6 أبريل، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

بلينكن وفشل السياسة الأمريكية

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذه هي الزيارة الخامسة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يحمل عدة مهام، أهمها على ما يبدو محاولة منع اندلاع حرب واسعة في الشمال مع حزب الله، لحسابات واعتبارات تتعلق بمصالح الولايات المتحدة الخارجية والداخلية، وبمصالح إسرائيل أيضا، خاصة أن الإدارة الأمريكية لها شكوك بأن نتنياهو يسعى لإشعال حرب واسعة في الشمال ضمن مساعيه لإطالة عمر حكومته0لأن هناك معارضة شعبية شديدة داخل الأوساط الجماهيرية في اسرائيل تتبناها الأحزاب المعارضة وكذلك داخل الحكومة نفسها ومنها تهديد إيتمار بن غفير بالأستقالة من حكومة نتنياهو وكلها تدعم فكرة اسقاط حكومة نتينياهو 0

 نتنياهو يقاوم هذه الفكرة بتصريحات منها انه لا ينوي توسيع ساحة الحرب باتجاه لبنان وانه ينوي حل مشاكله مع حزب الله بالطرق الدبلوماسية ولكن فيها نوع من المناورة العسكرية تؤكد شكوك امريكا ان في نية نتنياهو اطالة فترة القتال وانه مستعد لفتح جبهة لها في الشمال مع لبنان بتصريحه الذي خص به حزب الله مدعيا ان السيد نصر الله عليه ان يعرف بأن امكانيات الجيش الاسرائيلي هي غير امكانياته في العام 2006م والتي درات فيها حرب بين اسرائيل وحزب الله 0انتصر فيها الأخير0

ومما يعزز التكهنات بنية نتنياهو وشكوك امريكا فيها نحو اطالة امد الحرب هو تحت عنوان “سيناريو الرعب” يؤكد “نبي الغضب الإسرائيلي”  الجنرال في الإحتياط يتسحاق بريك، الذي سبق وتنبأ بـ”طوفان الأقصى” أن الجيش الإسرائيلي ما زال غير مؤهل للقتال في حرب واسعة في الشمال، ويقول إن قواعده مقابل لبنان ستنهار في حال قام حزب الله بالهجوم واعتقد ان هذا الرجل يشارك نتنياهو في  خدعة تندرج ضمن سيناريو المناورة العسكرية والهدف منها مباغتة المقاومة الإسلامية وحماس بهجوم عسكري يحقق فيه نتنياهو البعض من اهدافه والتي طال العهد عهد الفشل في تحقيقها 0

ولكن مما يفضح عن هذه المناورات ويكشفها للعيانيأتي في اصرار نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة هي عمليات الأغتيالات لقادة في حماس وفي حزب الله وفي الحشد الشعبي العراقى والحرس الثوري الإيراني 0

علاوة على ذلك فقد لاحظت خلال متابعتي لتصريحات المسؤولين الأسرائيلين في حكومة نتنياهو انه بدأوا يسربون تصريحات الى وسائل الأعلام وعبرمنصات التواصل الاجتماعي  من ان الحرب قد تستمر العام 2024م كله 0

وفي هذه هي الزيارة كما قلت الخامسة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكية انتوني بلينكن للمنطقة لتلطيف الأجواء على مستوى الراي العالمي والعربي وحتى في داخل امريكا وذلك لأن بايدن شعر بان دعمه في حرب أسرائيل على قطاع غزة قد يشكل عقبة امام طريقه في الوصول الى البيت الأبيض في الإنتخابات الرئاسية القادمة فقد دعم بايدن بقوة غير مسبوقة إسرائيل دعما لا حدود له خلال عمليتها العسكرية ضد كتائب القسام بعد الهجوم الذي شنته هذه   الفصائل الفلسطينية الحمساوية على دولة إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبرمن العام الماضي، مما كان سببا في أثارة احتجاجات في مناسبات عامة وغضبًا في صفوف الحزب الديموقراطي وكذلك على مستوى الشارع الأمريكي0

لقد أدّى ذلك وآخر غيره الى الإنخفاض التدريجي المتواصل في شعبية بايدن بين اوساط الراي العام والناخب الأمريكيين ، ومن الأدلة الواضحة على ذلك ما جرى في ولاية كارولينا الجنوبية فقد ذكرت وسائل اعلام امريكية وعالمية ان المحتجين على دعمه لمواصلة اسرائيل في حربها على غزة قاطعوا كلمته بخصوص الدعاية الإنتخابية لنفسه وطالبوه بوقف اطلاق النار والخروج من غزة  فرد على احتجاجهم :- أعمل مع الحكومة الإسرائيلية لدفعها إلى الخروج من غزة 0

