19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

بمناسبة الذكرى ال150لميلاد الرفيق الخالد لينين (1870-2020)

بمناسبة الذكرى ال150لميلاد الرفيق الخالد لينين (1870-2020)

صفحات مشرفة من تاريخ قائد ملهم*
الحلقة الثامنة
يحتفل الشيوعيون ومعهم القوى الوطنية والتقدمية واليسارية في العالم بمناسبة الذكرى ال150لميلاد الرفيق لينين، بالرغم من تفشي فيروس كورونا صنيعة مختبرات الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية كما حدث لمرض الايدز (نقص المناعة)، ومرض جنون البقر، فلاونزا الطيور، ايبولا……، وكل حزب شيوعي حاكم.اوغير حاكم سيجد الطريقة المناسبة للاحتفال بهذه المناسبة الاممية للينين،القائد السياسي الذي امتلك الارادة التي لا تقهر وتعتبر حياته النضالية ماثرة كبرى لكل الشيوعيين في العالم.

##قائد ملهم.

ان لينين القائد الفذ الذي اجاد لغة التفاهم مع الجماهير موجهاً لهم ومخاطبهم بلغتهم، ومالكا اسلوب الحوار الهادف في التعامل السياسي سواء داخل الحزب او مع الشغيلة. ان لينين قائد سياسي ونظري مبدع اذ واصل عمل رفاقه ماركس،انجلس واغني جميع اقسام الماركسية وتطويرها نظرياً سواء في ميدان الفلسفة والاقتصاد السياسي والشيوعية العلمية،وكانت هذه الاسهامات النظرية القيمة قد اكملت النظرية التي سميت فيما بعد بالنظرية الماركسية -اللينينية.

ان لينين هو القائد البروليتاري الذي فجر اول ثورة اشتراكية في العالم، وتكمن ماثرته في تأسيس حزب من طراز جديد، حزباً طبقيا يملك ايديولوجية علمية حية وهو الذي ارسى اسس تحالف العمال والفلاحين.

##اسهامات نظرية.

ان اسهامات لينين النظرية كثيرة. ومتعددة ولها طابع نظري وعملي في ان واحد ومن اهم مؤلفاته النظرية هي::الدولة والثورة،تطور الرأسمالية في روسيا،، الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية، ما العمل، خطوة الى الامام خطوتين الى الوراء، المادية ومذهب النقد التجريبي وغيرها من الاسهامات النظرية في الميادين المختلفة.

لقد امتلكت الاحزاب الشيوعية نظرية علمية وهذه النظرية تشكل نظام علمي يحوي على تعاليم القوانين الاساسية لتطور الطبيعة والمجتمع.، انها نظرية حية وعقيدة للطبقة العاملة وحلفائها. تكمن مهمة الاحزاب الشيوعية كما نعتقد في استيعاب النظرية وتطويرها وتطبيقها حسب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقومية والدينية في كل بلد وعدم التخلي عنها او تجزئة النظرية ولاسباب عديدة غير مبدئية وتحت حجج واهية وغير صادقة.

ان تجميد النظرية من قبل اصحابها وعدم تطويرها وتكييفها للمتغيرات والمتطلبات من اجل خدمة الانسان على الصعيد الداخلي والخارجي، ولعبت العناصر القيادية في الحزب الشيوعي السوفيتي وخاصة من المؤتمر العشرين للحزب وخاصة القيادات المتنفذة في الحزب من غير القومية الروسية (اولاد العم)وكان دورهم انتهازي ومتملق بامتياز ولكن كانوا يعملون بذكاء على تجميد النظرية وعدم السماح لاي عالم،سياسي،اقتصادي..سوفيتي من ان يسهم في تطوير النظرية وهذا الموقف كان له بعدا خبيثا ومقصودا بدليل جميع العلماء السوفيت لم يقدموا شئ جديد للنظرية بعد وفاة لينين وستالين وكانت ((ابداعاتهم النظرية)) فيها طابع الشكلي بهدف الحصول على الامتيازات المادية، المناصب القيادية في السطة والحزب……،بدليل دق ناقوس الخطر على النظرية والمجتمع السوفيتي بعد المؤتمر العشرين ووصول خروشوف لقيادة الحزب والدولة السوفيتية، فهو انتهازي ومتملق وتحريفي خرب واضعف دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفيتي، والهجوم الغير مبرر على الرفيق ستالين تحت غطاء ما يسمى بمحاربة عبادة الفرد ومن هنا حدث اضعاف للحركة الشيوعية العالمية وانقسامها، وادانت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وبرسالة رسمية سلوك خروشوف التحريفي . كل ذلك وغيره يمكن اعتباره الخطوة الأولى لتفكيك الاتحاد السوفيتي واختفاء الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي اضافة الى عوامل أخرى داخلية وخارجية.ان خروشوف قد وضع الاساس لتفكيك الاتحاد السوفيتي سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر مقصود او غير مقصود،الا ان العميل الامبريالي والخائن غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد عملوا بشكل واعي ومنظم من اجل تحقيق حلم هتلر الفاشي وترومان ومن دون اطلاق طلقةواحدة انه فيروس الخيانة العظمى انتشر بشكل واسع في الحزب والسلطة في حكم الخائن غورباتشوف كما انتشر فايروس كورونا اليوم والذي شكل فعلاً حربا عالمية ثالثة في الميدان الصحي………..

##بداية الخيانة العظمى.

في اذار عام 1985 تسلم غورباتشوف مقاليد قيادة الحزب والدولة وتحت غطاء العاصفة الصفراء ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها، وهي قد مثلت مشروع الحكومة العالمية وتحت شعارات كاذبة تافهة واهية ومنها((التجديد، التطوير،الديمقراطية، حقوق الإنسان….)) ((بهدف)) تطويرالفكر والحزب…..، وعمل الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد على تغيير اكثر من 70 بالمئة من قيادة الحزب وكوادر سواء داخل الحزب او في السطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية، وتم تقديم عناصر الى هذه المراكز الحزبية والادارية من المؤيدين بالكامل لنهج غورباتشوف -ياكوفلييف -شفيرنادزة -يلسين. وحصل العميل والخائن غورباتشوف على دعم غير محدود من قبل الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين والغريب ايضاً حضى على دعم من قبل غالبية الاحزاب الشيوعية العالمية ومنها قيادة الحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد وفخري كريم….ان،الحزب الشيوعي العربي الوحيد الذي حذر ورفض البيرويسترويكا الغارباتشوفية هو الحزب الشيوعي السوري بقيادة الرفيق الراحل خالد بكداش، مما سهل على العميل والخائن غورباتشوف تمرير المخطط الهدام والاجرامي الا وهو تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية الاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي وايديولوجي،وتم اضعاف ومن ثم تنحية دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفيتي من قيادة الدولة والمجتمع السوفيتي وهذا ما حدث في المسرحية الهزيلة التي خطط لها غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي في اب عام 1991.واخطر خطوة اقدم عليها الخائن غورباتشوف هي الغاء المادة 6من الدستور التي تؤكد على قيادة الحزب للدولة والمجتمع، غريباً حقا ان يوافق مجلس السوفيت الاعلى (البرلمان) والحزب على ذلك؟!

ان خطر التحريفيين والمرتدين من فريق العميل غورباتشوف قد عملوا ((بذكاء)) على تاليه النظرية وتقديسها وعدم المساس بها او نقدها وهذا مخالف للمنطق والمبدا والنظرية، وسادت الفوضى داخل الحزب بحجة ((التجديد والديمقراطية وحقوق الإنسان….)) والفوا الالاف من الكتب والمقالات مدحا بلينين والنظام الاشتراكي وبنفس الوقت فان هؤلاء الخونة عاشوا عيشة البذخ والترف وحصلوا على الامتيازات المادية وغير المادية وترقوا في الحزب والدولة وانسلخوا عن المجتمع وشكلوا فئة بيروقراطية ادارية حزبية ولم يكونوا في موقع القادة وكوادر الحزب الذين يقودون الشعب نحو الهدف النبيل الا وهو تعزيز وترسيخ البناء الاشتراكي وتحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين بالشكل المطلوب.

ان هذا النهج الخطير قد بدأ في عهد خروشوف وتكرس اكثر وبشكل ملموس في منتصف السبعينيات من القرن الماضي وتم تفعيل هذا النهج الخياني والخطير في عهد الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد.

##خطر النهج.

ان هؤلاء التحريفيين والانتهازيين الذين كانوا ((قادة كوادر متقدمة)) سابقاً هم انفسهم نزعوا ((الثوب الاحمر))في عهد غورباتشوف ولبسوا ثوباً جديدا يجمع مختلف الالوان بعد ان امضوا في الحزب من اربعة الى خمسة عقود كقادة وكوادر في الحزب الشيوعي السوفيتي، وهم اليوم رافعين لواء معاداة الاشتراكية والشيوعية والنظام الاشتراكي في هجومهم المستمر عبر الصحافة والتلفزيون……. ويتم التركيز في هجومهم على لينين وستالين والاشتراكية والاتحاد السوفيتي وإنجازاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية…………..
ان هؤلاء ((القادة والكوادر المتقدمة)) في الحزب قد اجادوا مدح الحزب والنظام الاشتراكي ولم يكونوا صادقين لا مع انفسهم ولا مع فكرهم ولا مع حزبهم، بل كانت لديهم اهداف محددة وخاصة في عهد الخائن غورباتشوف وهي القضاء على الحزب الشيوعي السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية العظمى خلال المدة 1917-1991 ومما يوسف له تم تنفيذ المخطط المرسوم لهم من قبل الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين.

