لماذا نكتب أشياءَ ونشطبها
ثم نكتبُها مرة أخرى
ونرضى عنها
ولماذا نحزنُ بدون أسبابٍ معقولة
ولماذا ونحن عطاشى ننظر قنينةَ الماء التي أمامنا ولانشربها
ولماذا تقلقنا رنةُ الهاتف ..دَقُ الأبواب ..عواء الكلاب.. الأنباء التي لم نسمعها بعد
ولانقلق من رحيل الشمس..خريف الأشجار..
المياه الراكدة ..أحلامنا المعادة التي لاتأتينا غيرها
الغريب …
أن هناك إشارات أعمق ترد إلينا
لكننا نفضل أن تبقى مختومة بأقفالنا السريّة
نثرثر ويومنَا في الطريق .. في العمل ..عند بائع اللحوم ..عند متجر الملابس
ولانثرثر أمام فضاءٍ في السماء ولا وراء قطارٍ راحل
ربما
لم تستخلص دوافعُنا منا شيئا يُذكر
أو أننا توارينا في عصور ذيلية وتقليدية
نقشت على أرواحنا ديكورات وجودنا
بلاضوء
وبلا ناتج أنتظار
وبلا عذر أمام صخرة سيزيف
كل ذلك
والغريب …
نعد تلك أقدارنا
ولا نلجأ لمفردة نخاطب بها الله
أو نختار طريقا أخر
تصافح من خلاله أصابعنا أصابع الشيطان
وهكذا نتكرر
فيما نشطب
ونعود ونكتبه ونرضى
وقد تقوم الأخرةُ
نسمع الأبواق والطبول وأناشيد الجنائز والكارينات المزكومة والضوء الذي يغطس في الظلام
ونقول لأنفسنا هذه أشارات
إشارات أعمق
لكننا رغم ذلك
نكتب أشياء نشطبها
ثم نكتبها مرة أخرى
ونرضى عنها