لاتزال أصداء وتأثيرات عملية إحراق القنصلية الايرانية في البصرة مستمرة ومتواصلة خصوصا بعد أن تم تفسيرها على إنها رسالة رفض شعبية عراقية للنفوذ الايراني، ويبدو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يبدو الطرف الاکثر معنيا بذلك، يسعى للإدلاء بدلوه بشأن العملية ولکن بسياق وإتجاه مختلف لما هو متداول ومتفق عليه، إذ يبدو إنه يسعى للتشبث بنظرية المٶامرة من أجل إنقاذ ماء الوجه أمام ليس العالم بل أمام الشعب الايراني من جهة وأمام شيعة العراق والمنطقة الذين يزعم بأنه يدافع عنهم.
إتهام مستشار المرشد الايراني، العميد حسين دهقان، من خلال مقابلة مع تلفزيون RT الروسي، السعودية بالتحريض ضد طهران في البصرة لحرق قنصليتها هناك، وإستطراده بأن”هناك فتنة كبيرة تقودها أمريكا وإسرائيل والسعودية في المنطقة، فهم يعتقدون أن فرض العقوبات على إيران يمكن أن يكون مؤثرا، ويجبرنا على خوض المفاوضات كما يزعمون، لذلك بدأت أمريكا بفرض الضغوط الاقتصادية، وهم يريدون استثمار هذه العقوبات في كل المنطقة، وهم يدركون أننا نتمتع بعلاقات قوية مع العراق، لذا يريدون خلق مواجهة بين شعبي البلدين، فخلال الشهور الماضية بثوا الكثير من الشائعات المحرضة”، يمکن إعتباره مسعى بمنتهى الوضوح من جانب طهران کي تبرر عملية الاحراق من جانب أهالي البصرة وجعلها تبدو في إطار نظرية المٶامرة وإقحام أطراف إقليمية ودولية فيها، خصوصا وإن العميد دهقان يسعى للقفز على الحقيقة والواقع وتجاهل شعار المتظاهرين”إيران برا برا والبصرة تبقى حرة” والذي هو إمتداد لشعار سابق تم ترديده في بغداد.
هذا الزعم الکاذب والواهي من جانب العميد دهقان والذي يأتي للتمويه على الحقيقة والمحاولة لإنقاذ سمعة النظام الايراني المتهاوية ليس في العراق بل وحتى في إيران ذاتها، حيث إن رفض وکراهية الشعب الايراني لهذا النظام المثير للفتن والمشاکل لم يعد خافيا على أحد، ويکفي أن نشير للإنتفاضة الاخيرة التي طالبت بإسقاطه والتي لازالت مستمرة من خلال الاحتجاجات الشعبية الغاضبة المتواصلة والذي يفضح النظام الايراني أکثر من أي شئ آخر هو إن هذه الانتفاضة والاحتجاجات الشعبية المتواصلة تقودها منظمة مجاهدي خلق، التي صارت بمثابة کابوس للنظام، وإن تصريحات دهقان لم تأت بأي جديد بل هي إستمرار لدأب النظام ونهجه في الالتفاف على الحقائق والقفز عليها والهروب للأمام في سبيل إنقاذ النظام من مأزقه الکبير الذي يواجهه داخليا وإقليميا ودوليا، وإن الحقيقة التي يجب على دهقان ونظامه تقبلها رغما عنهم هي إن أهالي البصرة هم من قد أحرقوا القنصلية الايرانية في المدينة وليس غيرهم!