23 ديسمبر، 2024 4:40 ص

بماذا كمل دين الله وتمت نعمة الله ورضى الله الإسلام لعباده ؟

بماذا كمل دين الله وتمت نعمة الله ورضى الله الإسلام لعباده ؟

قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 .

يذكرالعلماء والمفسرون ان احكاما وتشريعاتا وتحليلا وتحريما واوامرا ونواهيا دينية نزلت بعد اية اكمال الدين هذه .

اذن فما المراد باكمال الدين واتمام النعمة …؟

وهل ان قبل نزول هذه الاية المباركة ما كان الله راضيا الإسلام لعباده إلا يوم أنزل هذه الآية؟

هذا ما سنعرض له باختصار .

نزولها ليلة عرفة

جاء في تفسير الطبري :حدثنا حميد بن مسعدة قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا داود ، عن عامر قال : أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم(اليوم أكملت لكم دينكم ) ، عشية عرفة ، وهو في الموقف

نزولها يوم عرفة

جاء في أسباب النزول للواحدي واخرج البخاري ومسلم من حديث طارق بن شهاب، عن عُمر بن الخطَّاب – رضي الله عنْه – أنَّ رجلاً من اليهود قال له: يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابِكم تقرؤونَها، لو علينا – معشرَ اليهود – نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾، قال عمر: “قد عرفْنا ذلك اليوم، والمكان الَّذي نزلت فيه على النَّبيّ (ص) وهو قائمٌ بعرفة يوم جمعة”

نزولها في الغدير

يؤكد أئمة السلف والحفاظ وعلماء السنة الاعلام نزولها في ولاية الامام علي

اخرج حديث نزول هذه الآية المباركة في يوم الغديروتنصيب الامام علي وولاية نذكربعضهم:
أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، وأبو الحسن عليّ بن عمر الدارقطني،. وأبو عبداللّه الحاكم النيسابوري، وأبو بكر بن مردويه الأصفهاني، وأبو نعيم الأصفهاني، وأبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو بكر الخطيب البغدادي، وأبو الحسن بن المغازلي،وأبوالقاسم الحاكم الحسكاني.والموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي وأبو القاسم بن عساكرالدمشقي، وأبو المظفّر سبط بن الجوزي،وشيخ الإسلام الحمويني الجويني، وعماد الدين بن كثيرالدمشقي،. والائمام جلال الدين السيوطي…الخ
فهولاء أئمّة العامة وكبارحفّاظهم في مختلف القرون، قد أخرجوا هذا الحديث في كتبهم، ورووه بأسانيدهم

و يؤكدون أن هذه الآية قد نزلت في بركة الغدير إضافة إلی ذلك، جاء في الأحاديث الصحيحة من الشيعة أن هذه الآية، قد نزلت في غدير خم أو بعد ذلك بقليل. ووفقا لبعض المصادر السنية نزلت هذه الآية في ذلك اليوم .

ويؤكدها اعلام علماء الامة في العصر الحديث

لقاضي الشوكاني، المتوفي سنة 1250هـ. العلامة شهاب الدين الآلوسي الشافعي البغدادي، المتوفي سنة 1270هـ.

العلامة سليمان القندوزي الحنفي، المتوفي سنة 1293هـ. الامام محمد عبده المصري، المتوفي سنة 1323هـ

الاحاديث الشريفة بتنصيب الامام علي في يوم الغدير اماما للعباد بلغت فوق التواتر حيث روى حديث الغديراكثر من مائة صحابي انظر الغدير للعلامة الاميني

من المؤكد ان نزولها مرتين او اكثر لتاكيد جوهرها وتوكيد معناها لمنكريها

جماعة من العلماء يرون أن هذه الآية نزلت مرتين، مرة في يوم عرفة، ومرة في يوم الغدير

البخاري ، محمد. صحيح البخاري. ج 31. ص 311

السيوطي ، جلال الدين. الإتقان في علوم القرآن. ج 1. ص 75

البحراني ، سيد هاشم. البرهان في تفسير القرآن. ج 1. صص 421

العاملي ، السيد جعفر مرتضی. الصحيح من سيرة النبي الأعظم. ج 3. ص 311

يقول علماء العربية :الزيادة في المبنى زيادة في المعنى ومن الراجح ان النبي (ص)بلغها على الامة في مناسبات تجمعها الازاما بالحجة ليسمعها جم غفير من الامة ويكونا شاهداعليهم واليبلغها الحاظرللغائب …لعظيم خطرها

بركة ناقة النبي (ص) لثقل الاية

حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس قال : نزلت”سورة المائدة” على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسير في حجة الوداع ، وهو راكب راحلته ، فبركت به راحلته من ثقلها

الاية الوحيدة التي بلغها النبي (ص)على رؤوس الاشهاد واشهدهم عليها بالبلاغ

روى ابن كثير في تفسيره : وقد شهدت له أمته (ص)ببلاغ الرسالة وأداء الأمانة ، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل ، في خطبته يوم حجة الوداع ، وقد كان هناك من الصحابة نحو من أربعين ألفا كما ثبت في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ : ” أيها الناس ، إنكم مسئولون عني ، فما أنتم قائلون؟ ” قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فجعل يرفع إصبعه إلى السماء ويقلبها إليهم ويقول : ” اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت ” .