ومن خلال متابعتي للتحرك السياسي لهذا الرجل يبدو لي ان الرئيس الأمريكي بايدن اذا تعقدت الأموروضاقت به الحيل السياسية والدبلوماسية الخاصة بحرب غزة وانفلت الحبل من يده يبادر الى الإستعانة ببلينكن لأن لديه ديناميكية سحرية في انقاذ الرئيس وادارته من المآزق السياسية الخانقة اذا طوقت بحبالها رقاب اعضاء الإدارة الأمريكية 0

وفي تخميني ان الدافع الأساس لتحرك بلينكن نحو زيارة السعودية هو الخوف من استخدام العرب النفط العربي كسلاح في هذا الصراع الفلسطيني الأسرائيلي للضغط على امريكا وحلفائها والدول الأوربية لتغير معادلة دعمها المتواصل والضخم لأسرائيل خصوصا وان نيتنياهو موقفه صار صعبا في الداخل الإسرائيلي على المستويين الرسمي والشعبي بعد فشله في الوصول الى مكسب بازاء نكسة استخباراته في الكشف عن عملية الطوفان قبل تنفيذها من قبل حماس في اصراره على مواصلة الحرب ورفضه القاطع لأية محاولة لوقفها في ظل عدم تحقيقه أي هدف من اهدافه في مواصلتها رغم ان الحرب دخلت في شهرها الرابع0

وفي هذا المضمار تنقل وسائل الأعلام المختلفة من ان هناك جهود دبلوماسية أميركية متواصلة لمنع اتساع نطاق حرب غزة الذي قال عنها بلينكن: من مصلحة جميع دول المنطقة ألاّ يحدث توسع للصراع بغزة 0

وقد أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مزيدا من المحادثات مع زعماء عرب في الإمارات والأردن وقطر يوم الإثنين الماضي في إطار جهود دبلوماسية لمنع اتساع نطاق الحرب في غزة وهي جهود كبيرة تبذلها بلاده الولايات المتحدة لمنع توسّع الحرب في الشّرق الأوسط،0

ومن خلال هذه الجولة اكد انتوني مع الزعماء العرب الذي التقاهم في جولته الخامسة هذه اكد مصرِّحا على انه من مصلحة الجميع وهذه الكلمة الأخيرة تشمل امريكا واسرائيل وحماس والأردن ولبنان وسوريا ذات الحدود المتجاورة مع اسرائيل اما امريكا فتندرج مصلحتها في اطار ايقاف حرب غزة كما سبق القول مني في انعكاساتها على المسارالأنتخابي الرئاسي لبايدن ومصالح امريكا ونفوذها في المنطقة 0

هذه الزيارة يقول المحللون والمراقبون لمسار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واجهت فشلا ذريعا وكما ذكرت السبب هو اصرارنتنياهو على مواصلة الحرب  واحد الأسباب الجوهرية لهذا الفشل رفض رئيس وزراء اسرائيل لأي مستوى من مستويات التهدئة والتي تعني له وقف حربه العدوانية ومن ثم الإنزلاق في منحدر الهزيمة الحاد وراح البعض في تحليله وتوقعاته انها ستؤدي بنتنياهو الى قضاء ما تبقى من حياته في السجن وبدء العد التنازلي لزوال اسرائيل 0

وبالنسبة لي اظن ان الإدرارة الأمريكية ارسلت وزير خارجيتها بلينكن للحصول على مواقف من الحكام العرب بالوقوف غير العلني الى جانب امريكا وغض النظر عنها وعدم ادانتها في ردع الحوثيين او على الأقل دفعهم بالإتجاه الى تخفيف تهديدهم المسلح للتجارة العالمية في باب المندب والبحر الأحمر لذلك صرح  بلينكن في قطر يوم الأحد الماضي فقال :- ( إن هجمات الحوثيين عطلت أو حولت مسار ما يقرب من 20 بالمئة من عمليات الشحن العالمية وسترفع تكلفة السلع بما في ذلك الغذاء والوقود. وأضاف: “هذه الهجمات التي يشنها الحوثيون تلحق الضرر بالناس في أنحاء العالم، وفي مقدمتهم السكان الأكثر فقرا وضعفا ومنهم سكان اليمن وغزة”.) 0

