18 ديسمبر، 2024 11:23 م

بمناسبة مرور 200 عام على ميلاد ماركس : كارل هنريك ماركس بين مدينتين !

بمناسبة مرور 200 عام على ميلاد ماركس : كارل هنريك ماركس بين مدينتين !

اكتفى ورثة الحزب الشيوعي السوفيتي؛ حزب ماركس ولينين وانجلز، بوضع إكليل من الزهور اليوم السبت ، عند قدمي كارل هنريك ماركس في ساحة تيوتراللني الموسكوبية؛ بمناسبة الذكرى المئتين على ميلاد، من اطلق عليه سدنة النظام السوفيتي، لقب زعيم البروليتاريا العالمية؛ فيما لم يكن في ذهن ماركس ان تراثه الخلاق؛ سيتحول على يد السدنة السوفيت او
‏Номенклатура – nomenclature ؛ الى دوغمائية، انتهت بالدولة العظمى الى انهيار؛ أحدث زلزالا عالميا ما تزال شعوب العالم المضطهدة، تدفع اثمانه حروبا ودمارا وفاقة وعسفا.
والقى غينادي زيوغانوف؛ زعيم الحزب الشيوعي الروسي؛ وريث الحزب الشيوعي السوفيتي، كلمة لم تخرج عن تلك الشعارات الرنانة التي اثقلت مسامع الشعوب السوفيتية على مدى عقود؛ ودفعت بالجماهير الباحثة عن الحرية والخبز والعدالة، نحو نبذ الافكار الخلاقة لواحد من اعظم مفكري علم الاجتماع السياسي والاقتصاد، والذي لم يكن ماركسيا على الإطلاق؛ لانه قاوم تحنيط النظرية.
وفيما تحتفي المانيا على مدى العام الجاري بميلاد ابنها بإقامة اكثر من 600 فعالية؛ تجاهلت روسيا الرسمية المناسبة، وقام زعيم الحزب الشيوعي “بالواجب” البروتوكولي ، وسط حشد متثائب، في سماء ربيعية خجولة الشمس، وشوارع مزدحمة اكتظت بحدثين؛؛
مهرجان المودة الذي شاركت فيه فرق من عارضات الأزياء اخترقت بجمال وفتنة مركز العاصمة.
وتظاهرة غير مرخصة للمعارض الراديكالي، الكسي نوفالني التي شارك فيها؛ وفقا للمنظمين، الاف المحتجين ؛ ألقت الشرطة القبض على 150 منهم يعارضون تولي الرئيس فلاديمير بوتين ولاية رابعة في مقدمتهم نوفالني.
ورفع المتظاهرون شعار ” بوتين ليس قيصرنا”!
وضاع صوت المعارض الرسمي المعتدل زويوغانوف، بين هدير المعارضين الراديكاليين؛ وضجيج موسيقى الجاز والأغاني الراقصة المرافقة لمهرجان المودة!
وزاغت أنظار السابلة نحو العارضات الفاتنات، وضجت آذانهم بشعارات جماعة نوفالني المنددة بالفساد.
في تلك اللحظات؛ ازيح في مدينة تريف الألمانية المحاذية للحدود مع فرنسا ولوكسمبورغ ؛ مسقط راس ماركس ، الستار عن تمثال برونزي بطول5:5 للفيلسوف، هدية من الصين التي حققت معدلات نمو مدهشة خلال عقود قليلة، وظلت وفية لافكار ماركس الذي لم يتنكر للتنوع ، و عالج كل اشكال الانتاج المختلفة، ولم يفتي بحرمة الأرباح كما ادعى سدنة البيروقراطية السوفيتية؛ و جعلوا حياة شعوبهم رمادية؛ حسب تعبير الكاتب الروسي فالنتين راسبوتين الذي لم ينشق عن النظام ولم يهجر روسيا؛ ومات ربيع العام 2015 وفِي قلبه غصة على ضياع البلاد بين براثن الرأسمالية المتوحشة والاولغارشية اللصوصية، وطبقة المستفيدين من خصخصة ثروات الشعوب السوفيتية المبنية بعرق ودماء ملايين الشغيلة .
وفيما مرت الذكرى المئتين على ميلاد ماركس، دون اثر يذكر في روسيا؛ اثار احتفال الشيوعيين واليسار الألمان و الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمناسبة، والتمثال المنتصب، بقدم تخطو الى الامام، في مدينة تريف؛ جدلا واسعا في بلاد الراين .
فقد احتج اليمين الألماني المتطرف بذريعة ان نظرية ماركس؛ مسؤولة عن القمع الذي تعرض له الألمان في الحقبة الشيوعية. وان ضحايا القمع يرفضون إقامة التمثال لانه” يكرس الدكتاتورية المستبدة” .
وردت الناشطة اليسارية الألمانية سارة فاغنفيخيت بالقول” اذا كان كل شخص يحمل مسؤولية كل ما ارتكب باسمه ؛ فان صور المسيح يجب ان لا تعلق في اي كنيسة”!!