28 ديسمبر، 2024 1:00 م

العراق بحاجة إلى حكومة تنقذ البلد من حالة التدهور والانحدار والفشل.. حكومة تضمّد الجراح وتوقف النزيف وترمم الصدع وتجمع الشتاتوتستعيد دولة المؤسسات ليلتقي في رحابها الجميع على أساس الشراكةوالمساواة والعدالة.. دولة تحتكر السلاح وتضمن الأمن وتصون السيادةوتدافع عن الحدود.. دولة مدنية حديثة وقوية تحترم القانون والدستورويتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.. دولة تنتصر للضعيفوتحاسب القوي وتنصف المظلوم وتحارب الفساد والإرهاب وتتصدىللتطرف والتعصب والفتنة.. دولة الرعاية والحماية والتحضر والخدماتوالبناء والكرامة.. دولة تنأى بنفسها عن سياسة المحاور والأحلاف باعتمادالحياد الإيجابي المنفتح على المحيط الإقليمي والدولي.. دولة تعالج التآكلالأخلاقي والإنهيار ألقيمي والإنقسام المجتمعي وتستعيد الإنسان وتنتشلالبلد من المحاصصة والطائفية والأعراف والأفكار الوافدة من الكهوفالمعتمة.. دولة تسترجع الهوية والقرار الوطني إلى عهدة الوطن وأبنائه..

ليس المهم من هو رئيس الوزراء القادم وإلى أي كتلة ينتمي بل المهم برنامجهالوطني وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة بمؤازرة وإسناد الشركاء فيالحكومة المقبلة.. الوقت جنرال متحكّم وعلينا أن ننظر إلى ساعة الزمنونتشبث بالفرصة التي ما زالت سانحة وتتسع للمزيد من الجهد والعملالجاد لتجنب الكارثة وإنقاذ البلد من هاوية محققة.. لا شكّ أن المنطقة أمامانفجار هائل وانهيار محتمل والنيران على الأسوار وعلينا التحسب والتيقظوالانتباه لما يجري خلف الحدود وما يحاك في الدهاليز المظلمة.. خيارناالدولة وبدونها الضياع والانقسام والتخلف والفشل.. في غياب مفهوم الدولةنسلّم مفاتيح الحاضر والمستقبل للمجهول ونبتعد عن كل ما هو متحضرومستنير في هذا العالم.. نأمل أن يرتقي الحراك السياسي القائم إلىمستوى التحدي المصيري الذي يواجهه العراق  وحتى تتضح الصورة لناكلام آخر والعرب تقول الإنتظار خيرُ مستشار

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية