18 ديسمبر، 2024 8:20 م

بلاد الشام بين نارين.. نار الحرب ونار الجوع

بلاد الشام بين نارين.. نار الحرب ونار الجوع

لا يخفى على احد اليوم ان منطقة الشرق الاوسط اصبحت اكثر المناطق الساخنة في العالم بسبب الصراع العربي-الصهيوني والذي بدأت شرارته منذ اربعينات القرن الماضي…وبسبب هذا الصراع انفردت القوى العظمى بقراراتها الجائرة والمناصرة لهذا الكيان المحتل وكذلك بسبب سيطرة هذه الدول على القرار الاممي يقابله الضعف والوهن الكبير في الجانب العربي الذي أخذ على عاتقه البقاء في دور الضعيف المنكسر دوماً مع العلم انه يمتلك اغلب ثروات العالم وباستطاعته جلب كل الخبرات العالمية والتكنلوجيا الحديثة للعمل على اراضيه وانشاء مصانع عملاقة تضاهي ما موجود لدى دول العالم المتطورة والتي باتت تتحكم بالاقتصاد العالمي واصبحت صاحبة القرار بتمييز وتصنيف دول العالم الى عالم اول وعالم ثاني وعالم ثالث وكأنهم يتعاملون وفق مفهوم السادة والعبيد….
وقد وضعوا لأنفسهم قوانين خاصة تجيز لهم القيام بغزو اي دولة مهما كانت بعيدة عنهم ولايعنيهم شأنها بشيء بحجج وهمية الهدف منها ابراز قوة العضلات وفرض واقع جديد واستغلال كل ثروات وامكانيات تلك الدول الضعيفة لصالح مصالحهم الاستراتيجية وشهوات انفسهم بروح الغالب والمغلوب.. كل هذا بسبب ضياع القرار العربي والقرار الدولي الصحيح….
ان ما تعانيه دول الشرق الاوسط وبالتحديد منطقة بلاد الشام والعراق اصبح يصنف ضمن المناطق الأكثر سخونة وكأن سكان هذه المناطق قد ولدوا على صفيح ساخن..
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه دوما..
لماذا تعيش هذه الشعوب بصورة مأساوية دوماً؟؟؟؟
وربما سوف يجيب البعض وحسب ما موجود على واقع الارض بسبب الصراع العربي- الصهيوني ولو افترصنا جدلا ان الموضوع هو كل المشكلة الحالية والمعقدة بنظر البعض  فهل لا تستطيع دول العالم جميعها والتي تقع ضمن خيمة هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ايجاد الحلول النهائية لهذا الصراع ام ان الهيمنة الامبريالية مازالت تستمد قوتها وفرض نفوذها بحجة هذه القضية…
واين نضع الدول العربية وانظمتها السياسية في موازين القوى العظمى. فهل اصبحت مجرد دمى متحركة تستمد قوتها من بطارية الشحن وهل سباتها العميق وصل الى مرحلة الاموات واين العرب من العرب..
فالشعب اللبناني اليوم يذبح ويقتل ويتم تهجيره والشعب السوري ليس افضل حالا منه خاصة بعد ان قامت دول الشر بتدمير الاقتصاد وضرب العملة الوطنية لتلك الدولتان العربيتان…. وليس ببعيد عنهما ما زال يعيش الشعب العراقي باستقرار مخيف وغير مطمئن خاصة مع تواجد القوات الاجنبية على اراضيه والتصريحات النارية المستمرة بين الجارة الشرقية ايران والولايات المتحدة الامريكية وهذا ما يعكس بضلاله دوما على أمن واستقرار العراق…
ان الحرب القائمة اليوم بين لبنان العرب البلد المسالم وبين قوى الشر والظلام وما يعيشه اخواننا في سوريا الشقيقة  من اوضاع اقتصادية صعبة وضع شعوب تلك الدولتين للعيش بين نارين.. احدهما نار الحرب والاخرى نار الجوع بسبب انهيار الاقتصاد…
ومازالت الشعوب تبني آمالها على كلمة العروبة والتي اصبحت مجرد كلمة لغوية في اللفظ بعيدة عن المفهوم والمعنى… وصباح الخير ياجامعة الدول العربية من بيروت والقصف الوحشي مستمر على احياءها  ومن دمشق والحصار الاقتصادي على اهلها ومن بغداد ووضعها بحياة اللا استقرار….