قصة قصيرة واقعية وصادمة*
عمل لسنوات كمهندس موقع وبظروف صعبة صيفا وشتاء وثلجا وصقيعا وبلا تسهيلات وعلاوات ومزايا وسكن لائق…وعندما انتهى المشروع وتحول المشروع الكبير لمصنع كبير منتج وبدأت الادارة العامة بالتوظيف وتوزيع المناصب والمكاسب، تم استبعاد فكرة توليه لمنصب مدير بصرامة قطعية بحجة أنه “غربي” (أي من الضفة الغربية وليس الشرقية)… وليس من ابناء و”عجول”المنطقة، وفجأة وبتنسيب ساحق ماحق وعن طريق “كرت غوار ” الفعال عين مهندس آخر قادم من عمان (أصله من احدى مدن الجنوب) ويعيش ويعمل بعمان مديرا كبيرا بالرغم من انه لم يعمل يوما بهذا المشروع الجنوبي! وواصل عمله مستكينا صاغرا…ولكن عندما احتج “بأدب ولباقة” قائلا: فلما لم تعينوه منذ البداية اذن؟ قيل له ببرود مقنع: لقد كان مجرد مشروع مرهق في بداياته بظروف عمل صعبة وبلا مزايا! ومن الغبي الذي كان سيقبل بهذا العمل بالله عليك وخاصة أن هذه المنطقة تفتقد حينها لكافة الخدمات اضافة لظروف البرد والثلج والصقيع في الشتاء؟!…أما الآن فقد أصبح الموضوع مجديا وحان وقت الحصاد وتوزيع المناصب… سمع ذلك بذهول وصمت واستغرب من غباءه وانتمائه وسذاجته ووطنيته ونزاهته وضياع سنوات عمله في المشروع…ثم قال في ذاته يائسا: هل يحدث مثل هذا الا في بلاد العرب والمسلمين؟ وفهم أخيرا احد أسباب الهجرة الكاسحة الكاسحة !