حسب الاعتقاد وما قرأناه وسمعناه ان في زمن ما كان هناك ملك ظالم اسمه (الضحاك) أذاق شعبه انواع العذاب والظلم والويلات حتى انتفض رجل من اهل تلك المدينة واسمه (كاو الحداد) اذ قال انا سأكفيكم ظلم هذا الملك .. سأتسلل الى قصره ثم الى غرفته واقتله فأنتظروا اشارة مني وهي عبارة ان اشعال نار فوق القصر وهو دليل اني قد قتلت الملك فأهجموا انتم على القصر .. وتحقق المراد واشعل شعلة نار فوق القصر بعد ان تمكن من قتل الملك الضحاك فأصبح هذا شعار منذ ذلك اليوم بأشعال النيران في ليلة النوروز .
ربما هذه هي قصة من نسج الخيال او قصة اسطورية كما قصة (حصان طرواده) او هي قصة حقيقة .. الذي اريد الاشارة اليه هو مضمون هذه القصة بغض النظر عن واقعيتها او اسطوريتها فهي قصة يجب الوقوف عندها والاعتبار بها .. ان ما قام به الرجل البسيط (كاو الحداد) عمل بطولي وتفاني بخلاص ابناء مدينته من ظلم الظالم .. وان الظلم لابد ان يأتي يوم وينتهي الى الزوال كما حدث مع اكثر الظالمين والطغاة عبر التاريخ .
وعودة على بدء فأن العراق اليوم بأمس الحاجة الى رجال مثل (كاو) لتخلص من عشرات (الضحاكين) الذين يقبعون في المنطقة الخضراء حيث حولوا هذا العراق الى مجرد اسم على الخريطة تكاد تنعدم فيه اسس الحياة البشرية .. ضحاكيين كثر جاؤوا ليحولوا العراق الى بلد مجرد من كل قيم الحياة .. فلا عمل ولا زراعة ولا اقتصاد ولا رعاية صحية ولا تعليم ولا .. ولا .. نعم ان القابعين وراء اسوار المنطقة الخضراء (ساسة الحكومة والبرلمان) همهم الاول والاخير مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية .. اناس لا يكلون او يملون من سرقة ونهب اموال العراقيين دون هوادة ورحمة .
اليوم العراق ينتظر كواة حدادين (جمع كاو الحداد) ليقلبوا المنطقة الخضراء على رؤوس من لا يرقب بالعراقيين الا ولا ذمة ويشعلوا النيران بالمنطقة الخضراء ايذانا بأنتهاء عهد الظلم والاستبداد .. نيران تحرق من حرق قلوب العراقيين وهم يرون ثرواتهم تسرق وتأخذ بوضح النهار بسخافات الديمقراطية واكذوبة الحرية وهم يعيشون بين انات العيش المر والامن المفقود وضياع الامل وتزايد اعداد الارامل والثكالى واليتامى .
وفي الوقت الذي نبارك للعراقيين والاكراد بوجه خاص اعياد نوروز وعذرا ان كان هذا المقال قد يعكر اجواء الفرح بهذا اليوم فأن اغلب الامنيات ولسان الشعب يقول يا ليت ان يظهر كاو الحداد
من جديد ليخلصنا من رجوع ابناء الملك الضحاك ويشعل نارا ملتهبة تنير دروبنا المعتمة كي يحتفل به العراقيون كل عام ونسميه (عيد العراق) .