18 ديسمبر، 2024 10:53 م

بمناسبة الذكرى ال150لميلاد الرفيق لينين(1870-2020)

بمناسبة الذكرى ال150لميلاد الرفيق لينين(1870-2020)

الحلقة الخامسة
لينين: وحدة الحزب ضرورة موضوعية ملحة .
واجهت ولا تزال تواجه الحركة الشيوعية واليسارية العالمية عدوا شرسا متمثلا في قوي الثالوث العالمي وحلفائها المتوحشين، وهذه القوى تهيمن اليوم على حركة راس المال العالمي وعلى الشركات المتعددة الجنسيات وعلى المؤسسات الدولية الاقتصادية والمالية وكما تهيمن على غالبية وسائل الإعلام العالمية وبكل اشكالها وخاصة التلفزيون والفضائيات ودور الطبع والنشر،كما تملك هذه القوى التأثير والنفوذ على غالبية الدول سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر .

لقد ادركت قوئ الثالوث العالمي ان خصمها الأيديولوجي رقم 1 هو الحركة الشيوعية واليسارية العالمية وعلى رأسها الحزب الشيوعي السوفيتي الذي قاد دولة من اكبر دول العالم مساحة وثروة، وكانت الحركة الشيوعية واليسارية العالمية تشكل عاملاً معرقلا لتنفيذ مشروع قوي الثالوث العالمي المتمثل بالماسونية والصهيونية والامبريالية، ولتنفيذ هذا المخطط الهدام ادركت هذه القوى ضرورة استخدام مختلف الاساليب الرخيصة والدنيئة والقذرة بهدف اضعاف وتخريب وتفتيت الحركة الشيوعية واليسارية العالمية وأدركت هذه القوى لا بد من العمل اولا على تفكيك الاتحاد السوفيتي عبر مشروع الحكومة العالمية الا وهو ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وتم اختراق قمة الحزب ونفذ الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد مشروع الحكومة العالمية عام1991.

لقد عملت قوئ الثالوث العالمي على زرع ((الخلافات)) الايديولوجية بين الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية وبشكل مفتعل مما ادى الى ظهور ما يسمى بالشيوعية الاوربية، وكما تم افتعال الصراع بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية حول مشكلة الحدود الى درجة وصلت معها الى اعلان الحرب بين البلدين، ناهيك عن تدبير الانقلابات الفاشية القذرة في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية بهدف التخلص من الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية والشيوعية.

ان تفكيك الاتحاد السوفيتي الذي تم بتوافر وتشابك العامل الداخلي مع العامل الخارجي واصبح العامل الخارجي هو الموجه والمنظم والمحرك للعامل الداخلي ، ولعب عامل الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي المتمثل بغارباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وارباتوف وميدفيدوف وكرافجوك وفولسكي وغيرهم من قادة وكوادر الحزب الحاكم. لقد خلق غياب الاتحاد السوفيتي الزلزال الكبير على الصعيد العالمي بشكل عام وعلى الحركة الشيوعية واليسارية العالمية بشكل خاص، فالارباك الفكري وفوضى سياسية لدى غالبية الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية وخاصة في قياداتها وكوادرها المتقدمة فالاتقسامات السياسية والفكرية والتنظيمية اصبحت ملموسة فعلى سبيل المثال يوجد الان في رابطة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفيتي) مابين 35-40حزب شيوعي ويساري والامر ينطبق على بلدان اوربا الشرقية وغالبية البلدان النامية في اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، ولم تنجو من هذه الكارثة الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية، حيث يوجد في غالبية هذه البلدان اكثر من حزب شيوعي ومن غير المعقول ان جميع هذه الاحزاب، الفصائل جميعها شيوعية حقا؟واذا كان الامر كذلك،فلماذا لم تتوحد في حزب شيوعي واحد.

