15 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

بلا إسلام بلا وجع راس 

بلا إسلام بلا وجع راس 

أنت إنسان ؟ هذا جيد، ولكن مالي أرى الناس يتدافعون لإعتناق الديانات وتفويض الحمقى ليكونوا موجهين لهم في الحياة، ولو كان منهم الصالح فهو ليس أرفع منك ليحكمك، فلتكن علاقتك به متوازنة لاتابع ولامتبوع، ولاتكن عبدا لسيد قد لايتبول بطريقة صحيحة.
لماذا أنت مصر على أن تعلن إسلامك، وتبتهج أنك مسيحي مخلص للكنيسة التي تكتشف لاحقا إن القسيس فيها يتحرش جنسيا بطفل صغير، أو يضاجع راهبة في غرفة منعزلة، ولماذا تصر على أن تعلن على الملأ أنك مؤمن بالتوراة حد النخاع وستحرق الأرض ومن عليها وما عليها لو مست تلك التوراة المزيفة؟ لماذا تصر إنك مسلم، ثم تتفرج على أبناء دينك يذبحون سواك، وحتى المعتنقين للإسلام وبإسم الإسلام، بينما تعلو تكبيرات الحمقى، فهناك، الله أكبر تعلو، بينما قاتل يذبح إنسانا متهالكا عاجزا، وهناك الله أكبر تشق الفضاء من مسجد في الجوار وهي ذاتها التي تنطلق من أفواه جائعة وأخرى حانقة، وأفواه ملت الكذب والنداء بإسم الدين؟
     أنت إنسان، فلماذا تجتر كلمات الشيوعيين وكتاباتهم التي طمرت تحت جليد روسيا، وماتت مع لينيين، وتهرأت تحت حذاء ستالين، وسحقتها دبابات الحلفاء في ربيع براغ، وإندثرت مع روايات المؤلفين العباقرة الذين فروا من موسكو الى أمريكا حالمين بشمس ميامي وسواها من ولايات الإمبرياليين؟ لماذا لاتتجرأ وتعلن إنسانيتك بعيدا، عن المسيحية، وعن اليهودية، وعن الإسلام، وعن العلمانية، وعن الشيوعية، وعن الديانات الوضعية، ولماذا ترفض الآخر وتشمئز منه، وتدعي إنك مدني ومتنور ومثقف، بينما تنعزل عن المجتمع مثل طفل مصاب بداء التوحد يخشى الآخرين ولايخالطهم، ويحتاج الى علاج دائم.
     لماذا تفرط في قراءة الكتب الدينية وتتعلق بدين، أو مذهب، أو فكر أنت أعلى وأعظم منه حين أوجدتك المشيئة لتكون الجبال والسهول والصحارى والمياه والغيوم والتوراة والإنجيل والقرآن والملائكة والأنبياء بخدمتك لتنير لك الدرب، فأنت أكبر منها، فلماذا تتصاغر عنها، وتكون عبدا لها ولمن يتزعمك بإسمها؟
     حين إنحنى البابا المسيحي عند قدمي زنجي هارب من جحيم أفريقيا وقبلها وغسلها بالماء وإنتقد بعض الأوربيين الذين يهاجمون المهاجرين وينتقدون سياسات إيوائهم، سخر البعض منه، وتعجب آخرون، وإمتدحه ثلة من الناس، لكنه في النهاية كان يمثل قيمة التجرد من الأهواء وتسامت عنده الروح الإنسانية التي خلقها الله من ذاته، وكانت تعبيرا عن نور السموات.
     كونوا إنسانيين، لاتكونوا قصابين بإسم الإسلام، ولاإنتحاريين بإسمه، ولاتكونوا مستعمرين بإسم المسيحية وحروبكم كلها صليبية، ولاتتوسعوا بإسم اليهودية وترفضوا كل البشر، وتمجدون شعب الله المختار، من إعتنق دينا، وتجرد عن إنسانيته سيكون مصيره جهنم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات