عندما تکتب صحيفة”سياسات روز”الرسمية الايرانية من إنه:” “ارتفع سعر الدولار مؤخرا من 3000 إلى 32000 تومان، وسجل سعر المسكوكات الذهبية رقم 16 مليون تومان وبلغ سعر سيارة برايد 160 مليون تومان. وارتفع سعر المساكن في طهران من 17 مليونا إلى أكثر من 30 مليونا وتجاوز لحم الخروف 140 ألف تومان.” وتضيف وهي ترسم صورة قاتمة للأوضاع في إيران قائلة”الآن، في ذروة قيود كورونا، مع ارتفاع أسعار الدجاج، اضطر الناس إلى الوقوف في طوابير طويلة لشراء الدجاج بالسعر الحكومي. ارتفع خط الفقر بنسبة 80٪ في العامين الماضيين ووصل إلى 10 ملايين تومان”، فإن الذي يبدو واضحا بأن الشعب الايراني يعيش في ظل أوضاع قاسية جدا وغير قابلة للتحمل لکن لايبدو إن النظام يقتنع بأنه السبب الاساسي في ذلك ولذلك فإمن الطبيعي أن يلجأ الى تقديم أي تبرير أو تفسير يضع فيه نفسه خارج دائرة المسائلة ومن هنا فقد کتبت صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي في عددها الصادر اليوم 5 ديسمبر “ما يريده الغرب هو تدمير (النظام). أو الانهيار أو الاستسلام أو تحت تأثير ضغط (انتفاضة) لا يمكن إيقافه في الشارع”! ، وهکذا بجرة قلم، الغرب يريد تدمير النظام الايراني وإن الشعب يعاني بسبب من الغرب الذي إنقض على النظام الايراني فجأة ومن دون أية مبررات أو أسباب!!
الاوساط السياسية والاعلامية للنظام الايراني وعندما تتناول الاوضاع الوخيمة في إيران فإنها تلجأ دائما الى تعليق معظم أسباب فشل وإخفاق النظام الايراني وفي مختلف المجالات على شماعة الغرب والمٶامرة التي يکيده ضده على الدوام، وهو لايتحدث أبدا عن إهدار وتبديد مئات المليارات من الدولارات على مشاريع ومخططات غير مجدية نظير التدخلات في بلدان المنطقة وتأسيس ميليشيات مسلحة يتم صرف أموال الشعب الايراني عليها الى جانب حالة الفساد غير العادية في ظل هذا النظام حيث وصلت فيه عمليات السلب والنهب وسرقة أموال ومقدرات الشعب الايراني الى أرقام فلکية وصارت هناك بفضلها طبقة ثرية جدا من رجال الدين حيث صاروا يعيشون هم وعوائلهم أوضاعا مترفة في حين يعاني الشعب الايراني من أجل الحصول على قوته اليومي.
النظام الايراني لايتحدث ولن يتحدث أبدا عن الجوانب المظلمة له والتي هي أساس کل ماقد عانى ويعاني منه الشعب الايراني، بل يتحدث عن ردود الفعل والانعکساسات الناجمة عن نهجه وسياساته الخاطئة جملة وتفصيلا، هذا النظام الذي يقوم بإعدام مواطن لمجرد إنه قد قدم تبرعا بمبلغ زهيد جدا دعما لتلفزيون الحرية(التلفزيون الوطني الايراني المعارض وذو الشعبية داخل إيران)، لکنه لايحاسب نفسه على تقديم عشرات المليارات لميليشيات حزب الله والحوثي وحماس وغيرها من أموال الشعب الايراني بل حتى إنه لايتجرأ على محاسبة المسٶولين عن آلاف عمليات السرقة والنهب التي تجري بفضل الفساد المستشري أمام أعين الشعب الايراني، فهل إن الغرب يدمر هذا النظام أم إن الاخير يدمر الشعب الايراني عن قصد وسابق إصرار؟!