجود ضبابية مغلفة بالظلام المقصود واللامقصود على الساحة السياسية ، فالادبيات السياسية يدعونا للإبحارفي مناقشة الذات وثقافة الذات وتوجهاتنا الفكرية الذاتية الفردية .. قبل كل أي شيء .. لمعرفة وميولنا وتوجهاتتنا ومسارنا الفكري لتحديد الموقف الذاتي من الطروحات السائدة .. إن كنا حياديين في توجهاتنا .. يساريين .. أم ليبرالية .. من ثم البدء في الحوار مع المقربين والاقربين إلينا واصحابنا في التوجهات والميول وكذلك المعارضين او المخالقين لهذه التوجهات .. لابد من الغوص في الفكر الحر .. والادبيات الاشتراكية والثورة البروليتارية ونشوء الاتحاد السوفيتي وانحلال القيصرية الروسية .. والحربين العالميتين في القرن العشرين وتأثيراتهما والكوارث التي خلفتها ووقعت على البشرية عبئها.. وما تشكل من دول عقب الحرب الاولى .. والمعاهدات التي وقعت بين هذه الدول والدول المحتلة لهم .. الواقع المفروضة عليهم .. ومن ثم ظهور نشاطات الولايات المتحدة الامريكية على الساحة الدولية بعد ان كانت اهتمامها ضمن القارة الامريكية .. وكذلك بدأ الصراع الامريكي الروسي والحرب الباردة ..بينهما لعقود من الزمن .. انتهاء بسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي ..واستحواذ الامريكان على السياسة العالمية .. سياسة القطب الاوحد .. المشاكس .. الجشع التي لايمكن ان تشبع او تملأ خزائنها من الابتزاز المستمرللدول الضعيفة بصناعة الاعداء لهم .. ونشوء وظهور الاتحاد الاوربي كقوة اقتصادية .. ولا يمكن ان ينسى القوتين الاقتصاديتين الصين واليابان . ونحن ما زلنا خارج المقاييس الصناعية والانتاج العالمي للسلاح والمنتوجات الاقتصادية ، ويصح ان نقول أننا في قائمة التخلف الصناعي والتكنلوجي .. فقط .. تصلنا التكنلوجيا جاهزة .. مغلفة كاملة .. جاهزة للاستعمال ..و هناك تخلف في العقول السائدة و بين الاضلع .. وهناك روؤس خاوية من المفاهيم الحقيقية ولا تعترف بذلك .
الدولة تعني تقوية المؤسسات ، وبناء مؤسسات قوية جديدة فاعلة قادرة على البناءوالوصول الى الاكتفاء الذاتي زراعياً وصناعيا وهذا يعني تنشيط وظائف الدولة في المجالات المختلفة .. بدءاً بالامن والنظام السياسي والخدمي وتوفير الخدمات العامة للمواطنين في البلاد .. وكذلك الدفاع عن الوطن ضد الغزوالخارجي عسكرياً وفكرياً ( آيدلوجياً ) .. انتهاءاً بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية ..
لا بد من توزيع الثروات من خلال العمل والقدرة على العمل .. الكفاءة .. وموقع الفرد في الاداء الوظيفي وقىراته الادارية والفنية .. ولا بد من وجود تصميم وقيادة سياسية ( تشريعية ) لسن القوانين ووضعها امام السلطة التنفيذية لتنفيذها .
اختلفت فكرة بناء الدولة ومستقبل الانسان في الدولة .. بسبب الارهاصات الثورية للتكنلوجيا المعاصرة وما البعدية ( ما بعد الحداثة .. ونظرية ما بعد لدولة القومية .. واايوم ما بعد الجائحة وانتشار الفيروس التاجي)..
قد يقودنا مناقشة الذات والحوار المجتمعي االبناء الى الفهم الحقيقي لنظريات الفلسفة القديمة من خلال البحث عن اصول المعلومات الدقيقة غير المشوهة .. الفلسفة اليونانية .. وما قبل اليونانية ( الزرادشتية ) .. وفلسفة الاديان التوحيدية ( اليهودية .. المسيحية.. الاسلام ) وما كان يدور في أذهان الفلاسفةوالتطبيقات على ارض الواقع . كل منا مدعو لفهم الحقيقة والبحث ليس ملكاً او مقصر لنخبة معينة .. علينا العمل واابحث عن المفاهيم الخقيقية لبناء الدولة قديماً وحديثاً .. مفهوم حقوق الانسان .. ولا نستمع للملقنين في الاعلام المرئي والمكتوب وفي المواقع الالكترونية .. تبنى الدولة من خلال الفهم للسياسة الوطنية .. الاخلاص للشهداء والمناضلين .. لا يمكن بناء الدولة الحديثة بالمفاهيم القديمة الكلاسيكية
او استيراد افكار لا تتناسب مع المقومات الفكرية للانسان .. ولا بد من وجود المفهوم الحقيقي للقيادة الشعبية والسياسية والثورية .. لا أن يتسلق المتسلقون الانتهازيون الى قمة السلطة على حساب الاخطاء التي يرتكب من خلال العمل الاداري او الثوري .. والاجتماعي.