كم هو غريب هذا الشعب ( العراقي ) ، يجهلون ويطلبون منك ان تواكب جهلم ، من الامس وحتى اليوم انقسم الناس صنفين بعد اعلان ( حيدر العبادي ) رئيس للوزراء، الصنف الاول المؤيد للمالكي يتهم الصنف الاخر بأنهم خانوا العراق وانهم ( دواعش ) , كما وانهم خانوا العراق والبعض قال ان الحادثة اشبه بما حصل بالسقيفة وان الحكومة الجديدة افرحت داعش حسب ما صرحت به القيادية والنائب في دولة القانون ( حنان الفتلاوي ) ، فالكلام يتحمله من يقوله, ولست بصدد الدفاع هنا عن أي حكومة ، قد يكون انصار المالكي ونوابه يمرون بأزمة (صدمة ) مؤقتة واتصور انها ستهدأ ويعود الجميع الى العقل، لكن الطامة الكبرى ( والتي ارها بأنها مشكلة قد لا تزول الان ) هم الصنف الآخر يقولون لك لماذا لا نراك فرحاً مع انك كنت منتقداً لرئيس الوزراء السابق ( نوري المالكي ) اما ان تهلل وتستبشر وترقص وتغني او انك منتمي سراً لجهة الصنف الاول، كل القضية يا سادتي كان انتقادنا للسيد المالكي بصفته مسؤول لم يقم بواجباته على أكمل وجه وجر العراق الى حروب كان الممكن به حلها سياسياً ( ولست هنا للكلام فيها ) وسيكون النقد متواصلاً لرئيس الوزراء الجديد ( الذي تحتفلون به انتم الان ) اذ ما احسسنا انه قصر بواجبه وسيكون اعنف من سبقه كونه يملك تجربة قريبة جداً منه ورأى الاقلام والاصوات التي تعالت ضد سابقه .
سادتي الاحزاب جميعكم بدأ التهامس بينكم يظهر بأنه أي رئيس الوزراء الجديد ( بالجيب ), لا تقولوا عنه (بالجيب) فصدقوني سيمزق لا جيبكم فقط بل وملابسكم ايضاً , ولا تعطوه اكبر من قدره فيحيلكم ذرات رمل امام جبله الذي صنعتموه له ، ولا تجعلوا منه صنماً مقدساً بمديحكم المستمر فيأمركم بالسجود له مستقبلا .
ملخص الكلام اتمنى ان تتعاملوا مع مسؤولي الحكومة كما تتعاملوا مع عامل النظافة , مع ان الاخير افضل بكثير منهم كون راتبه قليل جداً جداً ويقوم بإظهار شوارعنا انظف بعد ان قمنا برمي القذارة فيها ، اتمنى ان تفرحوا بالمنظفين اكثر مما تفرحوا بالمسؤولين الحكومين الا ان كنتم ترون فيهم باباً لتلبية شهواتكم وزيادة مدخولكم المالي وهذا ما انا متيقن منه .