23 ديسمبر، 2024 8:25 ص

بلد ذبيح وعاصمة مسمومة

بلد ذبيح وعاصمة مسمومة

ما يحدث في العراق، لايمكن أن يحدث في أي بقعة من العالم، ولا تستطيع أيّ إمكانية دولية؛ جمع عشرات الملايين، على مساحة لا تتحمل أعشار الزائرين، وهم يتسابقون على الخدمة والتنظيم الخفي الذي لايُعلم سره؛ إلا عطاء كبير يستحق أن نسمي به بلادنا( عراق الحسين).
تشابيه كمسرح سيار، وقصص تُروى وآخرى واقعية، تناقلها أجيال، حتى يتوارثون قيم لا شبيه لها في العالم.
بلاد مقطوعة الرأس منذ عقود، وفصل جسدها عن رأس إدارتها وتفكير حكامها، وعملوا بالضد من الأبدان، التي تتفانى من أجل أحياء موروث التضحية، فذبح البلد من القفا، وتناوله الطغاة بسياطهم وسكاكينهم، وسلبوا رداء خيراته، من أفواه أطفاله خلعوا كسوة نساءه.
الأمام الحسين عليه السلام، لم يكن فقط جسد مقطوع الرأس، وهو منهج الثورات ومثال الأحرار، وقدم عطاء يستحق الخلود، ورسم طريق تضحيات معبد بالدماء، يمتد الى ساحات الوغى، ومحاربة المنحرفين من إرهابيين ذباحين قطاع طرق، وأنصاره يزرعون طرقهم بخدمة الإنسان،والسير في ركب؛ قمة العطاء والتضحية والمجد والإباء والكرامة، وعند خدمته يتشرف كبار القوم قبل صغارهم.
دأب بيت النبوة؛ على مصارعة الباطل، وعند الحسين كان مفترق الطرق وذروة صراع الحق مع الباطل، ولا مجال إلاّ التضحية وتقديم الغالي والنفيس ومحاربة الإنحراف والإرهاب؛كما هو اليوم.
يبدو أن بغداد تشبه بالإمام الكاظم عليه السلام؛ مثلما يشبه العراق بالحسين، وقد عرفت بغداد كأمامها بالصبر وكظم الغيض وباب الحوائج، ويستنهض العراقيون عزائمهم وبطولاتهم من الحسين، وبغداد من كاظم غيضها، ويغيطها سواد الحزن؛ يوم رحيل سجينها الرافض للخضوع.
بغداد الكاظمين، مدينة الصبر وباب حوائج العراقيين، وتحتضنهم جميعاً لتضمد جراحهم، وسلامتها تعني سلامة بلدهم، وكما أمامها فقد مزقها الإرهاب والقتل والعصابات، وتجمع فيها سراق الشعب وعتاة الحكام الظالمين، لكنها ما تزال مأوى بأزقتها المتهرية؛ لأبناء الجنوب وهم يبحثون عن لقمة عيش في تقاطعات الشوارع، وحمالة بضائع الأغنياء والجشعين، المتطفلين على دماء مدن المحرومين، بغداد كالكاظم صابرة على جراحها، وتفتح أبوابها للنازحين والمتشردين من الإرهاب، وتعض على أصابعها الملطخة بدماء أبناءها المقطعين بمؤامرات الطائفية.
تحدت بغداد الإرهاب؛ بأكثر من عشرة ملايين زائر، حملوا مناياهم، وقالوها صراحة، أن العراق عراق الحسين وبغداد كاظمة الغيض.
أبكتني كلمة قالها فنان تشكيلي عراقي، في لوحة رسم فيها عربة حمال تحمل جسد بلا رأس، وعنونها بأسم العراق، ونقول أن قطع الرأس عن الجسد؛ لا أحد يستطيع قطع قمة العطاء ومنهج الإباء والتضحية، وأن سجن أمام بغداد في غرف مظلمة؛ فلن يستطيع أحد أن يغيّر الصبر ودرب التضحيات، وأن المسجى على الجسر قائد علم البغداديين، أن المنايا تنتظرهم كل عام على جسور مدينتهم المسمومة.

