18 ديسمبر، 2024 10:15 م

بلدي بطعم الحَنظل      

بلدي بطعم الحَنظل      

عند حدوث عطل اضطراري بطائرة ما ، فلايمكن للمسافرين عبرَ هذه الطائرة , الأ ان يتلوا بعض الآيات القرآنية, او التراتيل حسب مايتبعون من دين او معتقد ،كنوع من المهدىء, الذي يبعث السكينة للنفوس ,ومناجاة للخالق ,ليخرجهم من هذا المأزق…فأما نجاة وأما موت محقق، لكن عندما  يصيب العطل  وطن  بأكمله ,فهنا لاتنفع التراتيل والادعية, ولا صوم داوود  ولا حتى صبر أيوب ؟؟!! لقد تعطّل الوطن, وتعطلت معه كل اشكال الوطنية ,وصرنا نعتمد الصمت, ونعتمد الهروب من المسؤولية, فلا لنا صالح …  ولا نريد المطامح .. وبهذه الظروف التي يعيشها العراق حاليا”, من غياب الوعي السياسي المتزن , لقيادة العراق التي حولت البلاد الى فقراء ,ومعدومين ومظلومين وشهداء , ومثلهم ارامل وايتام, وعاطلين علن العمل , وفساد اصاب مؤسسات الدوله, بكل مفاصلها , واقتصاد منهك ومدمر ,كل ذلك ساهم في العطل الكبير للوطن .عطل من الصعب اصلاحه , في ظروف تعطلت الوطنية فيها للمسؤول, ولم يعد يهمه الاصلاح, بل شاغله الاهم ما يستحوذ عليه, طيلة فترة حكمه, وان لم يكن مشروعا .اذن لا تقولو, لما العراق ذاهبُ الى الهاوية ! لان الوطنية فيه تعطلت, الا لأشخاص لم تتعطل الوطنية فيهم, نذروا انفسهم للوطن ,حاملين على أكفهم ارواحهم الطاهره, قربانا” منهم لوطنهم . لبوا النداء عندما رأو الوطن يتعرض لعطل كبير ,فهبوا وأستجمعوا الشيم فيهم ,وليوقفوا السيل الزاحف تجاه وطنهم .نحن في واقع مر بطعم الحنظل, إن لم نقيم أنفسنا, ونراجع أخطاءنا, وسنكون رهن قناعة الشعب ,في ترك قضيته نهائيا وعدم الثقة بأي شخص بعد ذلك ,ان لم نصحح أخطاءنا ولنقول الحقيقة, بوجه كل من اساء وافسد في العراق  ,وبصوت عال دون خوف او جلل  ,وخبزٌ وماء وسُكر ..وبلد بطعم الحَنظلْ…!!!