23 ديسمبر، 2024 2:46 م

بلد الخطوط المتوازية

بلد الخطوط المتوازية

مجرد نظرة عابرة للخارطة العالمية للمناطق الساخنة وغير المستقرة والمبتلاة بالحروب الأهلية والفوضى بسبب الفساد وفشل انظمتها السياسية وانهيارها الأقتصادي ، تجد العراق في مقدمة تلك الدول ، ولست مبالغا ان اعتبرت هذا البلد يشكّل بؤرة تلك الدول والأقاليم كونه مصدر لسرطان المأسي على هذه الأرض !.

كيف لا وهذا البلد يعد مثالا للفشل والتخبط والضعف ينبغي أن يُدرس في الأكاديميات العالمية كأمثولة لأستنباط العبر بما تشبه النكات المُرّة ، كيف لا وجميع مواطنيه على الأطلاق من اللاجئين ، أو من ينتظر دوره ليصبح لاجئا ، انها مسألة وقت فقط !.

بلد تزداد سيطراته الفاشلة بخط متواز مع ازدياد عمليات السلب والخطف دون الحد منها ..

بلد يزداد فشله بخط متواز مع ازدياد ترهل ما يسمى بمؤسسات النزاهة ، دون الحد من الفشل ..

بلد يزداد فساده بخط متواز مع ازدياد اجراأته البيروقراطية  على شاكلة (صحة الصدور) ، دون القضاء على الفساد !..

بلد ازداد تعداد اجهزته الأمنية بالتوازي مع الهجمات الأرهابية ، اتضح ان غالبية أجهزته العظمى من الفضائيين !.

بلد ازداد فيه سن قوانين العقوبات والأبعاد بحق الفاشلين ورموز الخيانة ، حتى أفرغ القضاء المريض أصلا من محتواه ففقد المواطن ثقته فيه ، القوانين في تزايد ، مجرد حبر على ورق ، والفاشلون والخونة في تزايد !..

بلد يزداد فيه النهب بخط متواز مع تشديد اجراأت التقشف ورفع سقف الغلاء .

بلد بلغ تصديره للنفط رقما قياسيا ، وخط الفقر في هبوط مستمر حتى خنق المواطن ..

وهكذا تزداد تلك الخطوط المتوازية كثافة وتشعبا بشكل يشبه قضبان السجن ، حتى حجبت عنا نور الشمس ، حتى اغتالت حرياتنا ، وأعمتنا عن رؤية ولو بصيص من مشهد المستقبل .

كنت أحد ضحايا التسليب بين سيطرتين على طريق (معسكر الرشيد) الأثنين المنصرم وفي وضح النهار ، عندما وقف اثنان في منتصف الشارع ، وما أن أجتزتهما حتى ركل أحدهما (دعامية السيارة ) الخلفية ، وتظاهر بأنه (ما ميت اليوم الا من البارحة) ! ، وبين التهديد والوعيد خسرت راتبي بأكمله (مليون وربع) على شكل فصل عشائري فوري ، ظاهرة صارت تتكرر بشكل ملفت ، ولكن اين الحكومة بأجهزتها التي فقدنا ثقتنا بها منذ زمن طويل !.