تبرز اسئلة مشروعة : ما هي القوى التي تقف وراء ذلك؟ لمن ولمصلحة من يتم ذلك؟ ما هي اسباب الانقسام وهل لا توجد اليوم ظروف وضرورة ملحة لمعالجة هذا الخطر؟ . نعتقد ان وحدةالاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية على الصعيد العالمي بشكل عام وداخل كل بلد بشكل خاص اصبحت اليوم تشكل ضرورة ملحة وغير قابلة للتاجيل اوالمراوغة.وهنا لا بد من الرجوع إلى لينين في هذا الصدد حيث اكد،،يجب علينا ان نتحد، ولكي نتحد ان نضع الحدود الفاصلة بصورة حازمة ومقاطعة،،. وكما حذر الرفيق الخالد لينين من اللعب بكلمة،، الوحدة،، فقال ان،،الوحدة عمل عظيم وشعار عظيم ولكن القضية العمالية بحاجة إلى وحدة ماركسيين، لا الى وحدة ماركسيين مع اعداء الماركسية ومشوهيها، لان اساس الوحدة يكمن في الانضباط الطبقي،باعادة الاغلبية، في العمل الموحد داخل صفوف هذه الاغلبية المتفق مع مسيرها. الى هذه الوحدة،الى هذا الانضباط، الى هذا العمل الموحد سنظل ندعو جميع العمال بلا تعب ولا كلل،،.

ان اسس وحدةالاحزاب الشيوعية واليسارية داخل كل بلد لا ان يكون وفق الاسس،المعايير المبدئيةوغير قابلة للتاويل ومنها :
1-يستند الحزب الشيوعي في عمله ونشاطه على النظرية الماركسية -اللينينية، فالماركسية خارج اللينينية لا تتجاوب مع مصالح الشغيلة، وما فصل اللينينية عن الماركسية الا نهج تحريفي وانتهازي مدان وخيانة لفكر ماركس، انجلس، لينين.. ..، ويلحق الضرر بمصالح الطبقة العاملة وحلفائها.

2–الالتزام المبدئي بالهدف النهائي الا وهو بناء المجتمع اللاطبقي، المجتمع الاشتراكي وتثبيت ذلك في برنامج والنظام الداخلي للحزب.

3–ان يؤمن بقيام سلطة.الشعب،ديكتاتورية الطبقة العاملة، ويناضل من اجلها، وان يلتزم بمبدأ الاممية البروليتاريا.

4–ان يلتزم ويتمسك بالوحدة الفكرية والتنظيمية على اساس الفكر الماركسي – اللينيني.

5-ان يحافظ على هويته واستقلاليته الطبقية والايديولوجية، وان يكون حقاً قائداً سياسياً للطبقة العاملة وطليعتها.

6–الالتزام المبدئي في محاربة التيارات الانتهازية والتحريفية داخل الحزب. وكما اكد لينين في هذا الخصوص، يجب ان يكون،،كل نضال حزبنا موجهاً ضد الانتهازية، وهي ليست تيارا، وليست اتجاها،انها اصبحت الان اداة منظمة للبرجوازية داخل الحركة العمالية.

7–الالتزام المبدئي بالنضال الثابت ضد الطبقة البرجوازية الحاكمة، ضد النظام الامبريالي العالمي المافيوي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين، الذي يهدف إلى اضعاف وتفتيت وتخريب الحركة الشيوعية واليسارية العالمية وكذلك تقويض حركة التحرر الوطنية في الدول النامية وتقويض الانظمة الوطنية والتقدمية المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها.

8–الالتزام المبدئي والثابت بالدفاع عن الوطن وصيانة استقلاله وسيادته ووحدته الوطنية.
الاميركية وحلفائها، وترفض وصفة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية كادوات استعمارية هدفها تكريس التبعية والتخلف وتحويل البلد الى سوق لتصريف بضائع الغرب الامبريالي
9-الالتزام المبدئي بالتحالفات السياسية . مع القوى السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية التي ترفض الهيمنة وبهدف تصريف جزء من ازمته العامة.والنضال من اجل اقامة نظام اجتماعي – اقتصادي عادل يضمن حق العمل للمواطن دستوريا ومجانيةالتعليم والعلاج والسكن وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، وضمان تحقيق الديمقراطية.

ان السياسية علم وفن ولا مجال ومكان للدراويش في الاحزاب الشيوعية وخاصة في قياداتها وكوادرها المتقدمة وفي هذا الصدد يجب على الشيوعيين ان يذكروا وصية لينين العظيم بان((الاحزاب الثورية التي فنيت حتى الان، فنيت لانها اصيبت بالغرور، ولم تستطيع ان ترى اين تكمن قوتها، وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها. اما نحن فلن نفنى، لأننا لا نخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف، والاخلاص والنزاهة في السياسة ما هي الا نتيجة للقوة، اما الريائ فهو نتيجة للضعف )) .