وقال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير ، حدثنا فضيل – يعني ابن غزوان – عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : ” يا أيها الناس ، أي يوم هذا؟ ” قالوا : يوم حرام . قال : ” أي بلد هذا؟ ” قالوا : بلد حرام . قال : ” فأي شهر هذا؟ ” قالوا : شهر حرام . قال : ” فإن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ” . ثم أعادها مرارا . ثم رفع إصبعه إلى السماء فقال : ” اللهم هل بلغت! ” مرارا – قال : يقول ابن عباس : والله لوصية إلى ربه عز وجل – ثم قال : ” ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعضانظر “تفسير ابن كثير

اعلام السلف وتفاصيل نزولها وما حدث فيها

روى أبو نعيم الاصفهاني بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، أنّ النبيّ (ص) وسلّم دعا الناس إلى غدير خمّ، وأمرنا بحتّ الشجر من الشوك، فقام فأخذ بضبعَي عليٍّ فرفعهما حتّى نظر الناس إلى باطن إبطي رسول اللّه (ص) وسلّم، ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً).
فقال رسول اللّه (ص) وسلّم: اللّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي وبالولاية لعليٍّ من بعدي.
ثمّ قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
وقد ثبت أنّ الآية نزلت على الرسول (ص) وسلّم وهو واقف بعرفة قبل يوم الغدير بسبعة أيّام.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: إنّ هذه الآية ليس فيها دلالة على عليٍّ ولا على إمامته بوجه من الوجوه، بل فيها إخباراللّه بإكمال الدين وإتمام النعمة على المؤمنين، ورضا الإسلام ديناً، فدعوى المدّعي أنّ القرآن يدلّ على إمامته من هذا الوجه كذب ظاهر، وإن قال: الحديث يدلّ على ذلك، فيقال: الحديث إن كان صحيحاً فتكون الحجّة من الحديث لا من الآية، وإن لم يكن صحيحاً فلا حجّة في هذا ولا في هذا، فعلى التقديرين لا دلالة في الآية على ذلك. منهاج السُنّة 4 : 16.

العلامة ابن كثيريستنكرعلى الضالين

وقال ابن كثير في تفسيره:قلت: وقد روى ابن مردويه من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أنّها نزلت على رسول اللّه (ص) وسلّم يوم غدير خمّ حين قال لعليٍّ: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
ثمّ رواه عن أبي هريرة، وفيه: أنّه اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة. يعني: مرجعه عليه السلام من حجّة الوداع.
ولا يصحّ لا هذا ولا هذا.انظر تفسير القرآن العظيم 3 : 28 ـ 29.

ما دلالة استمرارنزول التشريعات والاحكام بعد اية (اليوم أكملت لكم دينكم)؟

اذن فلابد من معنى عظيم للاية المباركة ..!

روى البخاري (4605) ، ومسلم (1618) عن البَرَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ” آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةَ ، وَآخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلاَلَةِ ) النساء/176 .

وهذا يعني أن بعض أحكام المواريث كان من آخر ما نزل من القرآن ، وهو آخر ما نزل في قول البراء رضي الله عنه .

وروى البخاري (4544) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : ” آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةُ الرِّبَا ”

قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ ( الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ ) ظَاهِرُهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أُمُورَ الدِّينِ كَمُلَتْ عِنْدَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ، وَهِيَ قَبْلَ مَوْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ ثَمَانِينَ يَوْمًا ، فَعَلَى هَذَا لَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْأَحْكَامِ شَيْءٌ ، وَفِيهِ نَظَرٌ ، وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِكْمَالِ مَا يَتَعَلَّقُ بِأُصُولِ الْأَرْكَانِ لَا مَا يَتَفَرَّعُ عَنْهَا ” انتهى من ” فتح الباري ” (13/246) .

اذا لم يكن المراد باكمال الدين القران فما المراد ؟

جاء في تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور ولا يصح أن يكون المراد من الدين القرآن : لأن آيات كثيرة نزلت بعد هذه الآية ، وحسبك من ذلك بقية سورة المائدة وآية الكلالة ، التي في آخر النساء ، على القول بأنها آخر آية نزلت ، وسورة إذا جاء نصر الله كذلك ، وقد عاش رسول الله ( ص) بعد نزول آية اليوم أكملت لكم دينكم نحوا من تسعين يوما ، يوحى إليه .

