ثروة البلاد اغتصبها القدر عنوة الى جيوب النبلاء الفاسدين …. …… استغل لغوبها من ترحالها بين شعبه ..من الجنوب الى الشمال…طلبا لجيوب امينة…حتى ضاقت من عادتهم …. وتعلم ان يشرب ماء ً قد لونه روث دواب الارض …ويحرث ارضا تفسخت اوصالها وجفت عيونها .ايام عزتها كانت في عيون الناس فردوسا عجيب.
شعبها يستغيث من قبح الجماجم الفارغة…. تراه يتلاطم كالموج اللجي بين اخاديدها المتصدعة بالران الاسود….
هذه البلاد انفاقها بلا امل ..جحور.. دهاليز مظلمة …لانور ولا استنارة من مستنير …تعمي البصر وتفقد البصيرة….
التعليم …..
اقلامه بنادقاً روسية ….وحبره…طلقت حارقة خارقة تنوييرة…….يتعلم مسكها قبل قلم الرصاص…حتى يتعرف على العنف الازلي في هذا البلد………
والتعليم بلا معلم … لذا هم لا يرغبون بحرف النون …ويكسرون القلم ….فهم لايسطرون ….يقبضون اجورهم ويستهترون….
والمعلم الصادق….مدفون بين نفايات المغفلون والجهَلَهَ تساوره الظنون….قد اكون انا مجنون؟؟وغيري عاقل يعلم مايكون!!!!!!!غير انها حقيقة تلمسها في اجيال صاعدة لاتفقه غير الغريزة التافهة…
الشعب في هذه البلاد يكره التعليم ..جبر بجبر….ادرس او تقاتل مالك من خيار اخر…..فالتعليم مشقة وعذاب ونهايته فشل ذريع ..سهر وجد واجتهاد…..وحضور والتزام..ومناهج كبيرة طويلة عريضة….مكتوب في بدايتها ..((هذا الكتاب هدية البلاد اليك……….
الشعب يفسر التعليم لهو بالزمان ..وفشل كبير …حتى يُنسيه شيئاً من الحرمان ……..وان طلب العلم فأسعاره معلنة لا تحتاج الى وقت مهدور..ابتداء من الطب الى الادارة ..شعاره المعلن (من طلب العلا سهر الليالي))
المعلم في هذه البلاد مظلوم …مقصوم الظهر …..ارجفه الذل…لاتنفعة راجفة…منهجه موحد.لامجال للابداع فيه…فعصى المخلوق تلوح في خياله باستمرار…صفعة صمت ..تضربه بلا كلام….
.اما المتعلم من اطفاله….صبيان رافقهم جوع عسير ..تراجمت داخل اجوافهم اهات الجوع من كل شئ وتراها تخرج كالعاديات مسرعة مع اول حركة للجسد او حرف يخرج من فك مطبق على مسبحة من احرف تنفرط لتروي حكايات الفقر والعوز..احلامهم مسموعة …..وافكارهم مشاعة!!!!……. ملئت رؤوسهم ..نساء!! …..وكيف!! ..وغناء !!..وطرب.!!…هذا ما يمكن ان يشبعهم ….
الاطفال اضربوا عن الدراسة ولم يقتنعوا بكذبة السياسة….وقالوا للمعلم …الله امر بالعدل بين الرعية …فاجاب المعلم ..اصمتوا فالله يوم القيامة …..ومن عصى الان سيعاقبه الملك وله الندامة…قالها …وانياب الخوف تنهشه في عمق الضمير ….فأستفغر الله واقتدى بالاطفال الابرياء….
جرى استدعاء المعلم الى لجنة التحقيق .فأجابهم……..خوفا من بطش الجلاد!!!!
يا سيدي لديهم ضمير برئ !!!لم يطمس لحد الان …
سنعاقبهم بقطع الايدي والارجل من خلاف .فقد نبشوا عن الضمير بين مزابل البلدان ..سنعلمهم وأد ضمائرهم على جروف الشطآن….ليجرفها الموج سريعا الى جوف القيعان…
هذه البلاد مناهجها ………مكتوبة بلغة الضاد…ومن ألفها يحمل في نفسه كل ضد ومضاد…..للخير ليس بدال….وداعيا للشر تعال……..
عهد من الزمان يدرس الانسان فيها ما ليس له دخل بما يليه من مراحل….وطنية ..ثقافة قومية…لغة كردية..كونهم يعرفون ان الشعب صار بلا وطنية ….وبالتالي :
درجة حزبية ..كن رفيقا تكن طبيبا بلا منازع!!!!لاتبحث عن معدل …حزبنا يجعلك الافضل….
يعلموهم الحساب …..كي يجمعوا ما يخسرونه من عمر فيها..ويقيدوا ما يسرق من خير فيها….وبالتالي يعدون سنين الفقر والحرمان بلا نسيان…. ويؤرخون تاريخ نهب خزائنهم من قبل الحكام المنتصرون المتفاخرون…..
يتعلمون الحساب كي يحمدوا الله تسع وتسعين مرة … على هذه الحياة في ظل الراعي الهمام …..ويحتسبون مائة الا واحداً اذا قصر شخص بحق الراعي العظيم……….
ويستغفرون الله بمثلها اذا ظنوا به السوء ..السؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤء……او او همزه النابزون……فالراعي !!!!راعي ….. يقود قطنعان الخرفان الى مسالخها بامان…وليس بنصاب حتى يناطح الفقراء في رزقهم……..
اما الكتابة ….تعلموها كي تملئ صفحات التاريخ الابيض بعهر الرعاة المؤمنين((بخراب الدين)) ((ويسجلوا به جهل رجال الدين …بتوحيد المؤمنين))..تعلموها حتى يعرفوا معنى فشل ….(فعل ماضي يدل على سواد الوجه) تعلموها حتى يستخدموا فعل الامر ويفهموا كيف تكون صيغة اقوال الجبر مع الرعاة الافذاذ.
هذه البلاد معجبة جدا بفعل الامر….والواجب ..والسوف والتسويف….اما قد ..وكان يامكان….فهي ركن من اركان الدين القولية ..
وللكلام بقية