بلد ذبيح وعاصمة مسمومة
.
ما يحدث في العراق، لايمكن أن يحدث في أي بقعة من العالم، ولا تستطيع أيّ إمكانية دولية؛ جمع عشرات الملايين، على مساحة لا تتحمل أعشار الزائرين، وهم يتسابقون على الخدمة والتنظيم الخفي الذي لايُعلم سره؛ إلا عطاء كبير يستحق أن نسمي به بلادنا( عراق الحسين).
تشابيه كمسرح سيار، وقصص تُروى وآخرى واقعية، تناقلها أجيال، حتى يتوارثون قيم لا شبيه لها في العالم.
بلاد مقطوعة الرأس منذ عقود، وفصل جسدها عن رأس إدارتها وتفكير حكامها، وعملوا بالضد من الأبدان، التي تتفانى من أجل أحياء موروث التضحية، فذبح البلد من القفا، وتناوله الطغاة بسياطهم وسكاكينهم، وسلبوا رداء خيراته، من أفواه أطفاله خلعوا كسوة نساءه.
الأمام الحسين عليه السلام، لم يكن فقط جسد مقطوع الرأس، وهو منهج الثورات ومثال الأحرار، وقدم عطاء يستحق الخلود، ورسم طريق تضحيات معبد بالدماء، يمتد الى ساحات الوغى، ومحاربة المنحرفين من إرهابيين ذباحين قطاع طرق، وأنصاره يزرعون طرقهم بخدمة الإنسان،والسير في ركب؛ قمة العطاء والتضحية والمجد والإباء والكرامة، وعند خدمته يتشرف كبار القوم قبل صغارهم.
دأب بيت النبوة؛ على مصارعة الباطل، وعند الحسين كان مفترق الطرق وذروة صراع الحق مع الباطل، ولا مجال إلاّ التضحية وتقديم الغالي والنفيس ومحاربة الإنحراف والإرهاب؛كما هو اليوم.
يبدو أن بغداد تشبه بالإمام الكاظم عليه السلام؛ مثلما يشبه العراق بالحسين، وقد عرفت بغداد كأمامها بالصبر وكظم الغيض وباب الحوائج، ويستنهض العراقيون عزائمهم وبطولاتهم من الحسين، وبغداد من كاظم غيضها، ويغيطها سواد الحزن؛ يوم رحيل سجينها الرافض للخضوع.
بغداد الكاظمين، مدينة الصبر وباب حوائج العراقيين، وتحتضنهم جميعاً لتضمد جراحهم، وسلامتها تعني سلامة بلدهم، وكما أمامها فقد مزقها الإرهاب والقتل والعصابات، وتجمع فيها سراق الشعب وعتاة الحكام الظالمين، لكنها ما تزال مأوى بأزقتها المتهرية؛ لأبناء الجنوب وهم يبحثون عن لقمة عيش في تقاطعات الشوارع، وحمالة بضائع الأغنياء والجشعين، المتطفلين على دماء مدن المحرومين، بغداد كالكاظم صابرة على جراحها، وتفتح أبوابها للنازحين والمتشردين من الإرهاب، وتعض على أصابعها الملطخة بدماء أبناءها المقطعين بمؤامرات الطائفية.
تحدت بغداد الإرهاب؛ بأكثر من عشرة ملايين زائر، حملوا مناياهم، وقالوها صراحة، أن العراق عراق الحسين وبغداد كاظمة الغيض.
أبكتني كلمة قالها فنان تشكيلي عراقي، في لوحة رسم فيها عربة حمال تحمل جسد بلا رأس، وعنونها بأسم العراق، ونقول أن قطع الرأس عن الجسد؛ لا أحد يستطيع قطع قمة العطاء ومنهج الإباء والتضحية، وأن سجن أمام بغداد في غرف مظلمة؛ فلن يستطيع أحد أن يغيّر الصبر ودرب التضحيات، وأن المسجى على الجسر قائد علم البغداديين، أن المنايا تنتظرهم كل عام على جسور مدينتهم المسمومة.