ابن عباس واكمال الايمان

عن ابنِ عبَّاس: قوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ وهو الإسْلام، أخبر الله نبيَّه (ص) والمؤمِنين أنَّه قد أكمل لهم الإيمان فلا يَحتاجون إلى زيادةٍ أبدًا، وقد أتمَّه الله فلا ينقصه أبدًا، وقد رضِيَه فلا يَسخطه أبدًا،

وقال ابنُ جرير وغيرُ واحد: مات رسولُ الله (ص)بعد يوم عرفة بواحدٍ وثَمانين يومًا.

قاضي بني امية الشعبي اكمال الدين عزه وظهوره

وقال قاضي بني امية في العراق الشعبي : كمال الدين هاهنا : عزه وظهوره ، وذل الشرك ودروسه ، لا تكامل الفرائض والسنن ، لأنها لم تزل تنزل إلى أن قبض رسول الله (ص) ، فعلى هذا يكون المعنى : اليوم أكملت لكم نصر دينكم .

وقال العلامة الزجاج :أنه زوال الخوف من العدو ، والظهور عليهم.

شبهة حول الاية الكريمة

فإن قال قائل : أوما كان الله راضيا الإسلام لعباده إلا يوم أنزل هذه الآية ؟
قيل : لم يزل الله راضيا لخلقه الإسلام دينا ، ولكنه جل ثناؤه لم يزل يصرف نبيه محمدا (ص) واهل بيته وأصحابه البررة في درجات الإسلام ومراتبه درجة بعد درجة ، ومرتبة بعد مرتبة ، وحالا بعد حال ، حتى أكمل لهم شرائعه ومعالمه ، وبلغ بهم أقصى درجاته ومراتبه ، ثم قال حين أنزل عليهم هذه الآية : (واكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا ) باكمال الايمان بالتمسك بولاية الامامة الإلهية الابراهيمية المحمدية للامام علي بن ابي طالب على عباده “دينا” فالزموه ولا تفارقوه.

النصوص المقدسة تقرن تبليغ الرسالة بتبليغ الامامة

قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)المائدة: 67

النبي(ص)يخشى قومه وردود جموع (اهل النفاق) من بلاغ الاية

يقول أبو جعفر النحّاس، ويقوي ذلك قوله تعالى:﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ الذي يدلّل على أنّ العلّة في تأخير إظهار النّبيّ لما أُمِر به، هو خشية مكائد وسوء فعل بعض النّاس . انظر معاني القرآن، أبو جعفر النحّاس، ج 2، ص 338

يظهر ان آية التبليغ نزلت في خصوص إعلان تنصيب الإمام علي بن أبي طالب إمامًا وخليفةً بعد النبي(ص)، كما اتفقوا على أنّ الآية جاءت لتأمرالنبي(ص) وتحثُّهُ على الإعلان الفوري بتنصيب الامام علي خليفة من بعد أن كان النبي(ص)يأخره لِتَحَيُّن الفرصة المناسبة لخشيته من تحرك بعض النفوس التي لا تتقبّل أن تكون النبوّة والإمامة في بني هاشم حتى لو كان ذالك بأمرٍ من المولى تعالى ، وكذالك تحرّك النفوس التي تحمل بُغضًا دفينًا اتجاه الامام علي خصوصا ، والخشية من وقوع فتنة تكون نتائجها وخيمة .

الإنذار الصاعق النبي (ص) بتبليغ الاية والله يعصمه من مكائد اهل النفاق

من العلوم ان كل خطابات الله القرانية لحبيبه المصطفى (ص) تتسم جميعا بالطف الكبير والاجلال الفائق والاحترام الزائد

ومن عظمة الرسول (ص) أن الله أقسم بحياته، على الرغم من أن الحق لا يقسم بحياة أحد من البشر إلا رسوله، فقد أقسم بحياته. وهو سبحانه يقسم بما يشاء على ما يشاء، أقسم بالريح والضحى والليل والملائكة، لكنه ما حلف بحياة بشر أبداً إلا حياة محمد (ص).( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الحجر: 72.

الا هذه الاية الشديدة والصريحة بإبلاغ ماكان يخشاه النبي (ص) من قومه وحشود النفاق وأهله جاء في تفسير ابن كثير عن مجاهد قال : لما نزلت:(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) قال : ” يا رب ، كيف أصنع وأنا وحدي؟ يجتمعون علي ” . فنزلت ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )

قال الامام الطبري في تفسيره : عن ابن عباس قوله: ” يا أيها الرسول بلِّغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته “، يعني: إن كتمت آية مما أنـزل عليك من ربك، لم تبلِّغ رسالاتي.

