قد يتوقع القارئ ان عنوان المقال هو لبلد او جزيرة او مدينة تقطنها النساء فقط , ولكن حديثنا اليوم عن بلد اسلامي نوعاً ما, يمتاز بالحداثة والتطور والجمال , لغته الرسمية مشتقة من ثلاث لغات ممزوجة , شعبه مسالم جداً يتمتع ببرود الاعصاب, اجوائه معتدلة, جعلت منه مكاناً لاصطياد السواح .. هذا البلد كان جزء من امبراطورية عملاقة انشق وانفصل عنها بعد حروب دامت سنوات , خرج مفلساً رغم الثروة النفطية التي يتمتع بها ولكن اعاد ترميم اراضيه وبدأت حكومته انذاك بالبناء والعمران والانفتاح نحو دول العالم , فخلال مدة قصيرة استطاع ان يكون في مقدمة الدول المنتجة للنفط , ومع كل هذا ترى شعبه متنوع الدخل فمنهم الثري جداً ومنهم الفقير جداً, ويوعز السبب ان العمل في الوظيفة الحكومية منحدر جداً مقارنة بالعمل الحر الذي قد يكون هو المسيطر في الشارع والسوق المحلي لهم..
خلال زيارتنا الاخيرة الى بلد السحر والجمال كما يقال لها هي دولة (اذربيجان) تلك الدولة التي استقلت عن (الاتحاد السوفيتي) سنة (1992), استطاعت ان تسقطب السواح في العالم وفي مقدمة تلك الدول هو (العراق) كالعادة, نتيجة الدخل الكبير الذي يتمتع به المواطن العراقي, ناهيك عن الحرمان الذي عاناه في فترة سابقة حرمته من السفر, واما الان فالحال اختلف واصبحت الازمات المتوالية على هذا الشعب جعلت منه يبحث عن اماكن الترفيه ويهرب من (حر الصيف) ومن (اللصوص والسراق) والمشاكل والمعوقات المتعددة في البلد.
في تلك الزيارة التي تخللت بعمل (تدريبي) لصالح (مؤسسة المساء الدولية), التقيت بالكثير من الشخصيات وكان اهمها الشخصية اللطيفة المواطن الاذري (بسام جمعة) هذا المواطن صاحب شركة سياحية هو بالاصل (سوري الجنسية) يتمتع بعروبة كبيرة تفوق كل التوقعات, رأيت في مكتبه العلم الاذري يجاوره (العلم العراقي) وعند سؤالي له لماذا لم تضع علم بلدك الاصل (سوريا) في مكتبك … قال لي وبسرعة البرق سوريا لم تقدم شيء لي هنا في الغربة رغم حبي لبلدي ولكن في العمل وضعت العلم العراقي, لان هذا البلد اعطاني الكثير في جانب العمل وخاصة عملي في (السياحة)..
العراقي يتوجه لتلك الدولة لاسباب لعلي ذكرت (غير المهم لها).. السبب الرئيسي للذهاب لتلك الدولة هي نسبة ازدياد النساء في الشوراع والميادين وبصورة كبيرة وقد تفوق المتوقع..
بلد يعتاش من جراء (جمال) نسائه, حيث تشاهد في الشارع العشرات من النساء مقابل رجال قلة, الجمال (روسي) والجسد (تركي) والاناقة (فرنسية) والاطباع (ايطالية)..
هذه الدولة يعاب عليها انها تنام (مبكراً), فأثناء التجوال ليلاً ترى نسبة الهدوء فيها تصل الى الى سماع دوي السير, والامر الاخر ان هذا البلد لايتكلم الا بلغته ولايجيد اللغة العربية والانكليزية, فيجد السائح صعوبة في التعامل مع الناس هناك.
علماً ان تلك الدولة يزيد فيها نسبة المسلمين الى اكثر (85%) ولكن للطرفة لم ارى اي جامع او علامة تدل على الاسلام..!!
ومع تلك الاسباب يقول صاحب الشركة السياحية ان معدل نسبة السفر من العراق الى اذربيجان (في كل يوم طائرتين) محملة بالسواح العراقيين الذين هربوا من فساد (سياسيها) ليأتوا الى فساد من نوع اخر..!! وعلى قول احد العراقيين الذي يقطن هناك الفساد هنا (ارحم من فساد سياسي العراق) فالمهنة لبائعات الهوى في (اذربيجان) اشرف ممن يبيع بلده بأ ابخس الاسعار..!!
ولنا عودة قريباً