منذ البدء حين حَطَّ على أرض اللغة نطق فسمعته الأفكار ليجد لحواسه وظائف أخرى فالناطقة سامعة واللامسة متذوقة وقد قدم عرضا للأصوات وفهما لإشارة اللغة وكل عناصره لها وحدة تكاملية في نظامه اللغوي في ظل جغرافية توزعت تارة في مناقير الطيور وتارة في الأرض التي إكتنزت بشهوتها لأنها حين سألّت وجدته مشدوداً بجناحٍ لطائر وفي كل ليلٍ يشاغله الرقود لا يرقد إلا بعد أن تنمو نطفةٌ ويهدأ جان ويستكمل وصاياه العشر ولعله أراد أن يحدد السواحل ونهاياتها والنهر ومشتركاته ويقف أمام الحقائق الأساسية يطلب توضيحا ويمر أمام الشائع من الحقائق يطلب الصمت لأنَ وسائله في تجربته لتقرير قيمة النص تكون على وجه الدقة لا على مساحة التقريب لإمتاع قواه التخيلية وموارده الشعورية
وبالتالي توسعا في غياهب عقله الباطن وهو العليم بأن النهايات مفتوحة دائما والبداياتُ مغلقة وتقعان مابين الخيط الذي يمسك به وجه الأرض وفي يده محارةٌ وبين النجم الشاحب يدنو من جذع النخلة ويغيب ،ليوضح إرسالياته وبكم من الملحوظات التي لن تفارقه ولن ينساها فيقرأ حتى توجعه عيناه فالكُل يعاتب خمرته والكلُ يسير الى مسلخه أحمق كاليعسوب ،اليقين أنه أيقظ جذور كلماته من خلال إسترجاعه للوقائع المهمة ذات البعد المأساوي لتتوزع كياناته الشعرية عبر المتفرق من مشاهد الوجود وكأنه أراد أن يجمع النقيض مع النقيض ليعطي ألهته يُعطيها رأسه الذي يحترق ووجه الذي تلوث بالزجاج هذا ماكان يفكر به الأخضر بن يوسف وهو يريد أن يكتب قصيدته الجديدة ،لذلك لوّح بالسعف الأخضر للشمس البحرية وللرأس الدائخ تحت الماء لوّح بكلمات المنفى حين يضيق البيت وهو في موطن اللغة التي يطورها تلقائيا ويطور دالته بأبتكار طريقة توزيعها ليكمل ماتبقى من مميزات الظواهر تارة في لغة شبيهة بلغة النعي وتارة بلغة منحولة من الأسفِ والمرارة ليؤسس خريطة إنتشاره بين موجوداته بعد أن جمع من الأحفاد ما يكفي ومن أمانة الرب مايترقى به ومن الأعداء والنهر والتسلل مايوازي البط والخراب والساعة
الأخيرة ولذلك فأن مدينته جاهزة ومن فوق سورها سوف يحلو الغناء ،
هكذا كان يفكر سعدي يوسف حين كان يكتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة إن كان يشم الهيل أو يؤانس البردي أو يصاب بين شهرٍ وأخر بالبلهارزيا أو خشخش له الخنزير الوحشي بين الماء وبين الطين ،
*[email protected]
هامش / كيف كتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة / مجموعة شعرية للشاعر سعدي يوسف مدار الأداب
بماذا كان يُفكر الأخضرُ بن يوسف قبلَ أن يكتُبَ قصيدَته الجديدة ..
منذ البدء حين حَطَّ على أرض اللغة نطق فسمعته الأفكار ليجد لحواسه وظائف أخرى فالناطقة سامعة واللامسة متذوقة وقد قدم عرضا للأصوات وفهما لإشارة اللغة وكل عناصره لها وحدة تكاملية في نظامه اللغوي في ظل جغرافية توزعت تارة في مناقير الطيور وتارة في الأرض التي إكتنزت بشهوتها لأنها حين سألّت وجدته مشدوداً بجناحٍ لطائر وفي كل ليلٍ يشاغله الرقود لا يرقد إلا بعد أن تنمو نطفةٌ ويهدأ جان ويستكمل وصاياه العشر ولعله أراد أن يحدد السواحل ونهاياتها والنهر ومشتركاته ويقف أمام الحقائق الأساسية يطلب توضيحا ويمر أمام الشائع من الحقائق يطلب الصمت لأنَ وسائله في تجربته لتقرير قيمة النص تكون على وجه الدقة لا على مساحة التقريب لإمتاع قواه التخيلية وموارده الشعورية
وبالتالي توسعا في غياهب عقله الباطن وهو العليم بأن النهايات مفتوحة دائما والبداياتُ مغلقة وتقعان مابين الخيط الذي يمسك به وجه الأرض وفي يده محارةٌ وبين النجم الشاحب يدنو من جذع النخلة ويغيب ،ليوضح إرسالياته وبكم من الملحوظات التي لن تفارقه ولن ينساها فيقرأ حتى توجعه عيناه فالكُل يعاتب خمرته والكلُ يسير الى مسلخه أحمق كاليعسوب ،اليقين أنه أيقظ جذور كلماته من خلال إسترجاعه للوقائع المهمة ذات البعد المأساوي لتتوزع كياناته الشعرية عبر المتفرق من مشاهد الوجود وكأنه أراد أن يجمع النقيض مع النقيض ليعطي ألهته يُعطيها رأسه الذي يحترق ووجه الذي تلوث بالزجاج هذا ماكان يفكر به الأخضر بن يوسف وهو يريد أن يكتب قصيدته الجديدة ،لذلك لوّح بالسعف الأخضر للشمس البحرية وللرأس الدائخ تحت الماء لوّح بكلمات المنفى حين يضيق البيت وهو في موطن اللغة التي يطورها تلقائيا ويطور دالته بأبتكار طريقة توزيعها ليكمل ماتبقى من مميزات الظواهر تارة في لغة شبيهة بلغة النعي وتارة بلغة منحولة من الأسفِ والمرارة ليؤسس خريطة إنتشاره بين موجوداته بعد أن جمع من الأحفاد ما يكفي ومن أمانة الرب مايترقى به ومن الأعداء والنهر والتسلل مايوازي البط والخراب والساعة
الأخيرة ولذلك فأن مدينته جاهزة ومن فوق سورها سوف يحلو الغناء ،
هكذا كان يفكر سعدي يوسف حين كان يكتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة إن كان يشم الهيل أو يؤانس البردي أو يصاب بين شهرٍ وأخر بالبلهارزيا أو خشخش له الخنزير الوحشي بين الماء وبين الطين ،
*[email protected]
هامش / كيف كتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة / مجموعة شعرية للشاعر سعدي يوسف مدار الأداب