جاء في تفسير الجلالين : ( يا أيها الرسول بلغ ) جميع ( ما أنزل إليك من ربك ) ولا تكتم شيئا منه خوفا أن تنال بمكروه ( وإن لم تفعل ) أي لم تبلغ جميع ما أنزل إليك ( فما بلغت رسالته ) بالإفراد والجمع لأن كتمان بعضها ككتمان كلها ( والله يعصمك من الناس ) أن يقتلوك وكان (ص) يحرس حتى نزلت فقال : “” انصرفوا فقد عصمني الله “” رواه الحاكم ( إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) .

الخلاصة

اذن إنّ هذه المهمّه التبيلغية الخطيرة جدا لمفرة الامامة او مفهوم الامامة إلی درجه من الأهمّیه بحیث إنّه لو لم یؤدّها للناس فکأنّه لم یؤدّ الرساله الإلهیه بشکل عام حیث تبقی أتعاب ثلاثه وعشرین سنه من تبلیغ الرساله ناقصه، أي أن هذا الأمر مساوق لترك تبليغ الرسالة بأكملها..

قال ابن كثير في تفسيره :وقال البخاري : قال الزهري : من الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم

أئمة السلف وأسباب النزول في فرض امامة الامام علي على عباده

اخرج الامام علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : ” نزلت هذه الآية :(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ) المائدة : 67 يوم غدير خم ، في الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ” ، أسباب النزول : 115 ، طبعة : المكتبة الثقافية / بيروت .

المفسرون ونزولها في الامام علي وتبريك شيوخ الصحابة
قال الامام الفخر الرازي الشافعي :اعلان امامة اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب انظرالتفسير الكبير: 12/49

قال الامام السيوطي نزلت هذه الآية (يا أيها النبي بلغ) يوم غدير خم . انظر تفسير الدر المنثور

قال العلامة الألباني « أخرجه ابن حبان في صحيحه (أنظر موارد الظمآن1/430). وابن مردويه كما في ابن كثير (6/198)

أن الصحابة حجوا مع رسول الله (ص) حجة الوداع وبايعوا الإمام علياً في غدير خم بعدما نصبه رسول الله للخلافة كما بايعه أبو بكر وعمر وهنأه.

شواهد التنزيل الحاكم للحسكاني: ج۱ ص۲۰۰،أمر رسول الله (ص) الناس بأن يجتمعوا، حيث جمعت له صلى الله عليه وآله أقتاب الإبل وارتقاها آخذاً بيد أخيه علي أمام الملأ ، وطلب بنفسه البيعة من الناس لعلي، وبادر الناس لبيعته وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، وهنأوا النبي (ص) وعليّاً، وأول من تقدم بالتهنئة والبخبخة، أبو بكر ثم عمر بن الخطاب وعثمان و

أئمة السلف ونزول الاية بحق الامام علي

اخرج الامام أحمد: المسند ج۴ ص۲۸۱؛ المعجم الكبير: ج۵ ص۲۰۳؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير: ج۶ ص۲۸۲ ح۱۲۰؛ تذكرة الخواص: ص۳۶؛ نظم درر السمطين: ص۱۰۹

البرهان الدامغ بقول عمرلاينقض بيعة الامام علي الا منافق !!!

عمريقول: (لا يحلّ عقد ولاية عليّ إلاّ منافق)

أخرج العلاّمة السيد عليّ بن شهاب الدين الهمداني، والعلاّمة الحافظ محد صالح الكشفي الترمذي حديث الغدير بعدّة طرق وإضافات عن عمر بن الخطّاب قال: نصب رسول الله(ص) عليّاًعلماً فقال: (من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، اللّهمّ أنت شهيدي عليهم).

قال عمر بن الخطّاب: (يا رسول الله، وكان في جنبي شابّ حسن الوجه طيّب الريح. قال لي: يا عمر، لقد عقد رسول الله(ص) عقداً لا يحلّه إلاّ منافق).

فأخذ رسول الله بيدي فقال:( يا عمر، إنّه ليس من ولد آدم لكنّه جبرائيل يؤكّد عليكم ما قلته في عليّ).

انظر ينابيع المودّة: 249، الكوكب الدرّيّ للكشفي: 131 المنقبة رقم 154.

ما في النفوس يظهر على الوجوه

ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن الجوزي فقال: انه حضر مجلسه بالكوفة فقال: لما قال النبيّ(ص): (من كنت مولاه فعليّ مولاه) تغيّر وجه أبي بكر وعمرفنزل قوله تعالى (فَـلَمَّا رَأوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَـفَرُوا )الملك :27

لسان الميزان: 1/387 ترجمة اسفنديارين موفق رقم 1215.

وفي الختام فالراجح أن المراد من كمال الدّين في الآية : كمال أصوله ، وثبات قواعده وتمام مناهج أخلاقه ، ورسوخ كليّات شرعه …ببيعة الغدير للامام علي وتنصيبه من الله وصيا لخاتم الأنبياء محمد (ص) وخليفة على عباده .