6 أبريل، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

(بمناسبة الحملة العنصرية في الداخل)، حقائق ونصائح للسياح العرب في تركيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

أحبب تركيا او اكرهها هذا شأنك ، ولكن دعني انصحك كعربي كيف تتجنب ما تسمع عنه من سوء معاملة للعرب هناك وهو امر واقع ،
•أخرج من اصطفافك السياسي وستهدأ ،
تركيا ليست كالبلاد العربية الاميرية البوليسية فنصف الاتراك يكرهون النظام السياسي القائم وينتقدونه علنا بل ويهينونه في الشوارع والصحف ، ولن ترى صورة لزعيمهم في مدن كثيرة ومهمة بل لخصومه وقد يكون حاكم الولاية من خصومه ورئيس البلدية وسيسقط هو والناس عليك غضبهم ان راوك من مناصريه ،والعكس صحيح ، لكن الاسلاميين المناصرين للشخص الحاكم وحزبه اهدأ واقل استقطابية لانهم فائزون ومرتاحون ويسيطرون على زمام القرار السياسي النهائي في الدولة ، ولأنك غريب لا تعرف حجم الاستقطاب بينهما والتفاصيل الاصلية للامة التركية امس واليوم فابتعد عن السياسة هناك ولا تفتي (راجع مقالاتي : ماذا حقق الاسلاميون في تركيا/ العنصرية ضد العرب في تركيا / الانتخابات التركية الفرصة الاخيرة/ الشعوب الحية المتمدنة) وغيرها فلعلك تكون عندها في الصورة نوعا ما .
••إعرف حقيقة المضايقات وستنجح ،
اذا كنت رجلا متواضعا وتحترم كرامة الناس فاذهب للسياحة في تركيا ولو كنت فقيرا ، واذا كنت تتعامل بطريقة الكثير من الخليجيين من غير المتعلمين والكويتيين والاماراتيين على وجه الخصوص فلا تذهب ولو كنت غنيا ، والسبب هنا في الحقيقة ليس العنصرية “كما يشاع” وانما الكرامة ، الخليجي العامي اقصد ، “بدوي غني” اي محدث نعمة مثل اي جنسية اخرى (يعني ماشايف وشاف) -باستثناءات طبعا- فعندما يذهب الى السياحة ويجد في بلدان عربية معينة او آسيوية -لا اريد ان اذكرها للحساسية- ناسا كثيرة تخدمه وترفعه وتعظمه لأجل امواله يظن انه يمكنه ان يفعل ذلك في تركيا ايضا ، وهذا هو الخطا القاتل ،
الاتراك عندهم موضوع الكرامة غباء ورعونة ، وهم في الغالبية الجينية جبليون كما نعلم اي عنيدون ومقفلوا المزاج ، يعني لا يهمه اطلاقا المال او اي شيء عندما يغضب لكرامته رغم انهم يحبون القرش حبا اعمى كبقية الاوربيين، وهذا موضوع اجتماعي طويل متاتي من صراعهم الجيني مع الجبال والطبيعة والحروب او من الخيرات والجمال الطبيعي الذي عليه بلادهم -،فاذا اردت ان تسلم من الردود القاسية والتصرفات الحادة من قبلهم عليك ان تتذكر دائما انهم ليسوا خدما عندك كما في بلدك او بلدان اخرى فلا تتكلم بلهجة متعالية او تصدر اوامر حتى ولو كنت تتعامل مع بائع معدم او عامل نظافة او موظف بسيط ولو كنت تملك مال قارون ، احترم نفسك واختر نبرة صوت لطيفة وكانك تتكلم الى رجل ند لك وصديق ممن تكرم ، ستلقى عندها ردا لطيفا الا ما شذ وندر .
•••لماذا الاصرار على تركيا ،
الجمال الطبيعي الذي عليه تركيا يغري رغم انها لا تعلن كثيرا لكن من اكتشف مكانا سياحيا رائعا يخبر غيره فياتون وهكذا نمت السياحة في تركيا وقدم العرب ، فالجودة والتجربة كانت هي الدعاية ومن خَبر تركيا وتنقل فيها يعرف ما اقصد- فتركيا من حيث الطبيعة والسياحة لا تقارن باي بلد في العالم (لأن ما يضاهيها في سويسرا وغيرها محدود رغم جماله الخلاب وغير متنوع و بعيد المنال) ولا يجوز مقارنتها خصوصا بالبلدان العربية او الافريقية ، وهذا هو سر اصرار السياح العرب من المثقفين والمترفين على الذهاب الى تركيا حصرا رغم كل الدعايات المضادة ورغم وقائع عنصرية مزعجة ورغم الاغراءات في البلدان الاخرى منها المغرب العربي ايضا ، فالجو في تركيا لايتجاوز في عز الصيف في اجزاء واسعة منها درجة الحرارة العشرينية ، حتى في هذه الموجة الاخيرة حافظت مناطق كثيرة للسياحة في تركيا على درجات لطيفة في مناطق طبيعية خلابة تغطيها الخضرة والبحيرات والعيون من كل جانب وهي ممتدة لساعات طويلة في الرحلة بالسيارة وكذلك الخدمات العالية والمواصلات والطرق الممتازة فضلا عن الطعام الحلال الفاخر المتنوع ،
في الوقت الذي ترتفع درجات الحرارة في بلدان العرب “السياحية” الى منتصف الاربعينات في احسن الاحوال ويفاقم السوء فيها سوء الخدمات وفشل الدول وارتباك النظم السياحية وانعدام وسائل النقل والتصحر وسوء الخلق في المطارات من قبل الانظمة البوليسية العربية التي يرى الشرطي نفسه فيها إلها يجب ان يطاع ولو داس على كرامة الناس ، وهذا شائع في كل دول العرب وعن تجربة شخصية ، فنادرا ما يوضع موظف في واجهات المطارات والشركات جيد الخلق او مؤدب ، وهذا يشمل اكبر دولة عربية الى اصغر دويلة خليجية ، يضاف الى ذلك ان فيزا دخول تركيا من مواطني الدول العربية اسهل من الاتحاد الاوربي وهي ارخص اسواقا ايضا عند تحويل العملة.
••••الأنانية والعنصرية عند الاتراك
و عودا في الختام الى هذا الامر فان سببا آخر يدفع الاتراك الى الانزعاج من الاجانب هو الانانية فانهم يرون ان هذه الجنان التي انعم الله عليهم بها هي من حقهم وحدهم ، وهذه حماقة آخرى تعزى الى الجهل وانعدام الثقافة من المجموعات المعينة التي تروج لذلك ، فان ارض الله لجميع البشر وان السياحة تدر المال ولكن دولتهم مقصرة كثيرا في التوعية السياحية رغم جهودها الكبيرة في البنية التحتية والخدمية للسياحة.
كذلك هناك حملة عنصرية مقصودة تؤججها المعارضة التي خسرت في الانتخابات الاخيرة رغم دعم الغرب لها فانطلقت للانتقام بهذه الطريقة القذرة التي تخرب بلادهم وتجعل شعوب الارض تكره القدوم اليها وغرضهم اسقاط اردوغان وحزبه وقد اعمتهم الغيرة السياسية فجعلتهم يخربون بلادهم بايديهم . كما ان تركيا مثل غيرها من بلاد العالم السياحية وربما هي الاقل نسبة لضخامة عدد السائحين بينها (40 -60) مليون سائح سنويا مقابل اقل من 10 ملايين لافضل بلدان السياحة العربية ، فتركيا كغيرها تحوي نصابين ولصوصا يستهدفون الغرباء والسياح لانهم صيد سهل ، والا فهم يسرقون من الاتراك ايضا ، واذا استثنيا اسطنبول المزدحمة بالملايين فانك لا تكاد تصادف لصا او نصابا في المدن الاخرى ، فعلى السائح الحذر من ذلك ،
•••••مشكلتهم مع العرب
بقي اخيرا عامل العنصرية الحقيقية المتجذرة لما يقرب من 40% من الاتراك ضد العرب خصوصا وهو نتيجة مناهج العلمانيين المدرسية منذ 100 سنة ، وبعد الهجرة السورية الاضطرارية المليونية اليهم رغم انتفاعهم من السوريين كثيرا ، وهذا تناولته في اكثر من مقال منفرد سابق ملخصه ان هذه الفئات من الشعب التركي وبعد تعودهم على العلمانية والتحرر صدموا بالاحزاب الاسلامية الحاكمة وهم قلقون جدا على مصير “الخلاعة والخمر والشواذ” في ظل التغيبر التدريجي والملموس الذي ينتهجه الحزب الحاكم نحو الالتزام والاسلام والعودة الى التقاليد ، لذلك يرون ان العرب وهم -اصل الاسلام والدين ولغة العبادة- ربما يؤثرون على المجتمع التركي من جديد كما اثروا زمن الخلافة العثمانية فيدعمون مشاريع رئيسهم في أسلمة النصف العلماني من تركيا تدريجيا ، ومن الوسائل الناجعة للأسلمة الشعبية هي الاطلاع على ثقافة الشعوب الاسلامية العربية المحافظة ، وقد فات هؤلاء العنصريين ان العرب بقدومهم الى تركيا وبقية اوربا هم من صار يتاثر كما راينا ، والنساء العربيات السائحات -بنسبة كبيرة- يبدان بخلع الحجاب والتهتك عند اول وصول لمناطق تركيا الحرة حيث لا احد يرى او ينتبه ، وقد راينا ذلك باعيننا حتى تنكرت لاصلي اكثر من مرة ورحت اتحدث لغة اجنبية اخرى هربا من العار الذي سببته تلك النساء العربيات غير المصحوبات بمحارم او المصحوبات باشباه رجال ،
و أخيرا فكثير من الاتراك المسلمين وهم غالبية بسيطة يحبون العرب ويتقبلون الاجانب وكثير من المثقفين غير المؤدلجين غربيا يعرفون قيمة السياحة لبلدهم اقتصاديا فيتعاملون بلطف واحترام مع السياح ، وطبعا جميع شركات النقل والمطاعم والفنادق -بحكم الفائدة- يقدمون افضل الخدمات ويتعاملون باحترام مع الاجنبي عربيا كان ام غيره ، ولكني لا اضمن لك ان لا تتعرض للمضايقة العنصرية في مدن مثل انقرة او ازمير ، وهذه هي تركيا بجمالها ونظافتها وتراثها وتاريخها وعنصرية بعض اطيافها وبمنغصاتها ، فان شئت فاذهب او اتخذ وجهة اخرى اهدأ واكثر ترحيبا ، وان لم تكن ممن يطيق مضايقات السياحة والسفر ولا تحسن التعامل مع الناس والظروف فاجلس في بيتك اسلَم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب