17 نوفمبر، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

بلد يديره ابو الزلابية وارسين لوبين وامثالهم !!!!

بلد يديره ابو الزلابية وارسين لوبين وامثالهم !!!!

عندما سئل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا كيف بنيت ماليزيا في زمن قياسي اجاب على الفور بان كافة المناصب الوزارية والقيادية اعطيت لذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة , وكل شخص تبوأ منصبا معينا كان ذو اختصاص بطبيعة عمل ذلك المنصب اضافة الى اهتمامنا بالتعليم على كافة مستوياته ولم نكتف بالدراسة النظرية بل كان التدريب ملازما لها وهكذا كان اساس التعليم عندنا وفي ضوء ذلك تطورت ماليزيا , اما رئيس سنغافورة عندما سئل عن بلاده فانه قال بان هناك من كان يفكر باستحالة انتشال سنغافورة من مستنقع الفساد الذي بلغ ذروته فقمنا باستئصال الفساد من الاعلى الى الاسفل وليس العكس لان صغار الفاسدين سيرتعبون عندما يرون كبار الفاسدين واصحاب المناصب العليا والنفوذ قد اطيح بهم وتم سجنهم ومحاسبتهم فالفساد يبدا بالتلاشي بسرعة قياسية خوفا منهم على وظائفهم .
ان العراق لايختلف عليه اثنان بان الفساد بلغ ذروته بحيث اشرف البلد على الافلاس بعد ان دخل الى ميزانيته الف مليار دولار خلال ثلاث عشر سنة .وهي ميزانية خيالية تعمر العراق وبلدان مجاورة له
ولا ترى شارعا مبلطا فيه او حتى صيانة لمبنى قديم !! لان كافة المشاريع كانت على الورق واستلامها على الورق والصرف يتم عدا ونقدا لاصحاب المشاريع الوهمية حيتان الفساد في البلاد .
ان عملية الاصلاح لاتتم باستبدال وجه دون اخر في المناصب الوزارية والقيادية , فعبارة التكنوقراط ليست هي المطلوبة في الاصلاح فمثلا عديلة حمود وزيرة الصحة هي طبيبة وتحمل شهادة اختصاص فهي بالمصطلح المتداول تكنوقراط , ووزارتها يتفشى فيها الفساد في كل مرفق من مرافقها فما فائدة التكنوقراط في هذه الحالة ؟ وحتما اذا ماتم استبدالها بشخصية اخرى ستكون ايضا طبيب او طبيبة ويحمل شهادة اختصاص وكانما لم نصلح شيئا اذا كان البديل فاسدا كسابقه , ان المطلوب شخصيات مستقلة تتمتع بروح الانتماء الى الوطن من جهة وتؤمن بالمواطنة وليست الحزبية ولاتؤمن بغير العراق وعالية النفس والاخلاق ولاتنزلق الى مستنقع الرشوات والعمولات والمصالح الشخصية والاثراء على حساب المال العام .
وعندما تستعرض الوجوه التي تبوأت المراكز في العراق تجدها اضافة الى سطحيتها في التفكير فقد احيطت بمجموعة من الجهلة والمتسلقين ومنحوا صلاحيات مطلقة تعبث بمصلحة البلاد والعباد , فعلى سبيل المثال وزارة الخارجية فبعد ان اديرت بفشل كبير من قبل الوزير السابق هوشيار زيباري الذي لايمت للدبلوماسية بصلة فقط لانه خال السيد مسعود البرزاني واستخدم العنصرية في التعيين حتى ان بعض موظفي السفارات العراقية في الخارج لايعرفون العربية او اية لغة اجنبية فقط يجيدون الكردية واصبحت الوزارة مقاطعة له يعين من يشاء دون ضوابط مهنية وعلمية , ثم جاء الوزير الجديد ابراهيم الجعفري الذي يتكلم دون معرفة ما يتكلم ويعتذر ثاني يوم عما قاله , ليسلم ادارة الوزارة لبائع الزلابية العراقية في برلين ومزود الشاورما لمحلات المفرد حق الحكيم لانه اب زوجة ابنه !!! فتصوروا ان الدبلوماسية العراقية وهي وجه العراق العظيم في الخارج يديرها شخص مهوس صاحب محل حلويات لاكثر من عقدين من الزمن .
اما مكتب رئيس الوزراء فقد ظل يدار من شخص حاصل على شهادة ابتدائية كاطع نجيمان الركابي المعروف بابو مجاهد مصنف في حسابات المالية والادارية بيقرأ ويكتب وكان يعمل قصابا في العراق ثم انتقل الى سوريا ليمارس عمله كقصاب هناك ويسمى باللحام وفق اللهجة السورية ليصبح مستشارا للسيد نوري المالكي وهو الامر والناهي الى ان شاركه الابن المدلل احمد نوري المالكي بائع ارصدة الموبايلات عند فندق سفير في حي السيدة زينب في الشام وصهره حسين المالكي ابو رحاب الذي عمل خبازا لاكثر من عشر سنوات . هؤلاء يديرون مكتب رئيس الوزراء !!
اما الامانة العامة لمجلس الوزراء فكان يديرها شخص قضى عمره بائعا متجولا في كندا لاكثر من عشرين سنة علي محسن اسماعيل العلاق ثم عينه المالكي قبل خلعه من رئاسة الوزراء محافظا للبنك المركزي لولائه الشخصي المطلق للمالكي والذي اطلق عليه من قبل موظفي الامانة العامة لمجلس الوزراء والبنك المركزي بنعال المالكي . تصورا بائع متجول يخلف عبد الحسن زلزلة وفوزي القيسي وناظم الزهاوي الاسماء العظيمة العملاقة التي ادارت البنك المركزي في حينها .
اضافة الى وكيل وزارة الداخلية الاقدم عدنان الاسدي الذي كان يدير الوزارة فعليا وكل خبرته بائع البصل والخضروات في المهجر الا انه يدين بالولاء للمالكي ومن حزبه . وهناك باقر صولاغ الذي تعددت مسمياته وتصريحاته بانه متاثر بارسين لوبين وعليه لابد ان يكون وزيرا للداخلية وان ابوه تاجر فلابد ان يكون وزيرا للمالية والذي زاره في سورية ودخل مكتبه في حي السيدة زينب يعلم البؤس الذي عاشه والتفاهة في التفكير والحديث .
ان دولة يديرها قصاب وبائع الزلابية وبائع متجول وبائع البصل وخباز وثقافة ارسين لوبين واخرون لايزيدون عليهم بالجهل والوصولية , هل يفيدها تغيير الوجوه لكي يتم اصلاحها , ان عبارة شلع قلع على الرغم من بساطة تعبيرها وشعبيتها الا انها في الصميم لابد من ابعاد الكتل والاحزاب و اسلوب المحاصصة والطائفية والعنصرية عن كل منصب ومرفق في الدولة وانزال اقصى العقوبات على الفاسدين والمدانين والجهلة والنصابين اي كان موقعهم والا لا اصلاح ابدا في عراق يزخر بالموارد الطبيعية والبشرية ويمكن ان يكون بزمن قياسي من ارقى دول العالم .

أحدث المقالات