23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

التعددية من وسائل النجاح والجمالية  للأشياء. البلدان  الأكثر تقدما تتكون مجتمعها من مختلف جنسيات وقوميات وديانات , إضافة إلى باقة الورد التي من أهم مميزاتها هي تعدد أنواع الورود و ألوانها و طيب روائحها, فالقومية الواحدة والديانة الواحدة لا تبني مجتمعا متطورا يرتقي بما توفره الحياة المدنية .
على سبيل المثال اليابان ليس لديها دينا رسميا مع تعدد الآلهة وتعد اليابان من أوائل الدول المتقدمة في العالم وأكثرها تقدما  وكذالك الحال في أوربا  وبعض الدول الغربية حيث يبلغ عدد المسلمين في فرنسا أل(5)ملايين مسلم لكن دينها  الرسمي المسيحية وفرنسا من أكثر البلدان سلاما وحفاظا على حقوق الإنسان,  كل هذا دليل وجود التعددية وتقبل  الآخرين مها كان صنفه ولونه, وكذالك الحال في اغلب الدول المتطورة. أما في بلدنا ففيه كل شيء متعدد النوعية فتأريخ  العراق يمتاز بالتعددية نحن الوحيدون لدينا أكثر من حضارة أي متعدد الحضارات السومرية , والبابلية, و الأشورية , و الأكدية … كما نحن نختلف عن بقية الدول بتعدد الديانات به والأنبياء المنزلين على أرضه, فلدينا الديانة اليهودية في منطقة ذي الكفل وبعض مناطق بغداد , والمسيحية , والايزيدية , والديانة المحمدية الإسلامية خاتمة ومتممة لتلك الديانات. كما نختلف عن بقية البلدان بتعدد القوميات فلدينا القومية الكردية, و التركمانية ,والعربية  كما نختلف بكثرة الطوائف بحيث تنقسم الديانة المسيحية إلى أربعة طوائف والإسلامية إلى طائفتين كما توجد الطائفة الصابئة المندائيين  وبعض الطوائف الأخرى. كما نختلف أيضا بتعدد الأحزاب السياسية إلى أكثر من خمسين حزب وحركة . كما نختلف بكثرة الجنسيات الوافدة ألينا  ونختلف حتى بالقوات التي كانت وقضت على النظام الدكتاتورية متعدد الجنسيات .بلدنا من أكثر البلدان تعددية وتنوع مما تعطيه طابعا جماليا كباقة الزهور, اليوم نشهد حالة أخرى من تلك التعددية بحيث وصلت إلى حياة المواطن بتعدد الزوجات !. هناك ظاهرة غريبة بالتعددية في العراق تختلف اختلاف جذريا ولم نجد مثيل لها في كل دول العام وهي تعددية بلوحات تسجيل السيارات حيث تعتبر من الناحية الأمنية خرقا يسهل على الإرهاب استغلاله بالشكل الذي ترونه الآن ,  فمنها الرقم القديم أو ما يسمى بـ (ألصدامي) فيسوق السيارات , والرقم الأسود المنفيس , ورقم الشركة العامة للسيارات الايطالي , إضافة إلى نوعية جديدة من الأرقام هي لوحات  إقليم كردستان التي تختلف جذريا عن بقية لوحات التسجيل . كما يختلف العراقيين  بالرؤى ,وبالحديث , وبوجهات النظر , وحتى الفكر  حيث يوجد فكر تكفيريا وفكرا بناءاً وفكرا شموليا وفكرا إسلاميا . هنا نقف قليلا ونتساءل  لو نجلس  ونقارن بينا وبين بقية البلدان الذي ذكرناها بالتعددية ونرى تاريخينا وتاريخهم؟ , نحن نمتلك ثروة طائلة ولم نستثمرها فعلينا ان نقف وقفة جادة الاستثمار ونجعل يد بيد للنهوض بالعراق والارتقاء بوقعنا الحقيقي والمثل العراقي يقول : ( القوم التعاونت ماذلت )..