23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

منذ الصغر كانت ترتسم على وجوهنا تلك النظرة البريئة والتي تضم في طياتها عشرات الاسئلة التي تجول في خواطرنا دون ان يكون هناك من يجيب على هذه التساؤلات  بل كانت على الاعم الاغلب تثير انفعالات من يتم سؤالهم او حتى سخريتهم المفرطة التي تكاد تخرج عن حدود الادب والذوق ولكن بمرور الزمن اتضح سر هذه السخرية من اسئلتنا البسيطة في ذلك الوقت والتي اذكر منها لماذا دائماً مايخاف ابائنا من المستقبل ولماذا نخاف من الدولة اليست الدولة هي التي تحمينا واين شبابنا ولماذا لايقدمون شيئاً للوطن بل انهم يهربون ويسافرون بعيداً الى خارج العراق ولماذا ووووو.
وللاسف الشديد عرفنا الاجابة على اسئلتنا القديمة وكانت اولى الاجابات هي ان وجود نظام ديكتاتوري يتحكم بالدولة ككل وفق نظام مركزي مقيت يقيد ويسلب الحريات يجعل من الطاقات الخلاقة لاي شعب تخمل وتضيع في النسيان حيث جعل هذا النظام الوطن عبارة عن سجن كبير يضم شعباً بأكمله تحت غياهب الظلام وحتى اصبح الخروج منه مغنمأ ولكي يتم السماح لك بالمغادرة كان الثمن الذي يجب دفعه هو(400000 اربع مائة الف دينار) والذي هو ثمن الخروج من جحيم السجن الكبير عفواً اقصد الوطن
توالت الايام والسنين  حتى جاء يوم 9/4/2003 حيث سقوط النظام الدكتاوري الذي يتزعمه من يسمي نفسه(القائد الضرورة) ظن العراقيون ان هذا البلد الذي يأويهم سيصبح بالفعل وطنأ يتغنون بحبه ويدافعون عنه لانه بيتهم الذي عاد اخيراً من سيطرة الجلاد واخذوا يحلمون بوطنهم كيف سيكون وكيف سيكون شكل الخدمات المقدمة لهم .
وهنا تطاولت اعناق الساسة الجدد وهم يمنون الناس ويقولون ان العراق سيصبح محط انظار العالم بالبناء والتقدم والازدهار وسيكون وجهة العشاق من كل انحاء العالم وسيكون انموذجاً في النظام السياسي والحريات ولكن وبعد مرور الايام اخذت الرؤيا تتضح عن دولة مشوهة بكل المعاني ونظام سياسي مشلول بالكامل  ونظام اداري عقيم وفساد مالي لايرحم ولايبقي ولايذر وهنا تسكب العبرات فبدل ان يصبح العراق محط انظار العالم اصبح عبرة وقدوة سيئة واصبح من الدول الاكثر فساداً ورشوة ان لم نقل انه على رأسها واكثر الدول عقماً في الخدمات  والاقل في الرفاهية
 ان العراق يفتقر الى النظام الاداري الناجح للدولة ان لم نقل انه لايوجد نظام اداري واضح المعالم اضافة الى ان قادة العراق من السياسيين ليس لهم هم الا التهالك على المناصب ضمن محاصصة طائفية وقومية بغيضة وفوق كل ذلك خلافات سياسية حادة بين هذا الطرف وذاك بسبب مصالح شخصية فئوية متناسين الشعب الذي اوصلهم الى ما هم فيه من النعيم تاركين من انتخبهم في جحيم الفقر والفاقة والعوز والتدهور الامني الذي غالباً مايكونون هم انفسهم من اسبابه فلم نجد احد من البرلمانيين اللهم الا ما ندر من يطالب الحكومة بتوفير الخدمات الم يخطر في رأس احد البرلمانيين ان يقدم مشروعاً للبنى التحتية لخدمة المواطن بديل مشروع دولة القانون الذي تم رفضه دون وجود البديل وما هو مصير المواطن العراقي الذي اصبح لاحول له ولاقوة مع استمرار حالة الازمات في جميع مفاصل الدولة من كهرباء ونفط وروتين الدوائر وعدم وجود فرص العمل للعاطلين وشلل شبه كامل في اعادة بناء المدارس المهدمة والاختناقات المرورية وووو غيرها كثير وهذا نزر قليل من فيض كثير
ودائماً مانجد ان المواطن عليه واجبات تجاه الدولة لاتعد ولاتحصى ولكن ليس له حق واحد من حقوق المواطنة يضاف فوق ذلك كله ان المواطن يتحمل كافة اخطاء السياسين وهو المستهدف الاول من قبل الاعداء في الداخل والخارج هذه الاسباب كلها جعلت من الرابط الموجود بين المواطن والوطن رابطاً ضعيفاً ان لم نقل تم كسره وفصله سواء كان ذلك ايام النظام السابق او في النظام الحالي فالعراقي دائماً مايشعر انه بلا وطن فاصبح حب العراق ضرباً من الجنون لسبب بسيط وهو ماذا قدم الوطن للمواطن .