ان الفريق الحاكم في روسيا الاتحادية ومنذ عام 1992 ولغاية اليوم هم بالامس كانوا قادة وكوادر في الحزب الحاكم واولادهم واحفادهم استحوذوا على حصة الاسد من الدخل القومي، اي 1بالمئة يستحوذ على 90بالمئة من ثروة الشعب الروسي انموذجا ويوجد اكثر من 110ملياردير، وهؤلاء اليوم يعيشون عيشة تفوق عيشة القياصرة وملوك النفط والغاز عيشة البذخ والترف الخيالية والتي لا تعرف لها حدود فهم اليوم امتلكوا السلطة والمال وبدون رقيب او حسيب،وفي يدهم القرار السياسي والاقتصادي ويملكون البنوك والشركات والعقارات خارج بلدهم وهربوا المليارات من الدولارات، ان لم نقل تريليونات، وبنفس الوقت يتربعون في قمة السلطة التنفيذية والتشريعية…….. وهؤلاء القادة والكوادر كانوا((شيوعيين)) ثم غالبيتهم انتقلوا الى حزب ((خيار روسيا)) بزعامة يغور غايدار رئيس وزراء روسيا في عهد يلسين، ثم انتقلوا الى حزب روسيا بيتنا المشترك))بزعامة فيكتور تشرنوميردين، رئيس الوزراء في عهد الرئيس يلسين، واليوم هم في الحزب الحاكم لروسيا وهو حزب روسيا الموحدة في عهد الرئيس بوتين.

ان هؤلاء لم يكن لديهم ايمان لا بالحزب الشيوعي السوفيتي، ولا بالاشتراكية، وبنفس الوقت ليس لديهم ايمان حتى بالراسمالية، لان مايحدث في روسيا الاتحادية بسبب نهجها الاقتصادي والاجتماعي لا يمكن تصوره وخاصة خلال المدة 1992-2010 من تنامي معدلات البطالة والفقر وتفشي المخدرات وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة السياسية الحاكمة وتنفيذ اسوأ مشروع الا وهو مشروع ما يسمى بالخصخصة، حيث يؤكد جوبايس،وزير الخصخصة، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ورئيس شركة الكهرباء في روسيا….ان هدف الخصخصة هو دق بسمار في نعش الشيوعية، وهو وثيق الصلة مع المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ويحضر بدعم اميركي سواء بشكل مباشر اوغير مباشر.،تفشي الرشوة في جهاز السلطة وهيمنة شبه كاملة للمافيا على الاقتصاد (عام-خاص) وان الوزن النوعي لقطاع الدولة مابين 8-10بالمئة، تدهور مستمر للمستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين وخاصة المتقاعدين والذي يتراوح عددهم مابين 38-40مليون متقاعد…………،

###لا يمكن تزوير التاريخ.

ان التاريخ لا يمكن تزويره مهما حاول العملاء والخونة والاقلام الصفراء -السوداء، سواء استخدموا خبرتهم او خبرة اسيادهم من الامبريالين، وان التاريخ لا يمكن تزويره مهما ضخت له من الاموال القذرة للخونة والعملاء، فالحقيقة الموضوعية تبقى حقيقة رغم مرارتها على العملاء وخونة الفكرالاشتراكي حتى لمن لا يريد الاعتراف بها وبهذا الخصوص اكد لينين العظيم على ان ((الجماهير تعرف كل شئ وتستطيع ان تعرف كل شئ وتفعل كل شئ)).

ان هذه الذكرى المجيدة ستكون درساً ملهما لكل الشيوعيين الحقيقيين والمخلصين من ان يستفيدوا مما حدث من اكبر كارثة سياسية حدثت في نهاية القرن العشرين الا وهي تفكك الاتحاد السوفيتي، مشخصين الاسباب الموضوعية وواضعين المعالجات السليمة من اجل مواصلة مسيرة النضال وتحقيق الهدف النبيل الا وهو بناء الاشتراكية وقيام سلطة الشعب الحقيقية.

ان الاشتراكية هي البديل الحتمي للراسمالية، وان الشعوب ستصل إلى الاشتراكية مهما طال او قصر الزمن وان كل شعب سيصل بطريقه الخاص وحسب ظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية……..، ان تحقيق هذا الهدف النبيل والمشروع يتطلب اجتماع للأحزاب الشيوعية واليسارية العالمية لدراسة الانتكاسة المؤقتة التي وقعت عام1991 من حيث اسبابها ونتائجها ووضع استراتيجية واضحة المعالم والاهداف للحركة الشيوعية واليسارية العالمية وان تنتظم اللقاءات والاجتماعات لهذه الحركة على اسس مبدئية واضحة، الاشتراكية هدف الجميع، الالتزام بالنظرية الماركسية -اللينينية، والصراع الطبقي، وبدكتاتورية البروليتاريا، وبالاممية والتضامن الاممي، وهذا يتطلب قيادة شيوعية مخلصة وواعية ومبدئية وكفوئة وامينة لشعبها وفكرها، قيادة ترفض الجمود في النظرية وتؤمن باستمرار بالتجديد والتطور والابداع، هذا هو جوهر الديالكتيك.
*
* هذه المقالة نشرت في مجلة الطليعة العدد الاول ، السنة 1995، بمناسبة الذكرى 125لميلاد الرفيق لينين وتم تطويرها من خلال الاضافات و حسب المستجدات الجديدة .
يتبع