مثلما توقع المحللون السياسيون عاد الخطر من جديد يتربص بالعراقيين بعد انتهاء الفصل الاخير من مسرحية ” داعش ” ومثلما توقع المحللون ان المرحلة المقبلة ستكون اكثر خطرا خاصة وان جهات عديدة مشاركة في العملية السياسية تسعى جاهدة بعد انتهاء المعارك لتكوين كيانات هزيلة تسمى اقاليم تسعى للانفصال عن الحكومة المركزية في بغداد .. ورغم ان توقعات المحلليين اعتمدت على تحليل دقيق لطبيعة مايجري من تحركات سياسية محلية ودولية لتنفيذ هذا المخطط الذي تزامن مع انتهاء اكثر من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو تلك الاتفاقية الخبيثة التي هي نتاج عمل حثيث ومؤامرات اعدت منذ زمن طويل لتفتيت الشعب العربي وجعله دول وطوائف متناحرة .. عاد الخطر من جديد بعد ان اخرج جو بايدن من الادراج السرية ملفات المشروع سيء الصيت ليبدأ تطبيقها بصيغة اكثر لؤما لتقسيم المقسم الى اجزاء على اسس عرقية ومذهبية متناحرة .. ويبدو ان مشروع تقسيم منطقة الشرق الاوسط عموما وتقسيم العراق خصوصا الى اقاليم قد خرج من الادراج السرية الى العلن ويبدو ان الكلام الذي كان يدور ب ” الهمس ” وفي المطابخ السرية صار اليوم يقال علنا .. ومن هنا ركز الامريكان بالعزف على الوتر الطائفي ومحاولات اثارة الفتنة في العراق بوصفها اسهل الطرق لتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وتمزيق وحدة الصف وانهاء اللحمة الوطنية.. وهذا ما ينطبق عليه شعار (ابو ناجي) ايام زمن الاستعمار الانكليزي للعراق والقائل “فرّق تسدّ”..هذا الشعار الذي اطلقه ” ابو ناجي ” عاد للتطبيق من جديد لكن باسلوب اكثر خبثا ووضاعة من الاساليب الماضية بعد ايجاد القاعدة العريضة له داخل مطبخ السياسة العراقية خاصة مع وجود رغبة جامحة لدى عدد من السياسيين لاقامة الاقاليم وهذا مايظهر جليا فيما نسمعه من تصريحات وتلميحات واخرها ماطرح من قرارات مشبوهة في مؤتمر بروكسل بمشاركة سبعة احزاب مسيحية طلبوا فيه استحداث محافظة ” سهل نينوى ” للشعب الكلداني والسرياني وتحويل هذه المحافظة لاحقا الى اقليم .. ان انعقاد هذا المؤتمر لم يأتي من فراغ انما جاء وفق مخطط اعد لتفتيت العراق وجعله اشبه بكعكة تنهش فيها السكاكين تقطيعا وتمزيقا الكل يسعى الى التهام جزء من هذه الكعكة المطعمة بالجوز واللوز وانواع الكريمات .. لقد باتت هذه الكعكة وبما تحتويه من مطيبات هدفا لتجزئتها والتهام مطيباتها بعملية لاتخلو من فوضى اشبه ما تكون بفوضى ” الحواسم ” وقد اسهم في تحفيز الطامعين لالتهامها حكومة ضعيفة لاتقوى على غرس السكين في خاصرة الطامعين وهذا الضعف حفز البعض من اشباه الرجال لسحب سكاكينهم وغرسها في الجسد العراقي لتمزيقه الى اشلاء واجزاء من خلال مطاليب تافهة لاترضي العقل ولاالضمير
اصوات تنبح من هنا وهناك تطالب بتقسيم العراق الى اقاليم وفق التوزيع الديموغرافي للسكان بحسب دياناتهم وطوائفهم وقومياتهم.. ولن نستغرب يوما ان تطالب جهات بتقسيم بغداد
ومن المحتمل بعد تعميم التجربة سيئة الصيت بروز طموحات اخرى لدى شخصيات سياسية وسطية لاقامة اقاليم داخل الاقليم الواحد وليس مستغربا ان نسمع يوما اقامة اقليم الاعظمية واقليم الفضل واقليم الراشدية واقليم الزعفرانية واقليم ابي صيدا او الفلوجة والعوجة وووو .. عندها سيصبح العراق عبارة عن ” صندوك الولايات ” يضم مئات الرؤساء من اصحاب المعالي والسيادة والفخامة والجهامة وطول وقصر القامة ويضم مئات الرايات والاناشيد الوطنية ويصبح الكل قادة واصحاب سيادة ويصبح خوشناو وعبد الزهرة وصليوه وزيد وسرمد وووو رؤساء اقاليم ” الواق واق ” وتتوسع علاقاتهم الخارجية لدعم توجهاتهم الداخلية وتبدأ التحالفات باتجاه رص الصفوف لقتل وذبح الموصوف والنقر على الدفوف