22 ديسمبر، 2024 6:10 م

بلاد ليس لها مقارن

بلاد ليس لها مقارن

كما هو واضح ومعلوم ان ظاهرة المقارنة موجودة في جميع بلدان العالم حتى انتشرت بين البلدان لتتوسع لتكون بين الشعوب المختلفة لترتقي لتكون بين الشعب الواحد ثم تنتقل الى الاسرة الواحدة لتصل الى ذات الانسان ليبداء مقارنته وضعه وحياته باقرانه .

  وحصلت عددا من المقارنات منذ قديم الازل بين المنجزات التي تنجزها الحضارات والشعوب وبين الاختراعات العلمية والادبية كما قارن دانتي بكتابه الكوميديا الالهية برسائل الغفران لابي العلاء المعري . وتطورت المقارنات حتى اصبح الانسان الاعتيادي يقارن حياته الدنيا ومدا تاثيرها في الواقع الذي ستؤول اليه حياته بالاخرة . وجاء السؤال ان المقارنات اصلها الارتقاء بالذات وبالواقع وفي الوضع العام الذي يسود بلاد دون اخرى . فكثيرا من البلدان كان واقعها بائسا الى انها قارنته وانضجته حتى وصلت الى اعلى مراحل التطور والعمران كتجربة الامارات العربية المتحدة في جانب التطور والعمران .

اما العراق فقد تفرد بامور لم تتمكن اي من الدول العربية والاجنبة الى الارتقاء والوصول اليها ، حيث شكلت الاعمال الارهابية وتزامنها في وقت واحد في اكثر من محافظة ظاهرة عجزت جميع الاجهزة الامنية وبمختلف انواعها وصنوفها عن مجابهة هذا التكنيك ” ان صح التعبير ” . حيث اصبح العراق حالة من الصعب مقارنتها بغيرها ففي العراق وحده تلغي الحكومة ( السلطة التنفيذية ) البرلمان والذي يمثل ( السلطة التشريعية ) .

وفي العراق وحده يتقاتل الساسة ليطيح كلا منه بالاخر وفي العراق وحده يرجع مطار بغداد الدولي طائرة للركاب ويمنعها من الهبوط لعدم وجود ابن احد الوزراء على متنها وفي العراق وحده يذهب امين العاصمة بطائرة خاصة ليتلقى العلاج في لبنان على الرغم من ان هنالك الاف العراقيين يمرضون ويموتون ولا يجدون ثمنا كافيا للدواء وفي العراق وحده الكل يعمل حيث نجد الشاب والطفل والكهل والمراة يكدون طوال النهار في اعمال لاتليق بابناء بلد الانبياء وبلد الثروات وفي العراق وحده يخرج المواطن وهو ة على يقين انه لم يتكمن من العودة الى عائلته متخوفا من ان تاتي سيارة مفخخة وتحصد روحه وارواح من حوله وفي العراق وحده يعاد تاهيل شارع بكلفة انشاء 4 شوارع غيره وفي العراق وحده يختفي الرئيس من دون اي يعرف الشعب او القادة او المسؤوليين على كثرتهم وتنوع سلطتهم ومساحة قدرتهم اي خبر عنه وعن صحته ، وفي العراق وحده نرى سيارات الحمل محملة بالشباب من الشهداء بدلا من ان نراها محملة بالمواد الغذائية لاشباع الجياع

 ان هذا هو واقع العراق الحقيقي الذي تفرد به من دون منافس حيث اصبح من المستحيل مقارنة كل تلك المنجزات الاسطورية ان صح التعبير بغيرها من منجزات الدول التي تمتلك كثروة العراق وكحضارة العراق وكعراقة العراق وتمتلك سلطتين تنفذية وتشريعية وعددا كبير من الساسة والمسؤولين اللامسؤولين .