وجاء هذا بعد ان فلشت قوة الأزدهار في الوقوف بوجه الهجمات الحوثية الصاروخية والمسيَّراتية وردعها في تهديد السلامة البحرية هذه القوة التي وصل عدد الدول التي شاركت فيها في بداية تأسيسها الى اكثر من (20) دولة بدأ جدار بنائها يتآكل عبر انسحاب الدول منها بشكل تدريجي0

والشيء الآخر ان الأدارة الأمريكية تحسب للقوة العسكرية الضاربة لحزب الله الف حساب وتنظرإليها من سبعين محملا كلها تثير المخاوف من ان السيد حسن نصرالله ينفذ تهديداته التي اطلقها بعد اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في الضحاية الجنوبية لبيروت فقد نظر السيد الى هذا العدوان من زاويتين زاوية العدوان على سيادة لبنان من قبل اسرائيل والزاوية الثانية ان الضاحية الجنوبية هي تحت سلطت وحماية حزب الله 0

ومن زاوية ثالثة كانت امريكا تريد من هذه الجولة ايضا من الزعماء العرب التأثير على فصائل المقاومة العراقية بالكف عن ضرب القواعد الامريكية في العراق وسوريا والتي منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة والضفة أخذت هذه الفصائل تمطر القواعد الأمريكية المذكورة بوابل من الصواريخ واعداد من طائرات سلاح الطيران المسير كل يوم واوقعت اصابات كبيرة في هذه القواعد على مستوى البشر والأبنية والمعدات رغم الرد الأمريكي الذي اسفر عن استشهاد ابو تقوى وهو احد القادة البارزين في فصائل الحشد الشعبي 0

غير ان هذه الرحلة المكوكية والمضنية للسياسة الخارجية للإدارة الأمريكية والتي عاد منها بلينكن يضرب كفًّا بكف فتوجه نحو اسرائيل ليختم فيها ومنها زيارته للمنطقة فقد التقى بنتنياهو وكان اللقاء بينهما متوترا خاصة بعد ان ابلغ إلإسرائيلين بأنه لا يمكن القضاء على حركة حماس ثم التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وكان اللقاء بينهما فاشلا وتخلله الكثير من الجدل والخلاف خاصة بع رفض عباس مناقشة مصير غزة إلّا بعد وقف العدوان عليها0

وإذا ما اهملنا زيارة بلينكن لمصرلأنها كانت اشبه بطقس روتيني لا بد من المرور به وبعد اطلاعي على حوار اللقاء بينه وبين الرئيس المصري السيسي كانت النتيجة تصريحات على مستوى الجمل الإنشائية التي لا فائدة منها سوى حشو المجال الإعلامي بكلام فارغ 0

وفي نهاية الجولة صرح بلينكن تصريحا يدل على تمسكه القوي في انتمائه (المثيولوجي الديني اليهودي ) عبّر فيه عن دعمه اللامحدود في تصريح مقتضب اكد فيه :- ان عمليات القتل الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين غزة هي بالفعل كبيرة  ولكنها لا يمكن ان ترقى الى حرب الإبادة الجماعية 0

ولا يفوتني هنا ان اتناول بالذكر تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن على أثرإنزعاجه من نتائج  زيارة وزير خارجيته  للمنطقة واسرائيل هذه الزيارة المخيبة فقد تراجع عن تصريحاته السابقة للمحتجين على سياسته الداعمة لإسرائيل ضد غزة والتي وعد فيها المحتجين بانه يعمل على حث اسرائيل للوصول الى حل لوقف اطلاق النار فصرح من أنه (لا يمكن وقف اطلاق النار في غزة )0

وهو كلام يتناقض مع كلام وزيرخارجيته الذي اكد للحكام العرب الذين التقاهم :-  أهمية العمل على تجنب توسع الصراع بما يهدد السلم الإقليمي، فضلًا عن إيجاد أفق واضح للسلام الشامل والدائم في المنطقة كونه السبيل لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

غير ان ادارته لجأت للتصعيد لتشمل بلدانا اخرى هي اليمن حيث نفذت طائرات وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية 73 غارة ضد مواقع مرتبطة بجماعة «أنصار الله» (الحوثيون) في عدد من المحافظات اليمنية بينها العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، وشاركت في هذا الضربات كل من  أستراليا وكندا وهولندا ودولة عربية واحدة هي البجرين مملكة البحرين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب