8 أبريل، 2024 2:47 ص
Search
Close this search box.

بمحض العراق خيارٌ سيءٌ

Facebook
Twitter
LinkedIn

آلى الساسةُ بالذهاب إلى (الخيار) للخروج من بوتقة الأزمة الّتي ترتبت على قرار إلغاء البطاقة التموينية و”إنهاء خدمتها”، وبالتالي أصبحت الكرة بملعب الشعب وهو الوحيد الّذي سيضعها في المرمى الّتي يُريد.
أنّ تُوجد ليّ خيار يعني بأنك تحترم إرادتي وتمنحي القدرة على أنّ أُدلي بمحض مشيئتي بما ارغب به، وبما تنسجم معه تطلعاتي وخياراتي، ففكرة أنّ تضعني بين خيارين هي لاشك لُعبة ذكية أُتقنَ وضع شروطها، وبرامجها، وخططها، وما سينتجُ عنها، مع دفع الضرر واللوم عنك بالتأكيد.
مفهوم الخيار هو نتيجة لمقدمات موضوعيّة أو قل بديلٌ لبديلٍ أكثر إقناعاً من السيء الأول، وإلاّ فأنت تستهزئُ بعقلي، وتُمارس الضحك عليّ حتّى تضحك من سذاجتي وغبائي، وإلاّ بماذا تُفسر تلك المعادلة الّتي حبكتها على خيالك، وفصلتها على مقاسك وأتقنت فكرتها، وفهرستها، وتبويبها، وتصدريها، لا عِلاقة ليّ بُكتبك، واقتصادك، ومنظومتك، وما قالته “آلهة اللوجيا” وأصنام العلم الّذين يبدعون بسرقة الإنسان وبوضح شمس الله باصطلاحاتهم، وأربطتهم، وخطابهم التافه والبذيء، كلّما نريده خبزنا، وقوت أطفالنا، وحصتنا الّتي أذلتنا حدَّ التخمة ونحنُ نقف نستجديها شهرياً أمام أبواب الوكلاء، أنتج ليّ خياراً صادقاً كي أُصدّق انك تأبه لجوعي وعوزي وفقري وفاقتي، أنتج ليّ خياراً يحفظ كرامتي الّتي أُريقت وحقك من سنينٍ طوال ومازالت، أُنتج ليّ خياراً أنّ أنام وأنا غيرَ آبه لما سيحمله الغد وكيف سيأتي وأنا لا املك ثمن الطحين، والخبز، والدواء، هل تعلم بأن خيارات الدّول التي تملك ثروات نفطية أقلُ من العراق خيارات تكاد تكون توازي ثراء أبناءكم وحاشيتكم القذرة، خيرني بين الدراسة بجامعة بغداد أو الذهاب لألمانيا ولندن وهارفرد وأكسفورد، قل ليّ أين تُريد العلاج في مستشفى لا يملك ضمير، وقطن، ودم يحمل اسم العراق، وسرير تنام عليه أو في مستشفيات سويسرا وباريس ونيويورك مثلما يفعل (رئيس جمهوريتي الفاضلة)، اجعلني اشعر بأن تُراب وطني خيارٌ لا غنى ليّ عنهُ إطلاقاً، أغرس ليّ شجرة فوق (قبري) وبلط شوارع مقبرة وادي السَّلام فللأموات حُرمات، وأذواق، وإدراك، وحواس، أقنعني بفكرة أنّ ابنك حينما يتألم فهو “كأخي” الّذي ذهب ولم يعُد من تسع سنين، علمني كيفَ أُعانق وارشف ثرى وطني واشعر بنشوة الانتماء إليهِ، رسخ في مخيلتي وعبء كُلَّ قناعاتي بأن العراق هو ملكٌ للجميع لا فئة تسرقه وتُتاجر بثرواته ومأساته، امسح دمعة أمٌّ لا تملك ثمن شراء وصفة كتبها (تاجر دماء) درس في (كليّة الطب)، واصمت مراراً فما عدتُ انتمي لحياضك لأنيّ سئمتُ أنّ أتقيأ منكَ ومنكم ومن إمبراطوريتكم الوسخة.
نقطة ضوء:
اطردوا الصيارفة من بيت الربّ
السيّد المسيح “عليهِ السَّلام”.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب