11 أبريل، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

بلا اعتصامات بلا تظاهرات .. الخارج سيد التغيير و الداخل له أسير 

Facebook
Twitter
LinkedIn

الامنيات و التخيلات دائماً تكون متواجدة و بقوة بين بسطاء الشعب العراقي مع اي تظاهرة او حركة او دعوة او حتى خبر عابر في احدى القنوات المحلية او العربية اي بصيص امل يساعد على العيش لأسبوع اخر على الاقل أملاً بالتغيير و الخلاص من هذا الواقع المزري لكن سرعان ما يتلاشى هذا الحلم الوردي في ظل حاضر و مستقبل العراق السياسي و الامني و الاقتصادي المجهول و مع حركة الصدر  حُبست انفاس الجميع لأنهم توقعوا ان تكون انعطافة في تأريخ العراق الجديد وتغيير جذري وطني شعبي لحكومة العبادي حيث قال الصدر اما الاصلاح او الطوفان للخضراء و من فيها و هدد الحكومة بشرعية الشارع العراقي و تحت عنوان عريض جداً ثورة الجياع ، الحركة المفاجأة والتي اتت دون سابق انذار لاقت استحسان و صدى لدى اطياف كثيرة خارج التيار الصدري حيث شارك مئات الاشخاص من المدنيين و من عامة الناس بتظاهرات كبيرة و منسقة بقيادة السيد مقتدى الصدر الذي تدور حول حركته هذه مئات علامات الاستفهام لأسباب كثيرة و مختلفة لكن السؤال الاهم هنا هل ستنجح هذه التظاهرات و الاعتصامات في تخليص العراق من هذه الطبقة السياسية الفاسدة ؟ الجواب واضح جداً وصريح لا يحتاج الى تحليل عميق و بغض النظر عن دوافع و نوايا المعتصمين يحتاج الجواب الى مراجعة تأريخية سريعة بعدها سيكون واضحاً .  

من جاء بالملكية للعراق الخارج البريطاني ام الداخل العراقي ؟ كيف سقطت الملكية وما أسباب الانقلاب العسكري واعلان الجمهورية ؟ ثورة شباط ١٩٦٣ ألم يقل احد قادتها جئنا للسلطة بقطار اميركي ؟ هل نجحت الثورة الشعبانية الشيعية المسلحة في التسعين بقلب نظام الحكم ؟ هل نجحت ثورة الاكراد في الشمال ؟ هل نجح محمد مظلوم و عشيرته في الانبار في بداية التسعينات ؟ من غير نظام صدام حسين وقلب نظام الحكم واتى بأمراء الحرب و قادة المافيات هل كانت المظاهرات والاعتصامات ؟ متى نجح الداخل العراقي في تغيير الانظمة الحاكمة ؟ حتى ثورة العشرين التي تعتبر اخر صور التلاحم بين مكونات الشعب العراقي حسب ما يذكر التأريخ أنها اخرجت الاحتلال البريطاني من الباب ليدخل من الشباك بتغيير مسمى وجود بريطانيا العظمى من الاستعمار الى الانتداب . وفي الماضي القريب لم يستطيع كل الساسة على اختلاف مشاربهم و مذاهبهم و داعميهم على ازاحة المالكي الا عندما قررت ايران و بكل شفافية و من دون أدنى خجل على ازاحته بتغيير أسمي فقط لأسباب اختلف عليها الكثيرون لكن النتيجة كانت واحدة و هي الخارج من غير و استبدل المالكي بالعبادي وكان الداخل كالمعتاد مؤيداً و مباركاً  .

  التغيير في العراق لا يأتي الا من الخارج والتاريخ واضح جداً ، كم حركة و تمرد و ثورة و انقلاب في الداخل من الشمال الى الجنوب نجحت في التغيير منذ استقلال العراق الى اليوم ؟ ربما لأن الداخل غير مؤمن بنفسه و ليس لديه كاريزما التغيير و القيادة بأستقلالية و سيادة او لأن العراق دائما هو رهينة للصراعات الاقليمية فلا يملك قراره بالتغيير الا حسب ما تمليه المصالح الاقليمية و الجوار او لأن العراقيون تعودوا على التأقلم مع الاوضاع و ليس تغييرها ، اما الحديث عن استبدال لشخوص لاقيمة مادية او معنوية لهم و لايمثلون الا نفسهم و احزابهم فهذا مايسمى بالضحك على الذقون او الديماغوجية ( تعبير يوناني معناه مجموعة من الاساليب يستخدمها السياسيون لخداع الشعب ) فهؤلاء مجموعة من المنتفعين و اللصوص سيزولون من الذاكرة سريعاً ولن يكون لهم ذكر الا في الصفحات السوداء من تأريخ العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب