19 ديسمبر، 2024 4:02 ص

بلد أكله الذئب ونحن عنه غافلون!

بلد أكله الذئب ونحن عنه غافلون!

((يا آباءنا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا؛ فأكله الذئب؛ وما أنت بمؤمن لنا؛ ولو كنا صادقين)).القرآن الكريم شرح كل واردة وشاردة, فقص لنا قصة النبي يوسف؛ وعبر عنها بأحسن القصص, وبين لنا مدى التنافس السلبي؛ الذي جرى بين أبناء يعقوب النبي؛ عندما أحسوا بأن لدى أخيهم الأصغر كنزا, فأطاحوا به!.في العراق تكررت القصة؛ فضحيتها الوطن؛ وهذه المرة إعتدى أبناءه وشكلوا صراعا؛ ليسلبوه إرثه؛ الذي من عليه البارئ به, ليجعلوا منه مائدة يتكالبون عليها في حضرته, فهبوا عليه من كل صوب؛ أحدهم يسرق أبناءه الخيرين؛ وآخر ينهب ثرواته ويمزق مبادئه.لم تنحصر ملحمة السارقين؛ على أبناء الوطن السذج فحسب, فقد تناوشوه إخوته طامعين بهبة الخالق لهذا الفتى, الذي أهداه قبور الأئمة والاولياء؛ وجعله نبراسا وأعلى شأنه, فحز في ضمائر الإخوة بأن يكون سيدهم, فأخذوا يصدرون له الفاسقين والفاسدين؛ لتتطاير أرواح الأبرياء؛ مع نتانة أرواحهم المفخخة.إرهابين وسياسيين فاسدين؛ إستنزفوا الوطن ونهبوا ثرواته, محاولين الهيمنة والاستيلاء عليه, ليحققوا رغباتهم وأهوائهم, وينالوا من صرحا إسمه العراق, الذي حباه الخالق بنعم فاقت التصورات, فسببت لأعداءه المنافسة السلبية؛ والحقد الدفين, على وطن الأنبياء والأوصياء, عسى أن يطيحوا به وبمبادئه؛ التي نقشت على حجر التاريخ؛ لتشكل سمو ورفعة الأمة, نعم هكذا هو وطني؛ وهكذا هو يرتفع كلما أحس بضائقة؛ ليحلق في سماء الشهادة والتضحية والفداء.الذئاب التي تبرأت من يوسف النبي؛ تبرأت اليوم أيضا! لكن الكلاب لم تتبرأ ولم تتب بعد, وما زالت ماضية بكذبتها؛ مستغلة رحمة وعطف الوطن, مع علمهم بمقدرته من فضح إكذوبتهم, التي جاءوا بها مدعين بناء الوطن, فهم اليوم يسرقون ويعبثون في أمواله مسببين الخراب والدمار.موازنات سرقت؛ وأرواح زهقت, وشباب سأمت البطالة, ومازال الأبناء والأخوة مصدقين؛ كذبتهم بأن الوطن أكله الذئب, فكيف نصدق بأن وطن لم تصرف موازنته لسنة كاملة؛ والتي تجاوزت 174 ترليون؟ وكيف نطمئن لإخوة الأخوة ونحن نزف شبابنا شهداء على إثر تفجيراتهم؟.يا وطني ستبقى رمزا؛ لن ينال منه الفاسقون والحاقدون, وستبقى نبراسا؛ يستضئ به أبناءه, متحدين كل الصعاب؛ التي يقوم بترويجها ذئاب السياسيين, الذين أتوه حين غفلة وتسنموا على دكات حكمه, بسبب زوبعة وتصفيق من الجهلاء.آه آه لو مر السيارة من جانبك يا عراق! وأدلوا دلوهم, لينقذوك من غيابت الفساد وزبانية الكفر والارهاب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات