وانا اسير بين الزحمة التي تطبق يوما بعد يوم في فروع سوق الشورجة التي أمست عبارة عن خربة لا تعرف فيها هل ما موجود في تلك الازقة هي بضاعة للتجار ام هي نفايات فضاع الحابل بالنابل وذهابي هناك كان لشراء بعض مستلزماتي المنزلية ومن بينها ساعة منضدية يكون فيها صوت الاذان يرفع عند كل صلاة لأمرأة مسنة قريبة لي وبعد ان سألت عنها وعن من يبيعها اخذتني اشارات الباعة الى محل كبير لبيع الساعات ودخلت لاسأل صاحب المحل وهو رجل تجاوز عقده الخمسيني عن مطلبي فضحك وهو يهز لي برأسه انه لن يستوردها مرة اخرى حتى وان كلفه ذلك حياته فسألت عن السبب فقال لي بلهجة عراقية بديعة ( والله يا وليدي جان تكتلنا من وراها ) فأستغربت من جوابه وقلت له ولما ؟ قال عندما جلبنا تلك الساعة وبعد ان بعنا العديد منها حدث الكثير من الخلاف حولها حتى وصل الامر الى تهديدنا بالقتل ان استوردنا تلك الساعة التي تحمل أذان طائفة وعلينا تغيير الاذان الى الاذان التي تخص طائفتهم وان مواقيت الصلاة يجب ان يتغير وان يتم اختيار مؤذن معروف من قبلهم وعندها عرفت بأنني زججت نفسي في دوامة لن أخرج منها لانني ان قمت بما ارادوا فستأتي الطائفة الاخرى معترضة على ما ابيع وعلي اعادة الساعة القديمة لذا قررت عدم الدخول ضمن ساحه الصراع القائم وان لا اكون طرف في اشعال فتيل قتال بين الطوائف بسبب الاذان لذا قمت باستيراد ساعه لا تحمل سوى صوت الجرس المعروف وعندما حظر الطرفان الى محلي وسمعوا اصوات الاجراس نسوا خلافاتهم وانبهروا لصوت الاجراس في الساعه الجديدة فسبحان الله الذي جعل من صوت بلال الحبشي يجمع الناس ويوحدهم اصبح هو نفسه من يفرقهم فأي مجتمع هذا واي أيمان هذا الذي يحمله هذا الشعب الذي يتصارع من اجل صوت الساعه وهل سيأتي سياسي عراقي له نفس عقلية صاحب الساعات ذاك الذي رفع الاذان الذي فرقنا ووضع لنا اجراس توحدنا .